الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"شعراوي": الإخوان والسلفيون كرّهوني في "الدنيا والدين"

ابن الـ20 عامًا: كتب الأزهر المحاربة للإلحاد تساعد على انتشاره

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شاب عشريني، بدأت مراهقته بالالتزام الدينى ضمن صفوف التيار السلفي، والمواظبة على دروسهم فى المساجد، لكنه سرعان ما تركهم وأعجب بالإخوان وانضم لهم من باب العمل الخيرى وأصبح واحدًا منهم. كلا التجربتين يقيمهما إسلام شعراوى بأنه "كره الدنيا والدين" بسببهما، ثم اتجه إلى الإلحاد.
من يستمع إلى "إسلام" أثناء حديثه عن تجربته من التشدد إلى الإلحاد، لا يلمح ابتسامة ولو عفوية على وجهه، رغم ملامحه البريئة وصغر سنه، ربما لشعوره بأهمية الموضوع الذى يتحدث فيه، وربما لهموم ونوازع داخلية تظهر فى تعبيراته العفوية. 
من يجلس إلى الفتى صاحب الشعر الخشن والوجه الطفولي، لا يخطئ نظرة شاردة فى عينيه، سواء فى حديثه أو صمته، فى إشارة واضحة إلى فكره الذى لا يهدأ والتساؤلات والتناقضات التى تتصارع فى رأسه، عن وجود الله ونظرية التطور، وغيرها من القضايا الشائكة التى وصل فيها إلى طريق مسدود واختار الإلحاد. "شعراوي" يحكى قصته، من التشدد إلى الإلحاد، فى الحوار التالي:
■ من هو إسلام شعراوى؟
- شاب مصري، كنت مسلمًا ثم تحولت إلى الإلحاد، وهذا ملخص حياتى الذى أرغب فى أن أظهره للناس.
■ هل سبق أن انضممت إلى الإخوان أو أى من الجماعات الإسلامية؟ 
- انضممت إلى الإخوان عن طريق العمل فى بعض الجمعيات الخيرية، حيث تعرفت على شخص منهم، وبدأ الأمر بمقابلات فى الصلاة ثم تطور إلى اجتماعات فى المساجد وحضور دروس إخوانية، ثم حضور جلسات أسر الجماعة حتى اعتنقت فكرهم، وأصبحت واحدًا منهم فى المرحلة الثانوية.
■ هل تجربة الإخوان كانت سببًا فى قرارك بالإلحاد؟
- تجربة الإخوان تجربة مهمة فى حياتى، وبالطبع كان لها دور كبير فى قرارى بترك الدين، وهم من جعلونى أبدأ التفكير فى النصوص وعدم الأخذ بها دون فهم وإدراك.
■ هل انضممت إلى جماعات أخرى بعد الإخوان؟
- لم أنضم إلى أى جماعات بعد الإخوان، بل كنت سلفيًّا قبل الانضمام إلى الجماعة؛ حيث تأسست على فكر ومنهج المشايخ فى بلدى الذين لم يكونوا مشايخ بالمعنى التقليدى، بل مجموعة من القارئين فى الفقه والتفسير.
■ كيف تابعت ثورة 30 يونيو؟
- 30 يونيو بالنسبة لى انتفاضة شعبية وليست ثورة، والثورة الوحيدة فى نظرى هى 25 يناير المجيدة، وعامة لا أحب الحديث فى السياسة؛ لأن لى مواقف فيها تختلف كثيرًا عما هو متوقع مني باعتباري ملحدًا.
■ وماذا كان موقفك من "اعتصام رابعة" وطريقة فضه؟ 
- لم أشارك فيه، لكنى أرفض فضه بهذه القوة، كما أنى لم أكن أراه اعتصامًا إرهابيًّا؛ لأنه لو كان كذلك لكانت النتيجة مختلفة من حيث زيادة معدلات الضحايا وحجم العنف. 
■ ما الموقف الذى جعلك تلحد وتترك الدين دون عودة إليه؟
- بدأ الأمر بالتفكير فى العدالة الإلهية والقضاء والقدر، وبعد أن زادت التساؤلات فى عقلى قررت الجلوس مع مشايخ من الأزهر حتى أتحدث معهم حول ما يدور من شكوك داخلي، وبالفعل جلست مع عضو لجنة إفتاء أزهرى، وآخر عضو فى لجنة الأزهر، ولا داعى لذكر اسميهما، ولم يستطيعا إقناعي، وتناقشنا كثيرًا ولما ملّا منى قالا لى جملة لن أنساها وأعتقد أنها سبب رئيسي فى تركى الدين دون أى نية للعودة إليه، وهى "أسلم تسلم"، أى ابق مسلمًا تبق فى أمان.
■ ماذا فعلت بعد ذلك؟
- منذ أن سمعت هذه الكلمة بدأت رحلتي للشك والبحث، ولكن كان أساسى فى البحث هو أن الإسلام صحيح، وليس العكس، وبدأت أبحث عن خفايا كثيرة أرغب فى معرفتها، ويرددها رجال الدين، وللأسف لم أصل إلى أى شيء، ولهذا أدركت أن الإلحاد ومعه العلم هما الحقيقة الوحيدة لا الأديان كما يردد الناس.
■ هل هناك شخصية معينة نستطيع أن نقول إنها سبب تركك للدين؟
- لا يوجد شخصية أو شيخ معين كان سببًا فى قرارى بترك الإسلام والإلحاد، لكن هناك شخصيات كانت سببًا فى التفكير فى أن الأديان ليست حقيقية، ولعل أبرز هؤلاء العالم نيل تايسون الذى تابعت محاضراته عن الزمكان، والتى تأكدت منها أن الدين يكذب ويدلس على الكون والتكوين، ومن هنا بدأت رحلتى مع الإلحاد.
■ ألم تستمع إلى حديث الدعاة الشباب، ربما بلغتهم العصرية يكونون قادرين على إقناعك؟ 
- أكثر المشايخ الذين أكرههم وأرفض الاستماع إليهم هم المشايخ الشباب من أمثال عمرو خالد، معز مسعود، ومصطفى حسنى، ومَن على شاكلتهم، فأنا أراهم يحاولون وباستماتة تجميل الدين، وهو أمر سخيف للغاية يضحكنى كثيرًا، وهناك أكثر من شيخ دخل فى مناقشة معى لمحاولة إعادتى إلى الدين مرة أخرى، كان آخرهم شيخ أحضره والدى إلى منزلنا كى يحاول إقناعى بالعودة إلى الدين مرة أخرى، ولما فشل معي، طالب أهلى بطردى من المنزل، وهو ما تم بالفعل، واستقللت بحياتى ومستقبلى فلن أعود إلى دين أرفضه ولا أقتنع به لمجرد البقاء فى المنزل والحصول على بعض المصاريف.
■ وهل تركت المنزل فعلًا؟
- تركته ثم عدت إليه مرة أخرى، ولم يختلف تعامل أهلى كثيرًا معى بعد إلحادى، بل تفهموا قناعاتى إلى حد ما، خاصة أنى لم أجهر بإلحادى لأهل القرية، بل كان جهرى بالإلحاد على نطاق الأسرة والأصدقاء المقربين فقط، ولهذا قرر أهلى عدم الصدام معى؛ حتى لا يتسرب أمرى للجميع.
■ كيف تعامل معك المجتمع بعد قرارك بالإلحاد؟
- بمنتهى الصراحة لا أكترث لأحد فى تعاملى مع المجتمع، أى لا يهمنى أى شيء ما دمت راضيًا عن نفسى وعما أفعل، أيًّا كان ما أفعله.
■ هل من الممكن أن تعود للدين مرة أخرى؟
- مستحيل فبعد أن خضت فى العلم أصبحت الأديان بشكل عام فكرة مرفوضة بتاتًا، وعلى كل حال من الأحوال لن أعود إلى الإسلام أبدًا ولن أنتمى إلى دين يدعو للقتل والدم.
■ لو قلنا إن عودتك للدين مشروطة.. ما تلك الشروط؟
- شروطى أن أعود إلى زمن الرسالة ويمحى تاريخ الدين الإسلامى بالكامل؛ حيث إنى أراه مليئا بالقتل والتعذيب واحتلال القبائل والأراضي.
■ هل التشدد يمهد الطريق إلى الإلحاد؟
- بالطبع، فالتشدد هو تعمق فى الدين، وكلما تعمقت فى الدين ستجد المزيد من الحجج تدفعك لتركه دون أن تفكر فى العودة إليه مرة أخرى، وهذا ما حدث معى عندما انضممت إلى السلفيين والإخوان؛ فقد لعبوا دورا كبيرا فى تكوين شخصيتى الحالية الرافضة للأديان؛ فقد كرهونى فى الدين والدنيا معا لولا أن أنقذنى عقلى من جهلهم وتشددهم.
■ كيف تقيم تنظيم «داعش» الإرهابى وهل تخشى على نفسك منه؟
- لا أخشى الموت، ولا يخيفنى «داعش»، ولكنى أعترض على كلمة إرهابى، فالتنظيم يمثل الدين الصحيح ويطبقه من وجهة نظري.
■ أخيرًا.. كيف تقيّم كتب الأزهر التى تتحدث عن الإلحاد وتناقشه؟
- كتب الأزهر المواجهة للإلحاد عقيمة من وجهة نظرى بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وأراها إن دلت على شيء تدل على مدى التخلف العقلى لكاتبيها، فهى إن ساعدت فى شيء فهى تساعد فى انتشار الإلحاد أكثر وأكثر وليس العكس.