الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

أيادى الوافدين تتسابق لنيل بركة «ماجور أم النور» بسمنود

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بملابس بيضاء ناصعة، يطوف الشمامسة حاملين الشموع والصلبان وصور السيدة العذراء، يتقدمهم الكهنة رافعين بخورًا للسماء مرتلين كالملائكة «أمدح فى البتول.. والسلام لكى يا أم النور.. مجد مريم يتعظم بالمشارق والغروب».
يقف حشود من المواطنين يتطلعون المشهد المهيب، يتهافتون للتبرك بأيقونة العذراء، تتسابق أيادى الحضور للتمسح بالصورة التى يفوح منها الطيب والبخور.
هكذا يحتفل الوافدون لكنيسة العذراء بـ«سمنود»، تلك المدينة الواقعة فى رحاب محافظة الغربية التى تشهد سنويًا حشودا من الوفود والزوار القادمين من أقصى الشمال والجنوب وكل أقطار الدولة.
الأعداد خلال نهضة السيدة العذراء قليلة مقارنة بالزوار الذين يحضرون للكنيسة خلال احتفالها بعيد القديس أبانوب، الذى تحتفل به الكنيسة خلال شهر يوليو.
الكنيسة الأثرية كانت المحطة السابعة فى رحلة العائلة المقدسة بأرض مصر، حيث عبر المسيح والعذراء ويوسف النجار نهر النيل من «منية سمنود» إلى «مدينة سمنود» بوسط الدلتا، وما تزال تحتفظ الكنيسة بكل الأدوات التى استخدمتها العذراء، إناء كبير للعجين أهداه الأهالى حال قدومها لتستخدمه فى العجين، كما أن بئر الماء التى باركها السيد المسيح بنفسه ما تزال كما هى بالكنيسة.
بئر وماّجور مُقدس
وظلت العائلة المقدسة طوال فترة إقامتها التى امتدت ١٧ يومًا يشربون من المياه من بئر عمقها ١٢.٥ متر، وكانت السيدة العذراء تعجن الدقيق فى «ماجور» من حجر الجرانيت.
وتعتبر البئر والماجور اللذان يصل عمرهما إلى ٢٠٠٠ سنة، من أهم آثار مسار العائلة المقدسة، ويتناقل أبناء القرية وغيرهم من الوافدين عددا من قصص المعجزات عن البئر ومياهها وماجور أم النور.
ومن أشهر المعجزات التى يتناقلها المسيحيون هناك تلك التى حدثت بالكنيسة من هذا الماجور، ومن أهمها ما حدث يوم عيد العنصرة الموافق ٧ يونيو ١٩٨٧، فبعد القداس الإلهى مباشرة تحول كل الماء الموجود بالماجور إلى زيت، وشاهد هذه المعجزة كل المصلين الموجودين بالكنيسة، مما أثار دهشتهم، وجعلهم يسرعون فى أخذ البركة منه.
تاريخ الكنيسة
الكنيسة التى أضيف إليها اسم القديس أبانوب تُعد أقدم كنيسة بمحافظة الغربية، وأعيد ترميمها وإحلالها عدة مرات عبر العصور الماضية، إلا أن البناء الموجود حاليًا يرجع للعصر العثماني.
وتضُم الكنيسة حجاب الهيكل المصنوع من الخشب المُزخرف بالصلبان والمُطعم بالعاج، وبئر المياه المقدس التى شربت منه االعائلة المقدسة.
كما يوجد بالكنيسة حامل أيقونات (صور) من ٣ أجزاء، أحدثها مصنوع فى القرن الـ١٩ الميلادي، فضلا عن أيقونة أثرية للسيدة العذراء، وأيقونة للشهيد أبانوب، وأيقونة الصلب، فضلًا عن وجود ٤٤ أيقونة على جدران الكنيسة.