الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

طائرات جي 550 الإيطالية تجوب أجواء طرابلس والجيش الليبي يتوعد بالرد.. وخبراء: روما تبحث عن مستقبل في ليبيا لن يتحقق بالمواجهة العسكرية

طائرات جي 550 الإيطالية-
طائرات جي 550 الإيطالية- أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تشهد الدولة الليبية تطورات سياسية قد تعصف بالمسار السياسي لتسوية الأزمة عقب دخول قطع عسكرية تابعة للبحرية الإيطالية المياه الإقليمية لليبيا قبالة سواحل العاصمة طرابلس.
وقد حذر الجيش الليبي من أنه سيواجه أي وجود عسكري لإيطاليا داخل المياه الإقليمية لبلاده. 
وذكر المكتب الإعلامي للقوات المسلحة الليبية أن القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، أصدر تعليمات لرئيس أركان البحرية والقوات الجوية بالتعامل مع أي قطع عسكرية تدخل المياه الإقليمية الليبية.
وقالت المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية والأمن كاثرين راي: إن التصريحات المنسوبة لقائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر عن التصدي للسفن الإيطالية، تبقى تقارير إعلامية. 
وذكرت وكالة أنباء آكي الإيطالية، الخميس، أن حكومة روما قللت من تهديدات منسوبة إلى الجنرال خليفة حفتر، المعين من طرف مجلس النواب الليبي “قائدا عاما للجيش الوطني”، بقصف أي سفينة إيطالية تدخل المياه الليبية، واصفة ما صدر مجرد دعاية. 

وفي تصريح خاص لـ"البوابة نيوز" استبعد أشرف القطعاني، المحلل السياسي الليبي، أي مواجهة عسكرية بين الجيش الليبي وإيطاليا.
وأوضح القطعاني: روما تشعر بانزعاج أن الإليزية سحب البساط من تحت أقدامها في ليبيا، وتبحث عن استعادة نفوذها في ليبيا بعيدا عن المرور من بوابة باريس، فهي تبحث عن مستقبل في ليبيا، وتدرك أنها قد تخسر هذا المستقبل، إذا ما دخلت في صدام مع الجيش الليبي.
وتابع القطعاني: إيطاليا تحاول استفزاز الليبيين لتأكيد دورها المستقبلي في ليبيا، لا سيما أن شركة إيني الإيطالية تحتكر إنتاج وتسويق الغاز الليبي.
وأضاف: لا يمكن لإيطاليا أن تبدأ مستقبلها في ليبيا بمواجهة عسكرية وستفضل التقارب مع الجيش الليبي عبر الأدوات الدبلوماسية، وترى إيطاليا أن وجودها عسكريا قبالة سواحل طرابلس يمكنها من أداء دور أفضل في مكافحة الهجرة غير الشرعية.

وعقب الزيارة التي قام بها رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج لروما قادما من باريس بعد لقائه مع القائد العام للجيش الوطني الليبي خليفة حفتر في إطار مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لحل المشكل الليبي كشفت الحكومة الإيطالية عن اتفاق بينها وبين المجلس الرئاسي الليبي يسمح لها بالتواجد عسكريا داخل المياه الإقليمية لليبيا بناء على طلب فايز السراج.
وقد زاد طلب الرئاسي الليبي من حدة الانقاسامات بين الفرقاء الليبيين، فقد أكد مجلس النواب الليبي عدم شرعية طلب السراج كونه لم يجر التصويت عليه داخل البرلمان، كما اعتبر الدكتور فتحي المجبري نائب رئيس المجلس الرئاسي السماح للقوات العسكرية الإيطالية للقيام بمهام داخل المياه الإقليمية الليبيىة تدخلا صارخا وفجا، يمس السيادة الليبية.

ورغم توعد الجيش الليبي بالرد، فإن إيطاليا استمرت في موقفها، وقد باشرت طائرات جي 550 الإيطالية مهام استطلاعية داخل الأجواء الليبية.
وفي تصريح خاص، لـ"البوابة نيوز" أكد الدكتور إبراهيم هيبة الباحث الليبي في العلاقات الدولية بجامعة تكساس الأمريكية: أن هناك وجودا عسكريا في ليبيا منذ فترة داخل القاعدة الجوية بمصراته، وأن المستشار الأمني لبعثة الأمم المتحدة الإيطالي باولو سيرا ينسق مع بعض الأطراف الليبية، خاصة من جماعة الإخوان من أجل خلق مناخ ملائم يمكن إيطاليا من تحقيق نفوذ أكبر داخل ليبيا.
وأشار هيبة إلى أهمية وجود دور إقليمي عربي مواز للمحاولات الغربية للنفوذ داخل ليبيا حتى لا يسمح لهذه الدول بتعزيز الانقسام داخل ليبيا.
وأثنى هيبة على الدور المصري، وألمح إلى استضافة القاهرة مؤخرا للممثلين عن مدن برقة ومصراته في إطار الجهود المصرية لتحقيق الوفاق بين الليبيين، كما حرص الجانب المصري على التنسيق مع دول الجوار المباشر لليبيا تونس والجزائر، وأن هناك مساعي مصرية للدفع بالدور العربي من أجل تسوية الأزمة الليبية.