الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

عانقته الحرية وأرهقه الشك.. حكاية هيرمان هيسه

الروائي الآلماني
الروائي الآلماني هيرمان هيسه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خمسة وخمسون عاما مرت على رحيل الروائي الألماني هيرمان هيسه الذي لقبه النقاد بشاعر الرواية الألمانية، والعبقرية الأدبية الخالدة.
ولد هيسه في مدينة كالف الألمانية في 2 يوليو 1877. كان متمردًا بطبعه إذ لم يتحمل العيش مع عائلتة البروتستانية المتشددة والمحافظة، فاستقل عنهم بعدما حاول والده إجباره على تعاليم الدين المسيحي لإعداده لكي يكون رجل دين حيث كان يعمل والده مبشرا في الهند قبل أن يولد هيرمان، وكذلك ووالدته فهي ابنة أحد المبشرين. وانخرط في حياته العملية مبكرًا حيث بدأ عمله ساعاتيا ثم بائع كتب في مكتبة، بعدها اتجه إلى التأليف والكتابة، انعكست هذه التجارب التي عاشها على كتاباته الإبداعية حيث غلب عليها لبحث عن الاستقلال الذاتي، وعن فهم ديني غير متشدد، ولكن مفتوح على أنماط الحياة الأخرى، وعلى أفكار أخرى. سلك هيسه طريق الأدب من خلال الشعر حيث نشرت مجموعة قصائد متفرقة له ضمن شعراء آخرين باسم "دار الشعراء الالمان" ؛ وفى عام 1899 نشر ديوانا صغيرا باسم "أغانى رومانتيكية"؛ وفى العام نفسه نشر له كتاب "ساعة بعد منتصف الليل" عبارة عن مجموعة من القطع النثرية. ثم اتجه إلى القصص والروايات التي كان يغلب عليها الطابع الفلسفي، وتعتبر رواية "دميان" التي عبر فيها هيسه عن طرائقه في الباحث عن ذاته من خلال قصة إميل سينكر فيقول في مقدمة الرواية:" لم أكن أريد إلاّ أن أعيش وفق الدّوافع الحقيقيّة الّتي تنبع من داخلي، فلما كان الأمر بعذه الصّعوبة؟ لقد أردتُ دائمًا أن أعيش حياة طبيعيّة، الحياة الّتي خُلقت من أجلها، الحياة الّتي تنبع من داخلي بعيدًا عن أيّ تشويه مدني أو ثقافي".
تنوعت أعماله مابين المجموعة القصصية والروايات والتي يقدر عددها بـ20 كتابا كما كتب عدة مقالات عن الأشجار يتحدث عنها حديث العاشق المتيم للطبيعة والحياة والروحانية الفلسفية والتأمل والإبداع. وحصل على جائزة نوبل في الأداب عام 1946.
كانت الحرب العالمية الأولى بمثابة صدمة مروعة لهيسه كغيره من الأدباء والكتاب من دعاة السلام واللاعنف،فشارك في عدة أنشطة مناهضة للحرب كما قام بتحرير جريدتين متخصتين عن أحوال أسرى الحرب الألمان. وفي أعقاب الحرب نشر روايته "دميان" التي ساهمت في شهره اسمه بين المؤلفين والأدباء الألمان. كما دعا فيها المثقفين خلال مقالاته المناهضة للحرب إلى التقليل من الجدال الوطني والاهتمام أكثر بالإنسانية.
تزوج هيسه ثلاث مرات، حيث انتهى زواجه الأول بالطلاق، فتزوج ثانية من روث فينجر، التي انفصل عنها بعد ثلاث سنوات. وفي 1931 تزوج زوجته الثالثة، مؤرخة الفن نينون دولبين وبقي معها حتى وفاته في التاسع من أغسطس عام 1962، عن عمر 85 عامًا.