الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

«عثمان»: تركت الإسلام أثناء عملي في السعودية.. وأعضاء الجماعة هددوني بالقتل

اسامة عثمان
اسامة عثمان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم أطلع على مؤلفات الأزهر عند تركي الاسلام.. وتأثرت فى تشددى بعمر عبدالرحمن وعاصم عبدالماجد وكتابات «قطب» وبعض علماء السعودية ومؤلفات «ابن تيمية»
جهرت بتركي للاسلام لإنقاذ المسلمين.. وتعرضت للاعتقال 5 مرات.. ورسالتى للمتشددين: الجنة والنار «أضغاث أحلام»

ما الذى يمكن أن يدفع الشاب المسلم، محفظ قرآن سابقا، وحاصل على دبلوم «دراسات إسلامية» من معهد الدراسات الإسلامية إلى ترك الاسلام؟ هو بنفسه يجيب عن ذلك التساؤل، موضحا أنه بعد تجربة 5 مرات فى الاعتقال، بتهم الانضمام إلى جماعات «إسلام سياسي»، بدأ يفكر فى الانتقادات الموجهة للإسلام، وهو ما استغرق 3 سنوات انتهت بـ«الإلحاد» منذ 2008 حتى اليوم. 
أسامة عثمان، هو واحد من كوادر الجماعة الإسلامية فى ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى وهى الفترة التى شهدت عز تطرف الجماعة وعنفها وإرهابها، ووصل فى المواقع التنظيمية إلى درجة «أمير الجماعة فى المطرية وعين شمس الغربية». 


■ عرفنا بنفسك ودراستك وطبيعة عملك؟
- اسمى أسامة عثمان، أعيش فى القاهرة، حاصل على ليسانس آداب لغة عربية من جامعة عين شمس، وتمهيدى ماجستير فى التربية الخاصة من جامعة القاهرة، ودبلوم دراسات إسلامية من معهد الدراسات الإسلامية، وأعمل إخصائى تخاطب ومحفظ قرآن سابقا.
■ كيف عرفت الطريق إلى جماعات الإسلام السياسي؟ 
- فى البداية تعرفت على عناصر من جماعة «الإخوان» أواخر عام ١٩٩٠ وفى أوائل ١٩٩١ تعرفت على عناصر من «الجماعة الإسلامية»، وتركتها عام ٢٠٠٢ أثناء فترة المعتقل، بعدما شاركت فى المراجعات الفكرية التى تمت داخل السجون. 
■ وماذا عن تجربة الاعتقال؟
- اعتقلت ٥ مرات، الأولى فى مارس ١٩٩٣، يوم إعادة مباراة مصر وزيمبابوى فى التصفيات المؤهلة لكأس العالم فى فرنسا، وما زلت أذكر وقائع هذا اليوم، لأننى كنت متعلقا على الباب بتعذب، والضباط نزلونى عشان يلحقوا الماتش.
وفى المرة الثانية اعتقلت شهرا ونصف الشهر فى أواخر ١٩٩٣، من أول نوفمبر إلى ١٦ ديسمبر، وفى المرة الثالثة من ٦ يونيو ١٩٩٤ إلى ٧ يناير ١٩٩٨، وفى الرابعة من يناير ٢٠٠١ إلى أكتوبر ٢٠٠٣. وفى ٢٠١٠ اتحبست ٤ أيام بسبب تركى للإسلام. 
■ إلى أى المواقع التنظيمية وصلت داخل الجماعة الإسلامية قبل تركك لها؟
- بين الاعتقالين الثانى والثالث كنت أميرًا لمنطقة المطرية وعين شمس الغربية.
■ ماذا كنت تعلم عن محاولة عناصر من الجماعة الإسلامية اغتيال الأديب العالمى الراحل نجيب محفوظ؟ 
- فى الفترة ما بين الاعتقالين الثانى والثالث تعرفت على واحد من الزاوية اسمه «باسم خليل» كان أمير الخلية التي نفذت محاولة اغتيال نجيب محفوظ، وفى هذه الفترة وبسبب الضربات الأمنية الشديدة للجماعة والتى كان أبرزها مقتل أمير الجناح العسكرى «طلعت ياسين همام» فى ٢٥ إبريل ١٩٩٤، تفرق شمل الجماعة وتقطعت وسائل الاتصال بالقيادات، ووقتها تعرفت على باسم، وقال لى إن عنده فكرة لعملية جهادية، لكنه يريد أن يتصل بالقيادات من أجل أن تكون العملية باسم الجماعة، وسألته عن العملية فقال لى: سأخبرك عندما نجد اتصالا بالقيادات، قلت له: سأبحث عن اتصال بشرط الانضمام معك فى العملية، فوافق، وبالفعل بحثت عن اتصال بالقيادات ولم أجد حتى اعتقلت فى ٦ يونيو ١٩٩٤، وفى المعتقل فى أكتوبر من نفس العام حدثت محاولة الاغتيال، فى البداية لم أعرف أنها العملية التى كلمنى عنها «باسم» إلا ثانى يوم لما الشرطة قتلته فى عين شمس على أحد المقاهى وأنه كان وراء هذه الجريمة.
■ وكيف كان رد فعلك؟
- بكيت عليه كثيرا لأنه كان شخصا جيدا جدا، صديقا صدوقا ومخلصا فى إيمانه، لكنه للأسف ضحية، وسعدت لأننى نجوت من الاشتراك فى الجريمة بسبب الاعتقال، لذلك أوجه شكرى لضابط أمن الدولة الذى اعتقلنى فى هذه الفترة.
■ كيف كنت ترى نجيب محفوظ أثناء تشددك وكيف تراه الآن؟
- كنت أراه كافرًا يستحق القتل، والآن أتمنى لو عاد بى الزمان لأبلغت الأمن عن المجموعة التى حاولت اغتياله قبل أن يمسوه بسوء.
■ لماذا تركت الإسلام رغم وصولك إلى قمة التشدد على النحو الذى تذكره؟
- بعد خروجى من المعتقل فى الفترة الأخيرة سافرت إلى السعودية للعمل، وهناك تعرفت على «قناة مسيحية» ناقدة للإسلام، فى البداية صدمت وسألت نفسي: هل ممكن الإسلام يكون غلط؟! وبدأت أفكر وأعيد النظر، وبعد ٣ سنوات من دراسة الانتقادات الموجهة للإسلام، وعندما لم أجد إجابة مقنعة تركت الإسلام فى نوفمبر ٢٠٠٨، ومن المفارقات أنه بينما كان أصدقائى فى العمل يؤدون مناسك الحج كنت أودع هذا الدين.
■ هل هناك موقف معين جعلك تقرر ترك الدين دون رجعة؟
- لا يوجد موقف وحيد لهذا القرار، والأمر كان نتيجة دراسة دامت ٣ سنوات للبحث عن إجابة تساؤلاتى عن الإسلام، ولما لم أجد إجابة تركته.
■ من أبرز الشيوخ الذين تأثرت بهم فى فترة التشدد؟
- من داخل الجماعة الإسلامية تأثرت بالشيخ عمر عبدالرحمن والدكتور ناجح إبراهيم والشيخ عاصم عبدالماجد، ومن خارج الجماعة تأثرت جدا بكتابات سيد قطب وعلماء السعودية ومؤلفات ابن تيمية.
■ هل هناك أدبيات من التراث الإسلامى دفعتك لترك الإسلام؟
- صحيحا البخارى ومسلم، وبعدهما القرآن.
■ كيف اختلفت رؤيتك للإسلام عندما كنت متشددا عن رؤيتك الآن؟
- رؤيتى للإسلام واحدة فى الحالتين، الفرق بينهما أننى فى الحالة الثانية استرددت إنسانيتى المفقودة.
■ لماذا قررت الجهر بتركك للإسلام؟
- بسبب ما يشكله الإسلام من خطورة على الإنسانية من وجهة نظري، وقررت الجهر بالأمر لعلى أنقذ من يمكن إنقاذه من المسلمين. 
■ كيف تعاملت أسرتك مع قرارك بترك الإسلام؟
- كلهم رفضوا قراري، والبعض قاطعنى والبعض استمر فى العلاقة معى على أمل الرجوع للإسلام مرة أخرى.
■ هل تعرضت حياتك للخطر بسبب الجهر بالإلحاد؟
- نعم هددنى بعض أصدقائى القدامى من «الجماعة الإسلامية»، مع أننى لم أعلن عن تركى للإسلام، فقط كنت أنتقد التيار السلفى وفهمه للإسلام، فى هذه الفترة كنت أتكلم بلسان التنويريين «الإسلام جيد ولكن التراث هو المشكلة»، مثلما يتكلم إسلام البحيرى الآن، لعدم استطاعتى الإعلان عن ذلك خشية القتل ومع ذلك تعرضت للتهديد أيضا.
■ كيف تسهم الجماعات المتشددة فى دفع الشباب تجاه ترك الاسلام؟
- الجماعات المتشددة أفادت الإنسانية والمسلمين كثيرا، فهى أعطت لنا نسخة حية من مجتمع الإسلام الأول، وجعلتنا نعرف الإسلام على حقيقته دون تأويل أو تزييف، وهذا ساعد على انتشار ظاهرة ترك الإسلام.