الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

سفير مصر بالصين: ثورة يوليو 1952 أعادت تشكيل دور القاهرة في العالم

 أسامة المجدوب سفير
أسامة المجدوب سفير مصر لدى الصين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد أسامة المجدوب سفير مصر لدى الصين، أن ثورة الثالث والعشرين من يوليو عام 1952 تمثل معلما في تاريخ مصر الحديث ليس فقط على الصعيد المحلي، ولكن أيضا على الصعيدين الإقليمي والدولي. 
وقال المجدوب في كلمته أثناء الاحتفال الكبير الذي أقامته السفارة بمقرها، إن ثورة يوليو ساعدت على إعادة تشكيل دور مصر وتأثيرها في العالم العربي وفي قارتي أفريقيا وآسيا،وعززت من اندماجها مع بقية العالم.
وأشار المجدوب إلى أن الثورة أدت إلى إنهاء الاحتلال البريطاني لمصر، وتحول مصر من الملكية الى الجمهورية وعززت من تواصلها مع العالم الخارجى لتدعو الى الوحدة العربية والأفريقية والى تآزر وتكاتف البلدان النامية ولتقوم بعد هذا جنبا إلى جنب مع تلك البلدان بتأسيس حركة عدم الانحياز وبناء جسور من الصداقة والتعاون تمتد من آسيا شرقا إلى أمريكا اللاتينية غربا.
وشدد المجدوب على أن احد أهم نتائج هذه الثورة كانت إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين في عام 1956، لتكون مصر أول دولة عربية وإفريقية ترتبط بعلاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية. 
وأضاف أنه على الرغم من أننا في العام الماضي احتفلنا بالذكرى الـ60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، الا أن الحقيقة هى ان العلاقات بين البلدين تعود إلى الاف السنين، حيث قام البلدان اللذان يعدان من أقدم الحضارات في تاريخ البشرية، بتبادل المعرفة والتجارة والثقافة فى الماضى البعيد من خلال طريق الحرير القديم.
واستطرد المجدوب قائلا: إنه وانطلاقا من هذا الاساس القوى المرتكز على ما يربط بين البلدين من سمات وأهداف مشتركة وتعاون مثمر عبرالقرون، ارتقت العلاقات المصرية الصينية لتصل إلى مستوى جديد من التفاعل ففي ديسمبر 2014، خلال أول زيارة قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الصين وقع مع نظيره الصينى شى جين بينغ اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة، التى كان نتاجها اقامة عدة مشاريع هامة في مجال القدرات الصناعية. 
ونوه السفير المصري بما تبع تلك الزيارة من زيارات رئاسية حيث زار السيسي بكين مرة ثانية في سبتمبر 2015 للمشاركة في احتفالات الصين بالذكرى السبعين للنصر في الحرب العالمية الثانية ثم قام بزيارة الصين مرة ثالثة شارك خلالها فى قمة مجموعة العشرين التي عقدت في مدينة هانغتشو في سبتمبر 2016، بناء على دعوة من الرئاسة الصينية للمجموعة.
ووفقا للمجدوب، فإنه من المنتظر أن يقوم الرئيس السيسي بزيارة جديدة إلى الصين في شهر سبتمبر من هذا العام للمشاركة في فعاليات الحوار الاستراتيجي حول تنمية الأسواق الناشئة والدول النامية الذي سيقام على المستوى الرئاسى على هامش قمة مجموعة بريكس التى ستستضيفها الصين في مدينة شيامن.
وأكد السفير أهمية الزيارة التى قام الرئيس الصينى لمصر في أول جولة خارجية له خلال عام 2016، حيث اتفق الرئيسان وقتئذ على تعزيز الشراكة المصرية الصينية من خلال إقرار اتفاقية حول خارطة طريق بشأن تعزيز العلاقات الثنائية خلال السنوات الخمس القادمة.
وأشار إلى انه تمت ترجمة خارطة الطريق تلك من خلال تعزيز التجارة البينية ليبلغ حجمها نحو 11 مليار دولار أمريكى فى 2016، فضلا عن الدفع قدما بالتعاون الاستثماري حيث تعتزم الشركات الصينية ضخ استثمارات بأكثر من 15 مليار دولار في المشاريع الاستراتيجية في مصر مثل مشروع المنطقة الاقتصادية الخاصة فى قناة السويس، والتى تضم كوكبة من المشاريع الهامة من ضمنها على سبيل المثال لا الحصر المناطق الصناعية والمحطات اللوجستية والموانئ البحرية وأحواض السفن الجافة ومراكز الترفيه، وكذلك في المشروع الضخم لبناء العاصمة الادارية الجديدة لمصر، وهو المشروع الذي تشارك اثنتان من كبرى الشركات الصينية المعروفة بحسن السمعة في اقامة مرحلتيه الاولى والثانية اللتان تضمان الحي التجاري المركزى، والمناطق الصناعية، ومناطق سكنية، ومدارس ومستشفيات، ومراكز مالية وثقافية ومرافق رياضية، منوها بأنه يتم خلال بناء تلك المشروعات جميعها تطبيق أحدث التقنيات التى تتميزبها المدن الامنة والذكية.
واكد المجدوب انه كان لهذه الروابط القوية بين البلدين على اعلى المستويات تأثير كبير على العلاقات علي المستوي الشعبي، حيث شهدت السنوات القليلة الماضية تعاونا واسعا في مجال الثقافة. وقال انه خلال عام 2016 الذي كان عامًا للثقافة المصرية الصينية استضاف البلدان أكثر من 100 نشاط ثقافي، كما زاد حجم التعاون بين البلدين فى قطاع التعليم سواء من حيث تبادل المنح الدراسية أو البرامج التدريبية أو الزيارات التي تمت ومذكرات التفاهم التي وقعت بين الجامعات المصرية والصينية البارزة. 
وسلط المجدوب الضوء على التعاون المشترك في مجال ترجمة الأعمال الأدبية من العربية إلى الصينية ومن الصينية إلى العربية، مؤكدا أن مجالات التعاون الثقافي بين البلدين لا حدود لها.
ونوه بزيادة حجم السياحة بين البلدين بسرعة خلال السنوات القليلة الماضية، واشار الى انه اعتبارا من هذا العام، أصبحت الصين رابع أكبر مصدر للسياح إلى مصر، حيث ارتفع عدد السياح الصينيين الذين زاروا مصر في النصف الأول من عام 2017 بنسبة 94 فى المائة مقارنة بنفس الفترة من عام 2016.
وقال إنه من المتوقع أن يزداد هذا الاتجاه المتصاعد للسياحة الصينية إلى أبعد من ذلك، حيث تجري الآن مفاوضات بين وزارتي الطيران المدني في البلدين لتشغيل ثلاث رحلات أسبوعية بين القاهرة وشنغهاي، بالإضافة إلى ثلاث رحلات أسبوعية بين القاهرة وبكين، فضلا عن الرحلات اليومية بين القاهرة وقوانغتشو، ناهيك عن الرحلات الجوية التي تربط العديد من المدن الصينية ومدينتي الأقصر والغردقة.
وأشار السفير الى ما اتخذته مصر من خطوات هامة لتسهيل زيارة المواطنين الصينيين لها، بما في ذلك تسهيل الحصول على تأشيرة دخول لحاملي جوازات السفر الصينية عند الوصول إلي المطار، ووضع برامج رحلات سياحية مناسبة للمسافر الصيني.
وأشاد المجدوب بمبادرة الحزام والطريق، والتي تحققت في الرؤية التفصيلية القابلة للتنفيذ للمستقبل والتي طرحت خلال منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي الذي عقد في بكين في شهر مايو الماضي وشاركت فيه مصر بحضور وزيري التجارة والصناعة والاستثمار والتعاون الدولي، ونائب رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مما يؤكد على دعم مصر المستمر لهذه المبادرة الملهمة منذ إطلاقها من قبل الرئيس الصينى في عام 2013.
وسلط المجدوب الضوء على التكامل القائم بين مبادرة الحزام والطريق والخطة الرئيسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة في مصر... وقال إن الفرص الاستثمارية المتعددة التي تقدمها مصر من خلال هذه الخطة الرئيسية، وخاصة المشروعين العملاقين الذين اشار اليهما سابقا، وهما مشروع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ومشروع بناء العاصمة الإدارية الجديدة لمصر، تتناغم بشكل تام مع المبدأ الجوهري لمبادرة الحزام والطريق وهو التواصل والترابط.
وأوضح أن الخطة الرئيسية للتنمية والإصلاح الاقتصادي في مصر تهدف إلى تحرير الاسواق المالية واتخاذ خطوات أخرى لتصحيح أي تشوهات أو انحرافات في البيئة الاقتصادية والاستثمارية وخلق مناخ ملائم للاستثمار من خلال قانون الاستثمار الجديد المعدل، وتسهيل إجراءات بدء المشروعات الاستثمارية من خلال آلية الشباك الواحد.
وقال السفير إنه استنادا إلى تقييم المؤسسات الاقتصادية والمالية الدولية، فإن الاقتصاد المصري يعتبر اقتصادًا مرنًا وقادرًا على التغلب على ما يواجهه من تحديات وتحقيق معدلات نمو اقتصادي حقيقي إيجابية خلال السنوات الحالية والقادمة.
وأشار إلى أن الاحتفال بذكرى ثورة يوليو يأتى مع مواصلة مصر اتخاذ خطوات واسعة نحو ثورة اقتصادية وصناعية وتكنولوجية، ترسم مسارها لتكون من بين القوى الاقتصادية الأكثر تقدما في القرن الحادي والعشرين.
وأكد أن مصر هي بحق أرض الفرص التي لا نهاية لها وموطن الإمكانيات التى لا حدود لها.
وشارك في الاحتفال العديد من المسئولين الصينيين يتقدمهم تشو دونغيو،نائب وزير الزراعة وتشيان هونغشان، مساعد وزير الخارجية وعدد من السفراء والدبلوماسيين العرب والأجانب وأعضاء السفارة وممثلو كبرى الشركات الصينية العاملة بمصر وعدد من الشخصيات الصينية البارزة في مجالات الاقتصاد والأعمال والإعلام، فضلا عن الشخصيات البارزة من الجالية المصرية.