الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

مُسنة مسلمة: زيارة كنيسة تل بسطا بمثابة "نسيم الحياة"

كنيسة تل بسطا- أرشيفية
كنيسة تل بسطا- أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تل بسطا أو «تل بسطة»، موقع أثرى على أطراف مدينة الزقازيق، مثل مركزًا دينيًا مهمًا وإحدى عواصم مصر القديمة، كما كان معبرًا ومقرًا مؤقتًا للعائلة المقدسة، استمر ثلاثة أيام عند قدومها إلى مصر.
انطلقت العائلة المقدسة من بيت لحم إلى مصر عن طريق صحراء سيناء، تسير فى طريق القافلة الجنوبى، بمحاذاة ساحل البحر الأبيض المتوسط من غزة إلى رفح، ثم اجتازت إلى العريش، والفرما، بعد مسيرة طويلة وشاقة وصلوا أطراف مدينة «بسطة»، قرية قديمة بمحافظة الزقازيق، فإذا بالأوثان تنهار وتتحول الآلهة المزعومة لأطلال وركام، بحسب الرواية المتداولة، تحت شجرة وجدوها فاستقروا قليلا للارتياح من عناء الرحلة وليستظلوا بها من حرارة الشمس.
لم يمكثوا طويلًا، سأل المسيح وطلب من العذراء ماء ليشرب فلم تجد، ما دعاها للطواف به على منازل القرية لتروى طفلها، ولم يحسن أهلها استقبال العائلة المقدسة لما جرى لأصنامهم المعبودة.
عادت العذراء مهمومة ودموعها تسيل، وفى الحال تفجر نبع ماء عذب، وما زال يقصده الجميع للتبرك والشفاء من الأمراض.
وبعد سويعات مر عليهم رجل يدعى «قلوم»، تحدث إليهم وعرف قصتهم، بعدما لفت انتباهه ظهور ينبوع مياه فى صحراء قفط، لم ير بها بئرًا من قبل؛ استضافهم بمنزله وأكرم ضيافتهم، وحال تجول العذراء وطفلها بالمدينة انهارت الأصنام ما أثار غضب الكهنة، وذهبوا للوالى آنذاك سائلين قتل الصبى الذى تسببت قوته فى تحطيم الآلهة الصماء، وعرف «قلوم» بما يجرى واستهداف الوالى للطفل، فأخبرهم ليسلكوا مسارًا آخر هاربين من الموت مرتين الأولى على يد هيرودس الذى طلب قتل الطفل بفلسطين والثانى والى بسطة لما جرى للأصنام.
ويتوافد الآلاف للبئر والكنيسة التى شُيدت على اسم العذراء بتل بسطة للتبرك والصلوات لتحقيق الأمنيات والأحلام، والاستشفاء من الأمراض، وإنجاب الأطفال لمن يصيبهم العقر، وتحول المنزل الذى استضاف العائلة المقدسة إلى كنيسة الأنبا أنطونيوس بالزقازيق.
شهدت غالبية الكنائس التى تحمل اسم العذراء مريم توافدًا غفيرًا للزوار والمشاركين فى النهضات الروحية والقداسات الصباحية، وسط حالة من الاستنفار الأمنى المشدد من قبل قوات الجيش والشرطة التى كثفت من تواجدها بمحيط جميع الكنائس.
تُعد المرة الأولى التى تحرص جميع الكنائس على تواجد البوابات الحرارية والكشف على المعادن، كما أغلقت قوات الأمن الشوارع المحيطة بالكنائس وتنظيم عمليات الدخول للكنائس والخروج منها بعد أداء الصلوات والطقوس، كما حرصت قوات الأمن على تواجد خبراء المفرقعات والأسلحة والأكمنة الثابتة والمتحركة بجميع الشوارع والميادين المؤدية إليها تحسبًا لوقوع أعمال شغب وعنف.
من جانبه، قال مينا نبيل، أحد الزوار لكنيسة الأنبا أنطونيوس بتل بسطا، إن الكنيسة مفعمة بالروحانية وزيارتها حافز روحى نظرًا لزيارة العائلة المقدسة للمكان ولهذا يحرص الكثيرون علي التوافد لنوال البركات.
وأضاف لـ«البوابة نيوز»، أن رواد الكنيسة يسردون العديد من المعجزات التى نالوها بسبب مياه البئر أو الصلاة والتبرك بالكنيسة، ووصف زيارة الأماكن التى تواجدت بها عائلة المسيح تعادل زيارة القدس.
وأوضح أن صوم العذراء والنهضات الروحية خلال العام الحالى مختلفة بعض الشىء عن السابق من حيث التشديدات الأمنية تحسبًا للأعمال الإرهابية، وتابع: «الأقباط لن يتأثروا بالتهديدات الإرهابية، ورغم أحداث التفجيرات بالبطرسية والإسكندرية وطنطا، وجدنا الكنائس تكتظ بالوافدين، فما بالكم بزيارة موضع شاهد على زيارة المسيح والعذراء من الوافدين؟».
وقالت سيدة مسنة مسلمة، إن زيارتها للأماكن المقدسة يمثل لها نسيم الحياة، وإنها تحرص على المشاركة فى الموالد والزيارات خاصة بالأماكن التى تتيح المبيت للزوار مثل دير درنكة سابقًا.
وأضافت، أنها تصطحب نجلها لزيارة الأماكن المقدسة، ولو حتى فى آخر أيام المولد الاحتفالى بالعذراء، خاصة أن أم النور مكرمة بكل الأديان ولها وضعية خاصة فى قلوب الجميع، ولن يخلو منزل من صورتها، أو زيت بركة أو ماء من بئر شاهد على معجزة بيدها أو بيد السيد المسيح خلال زيارتهم لمصر.
وتابعت: «رحلة العذراء والعائلة فى أرض مصر تمثل بركة لم تحظ بها دولة على مدى التاريخ، فإن وجودهم ببلادنا للاحتماء، يؤكد حتمًا أننا موضع الأمان وملجأ الضعفاء والبسطاء وحماية للجميع».