الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بالفيديو والصور.. أسرة فاطمة تعيش في الشارع.. تحلم ببيت يسترهم ويحمي شرفهم.. والزوج: "بص للغلابة يا ريس"

الست فاطمة
الست فاطمة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم تمنعها إعاقتها من النزول بحثًا عن الرزق، رفقة زوجها المعاق، لإعالة أبنائها الخمسة، الذين أجبرتهم الحياة على افتراش الشارع، واتخاذه كمأوى لهم، بعدما انعدمت الرحمة في قلوب أقاربهم.
"الست فاطمة"، التي تعاني "شللًا"، ولا تستطيع السير، تقيم وأبنائها وزوجها، داخل "عشة"، تقع على ترعة الإسماعيلية، بشارع مسطرد العمومي، في بهتيم، بمحافظة القليوبية".
"مش عاوزة حاجة من الدنيا غير أوضة وحمام أستر فيها عيالي من غدر الزمن"، بتلك الكلمات بدأت "فاطمة أحمد فؤاد" حديثها باكيةً، مضيفةً: "زوجي تعرض لبتر قدمه منذ سنوات عديدة، ومن ذلك الحين لم نجد من يحنوا علينا من أقربائنا، فأولاد الحلال هم من بنوا لنا هذه العشة، لمساعدتنا في الإقامة بها، بعدما افترشنا الأرصفة لفترات طويلة".
وقالت إن زوجها يبيع البخور، والمناديل، وهي تساعده من خلال جمع مخلفات القمامة، من زجاج، وبلاستيك، وبيعها، حتى لا يضطرون إلى اللجوء للتسول.
وتابعت: "تمر علينا ليالي كثيرة لا نجد فيه العشا، بناكل عيش بملح، وبنقول الحمد لله، وأديني صابرة يا رب وتحت رحمتك"، لافتةً إلى أنها تستحم داخل الترعة المجاورة لهم، مرتديةً ملابسها، لعدم تواجد دورة مياه لديهم.

وأكملت: "لدى بنات كل ما أريده هو سترهم بمكان آمن، حفاظًا عليهم، وعلى شرفهم، وحمايتهم من تعرض البلطجية لهن، ففي أحد الأيام صحيت على صراخ ابنتي، عندما وجدت شاب نائم وراءها، وكان يحاول الاعتداء عليها".
وقالت الست فاطمة: "إحنا مدفونين بالحياة، ومحدش بيسأل فينا، وكل اللي بيقول هنخدمكم بيروح ومش بيرجع وسايبنا عرضة للبلطجية"، مضيفةً: "أنا مش بتمنى شيء غير أأمن مستقبل ولادي، مش عاوزة غير الستر ومش طمعانة في شيء تاني ونبطل ناكل فضلات الناس".
واستطردت: "أحد رجال الأعمال استأجر بلطجية لترهيبنا، حتى نترك عشتنا، وذلك ليبني مقهى أو مطعم عليها، وحاول البلطجية حرقنا أكثر من مرة، ولكن ولاد الحلال نجدونا".

فيما قال "عصام رجب محمد"، زوج فاطمة: "أنا جوايا مرار كتير، ونفسي في حاجة واحدة، بس إن بناتي ميتبهدلوش، وكل أملي إني ألاقي تربة أقعد فيها".
وأشار إلى أنه تعرض منذ سنوات الى حادث قطار، تسبب في بتر قدمه، ومن حينها وهو رحال من مكان لمكان لإيجاد عمل، ولكن دون جدوى.
وتابع: "كنت أعمل فني دوكو سيارات، وكنت صاحب مهنة محترمة أكسب من خلالها قوت يومي، ولكن بعد بتر قدمي، أصبحت لا أستطيع توفير أبسط احتياجاتنا، ما اضطرني إلى بيع البخور والمناديل حتى أوفر أقل احتياجات أسرتي، عشان مقولش لحد اديني".


لم يستطع محمد إخفاء دموعه وهو يقول: "أنا مليش طلبات غير إني أعيش ولادي حياة كريمة، فأنا وزوجتي سنموت في أي لحظة، وسنترك أبنائنا وحدهم فمن سيقف بجانبهم وماذا سيفعلون حينها وهم لا مأوى لهم غير الشارع".
واختتم: "نفسي أوصل رسالة للرئيس عبدالفتاح السيسي، أقول له يا ريس في ناس كتير حالتهم أصعب من حالتي، يا ريت تبص للغلابة والناس التعبانة، وعيالي تلاقي عيشه كريمة مش البلطجية يخشوا عليهم، دا اللي طلبه ومش عاوز شيء تاني".