الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

فاروق.. آخر الملوك في مصر

الملك فاروق
الملك فاروق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعد الملك فاروق آخر من تولى العرش من الأسرة الملكية، لتنسدل بعده الستار على الأسرة الملكية وأمجادها ونزواتها وتاريخ كل نسلها، وفي مثل هذا اليوم 29 يوليو من عام 1937 توّج فاروق ملكًا رسميًا. 
عاد "فاروق" إلى مصر فى 6 مايو سنة 1936، وهو التاريخ الذى اتخذ فيما بعد التاريخ الرسمي لجلوسه على العرش، ونصب ملكا على البلاد خلفا لوالده الملك فؤاد الأول، وذلك وفقا لنظام وراثة مصري وضعه الملك فؤاد بنفسه بالتفاهم مع الإنجليز. 
تنصيبه ملكًا رسميًا
ونظرًا لأن فاروق كان قاصرًا ولم يبلغ بعد السن القانونية فقد تم تشكيل مجلس وصاية برئاسة ابن عمه الأمير محمد على بن الخديو توفيق شقيق الملك فؤاد الأول (الذى أصبح وليا للعهد)، وكان سبب اختياره هو من بين أمراء الأسرة العلوية بأنه كان أكبر الأمراء سنًا، وعضوية محمد شريف صبرى باشا، وعزيز عزت باشا، واستمرت مدة الوصاية ما يقارب السنة وثلاثة شهور، إذ إنّ والدته الملكة نازلي خافت بأن يطمع الأمير محمد علي بالحكم ويأخذه لنفسه، فأخذت فتوى من المراغي شيخ الأزهر، آنذاك، بأن يحسب عمره بالتاريخ الهجري، وأدّى ذلك إلى أن يتوّج فاروق ملكًا رسميًا بتاريخ 29 يوليو 1937. 
وذكر الدكتور حسين حسنى باشا السكرتير الخاص للملك فاروق في كتابه (سنوات مع الملك فاروق)، عن الاحتفال بتنصيب الملك فاروق، فيقول "ولقد كانت حفلات تولية الملك عيدا بل مهرجانا متواصلا لم تر البلاد له مثيلا من قبل، ولم يسبق أن ذخرت العاصمة بمثل ما احتشد فيها خلالها من جموع الوافدين إليها من أقصى أنحاء البلاد ومن الخارج للمشاركة فى الاحتفاء بالملك الشاب، أو لمجرد رؤية موكبه للذهاب إلى البرلمان ولتأدية الصلاة، أو لحضور العرض العسكري".
زواجه
تزوج الملك فاروق بالملكة فريدة في 20 يناير سنة 1938، وذلك بعد قصة حب جمعت بينهما، خاصة بعد رحلة أوروبا فى سنة 1937، حيث كانت تلك الرحلة سببا في تعميق العلاقة بين الملك الشابة وبين ملكة المستقبل. 
وقد كان ثمرة ذلك الزواج هو ثلاث بنات، هن الأميرات فريال وفوزية وفادية، إلا أن الملكة فريدة لم تنجب أبناء ذكورا، وقد كان هذا مبعث خلاف بينها وبين الملك الشاب الذى كان يحلم بولد ذكر يكون وريثا للعرش من بعده، وفى 17 نوفمبر سنة 1948 وقع الطلاق بين الملك فاروق والملكة فريدة. 
ناريمان وحلم ولي العهد
تزوج الملك فاروق بالملكة ناريمان صادق في 6 مايو سنة 1951، وذلك بعد أن وقع عليها الاختيار لتكون ملكة المستقبل، وأنجبت الملكة ناريمان للملك فاروق الولد الذى كان يتمناه، وذلك في 16 يناير سنة 1952، وقد كان المولود ذكرا كما كان يتمنى الملك فاروق، ليكون وريثا لعرش مصر من بعده، إلا أن هذا الوليد لم يسعد أو يهنأ بكرسي العرش، الذى كان والده يتمناه له، إذ قامت ثورة يوليو بعد ولادة وريث العرش بحوالي ستة أشهر فقط، وبذلك لم يتحقق الحلم الذى طالما حلم به الملك فاروق، وهو أن يكون ابنه هو وريثا لعرش مصر من بعده. 
ثورة يوليو 1952 ونهاية الحكم الملكي المصري
استمر حكم فاروق مدة ست عشرة سنة إلى أن أرغمته ثورة 23 يوليو 1952 على التنازل عن العرش لابنه الطفل أحمد فؤاد، الذي كان عمره حينها ستة أشهر، فى تمام الساعة السادسة والعشرين دقيقة مساء يوم 26 يوليو 1952 غادر الملك فاروق مصر على ظهر اليخت الملكي المحروسة (وهو نفس اليخت الذي غادر به جده الخديو إسماعيل عند عزله عن الحكم)، وأدى الضباط التحية العسكرية، وأطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة لتحية الملك فاروق عند وداعه، وكان في وداعه اللواء محمد نجيب وأعضاء حركة الضباط الأحرار، الذين كانوا قد قرروا الاكتفاء بعزله ونفيه من مصر، بينما أراد بعضهم محاكمته وإعدامه كما فعلت ثورات أخرى مع ملوكها.
فاروق ووفاته في المنفى
أقام فاروق في منفاه بروما عاصمة إيطاليا، وعاش حياته فى المنفى كملك مخلوع عن عرشه، حياة بها الكثير من الآلام والصعاب، وبعد وصوله إلى منفاه بثلاثة أشهر تقريبا دبت الخلافات بينه وبين زوجته الملكة السابقة ناريمان، وزادت بينهم المشاكل والخلافات، حتى عادت الملكة السابقة إلى مصر برفقة والدتها أصيلة هانم تاركة معه الأمير الصغير (أحمد فؤاد)، ثم ما لبث أن طلبت الطلاق بعد وصولها إلى مصر، حتى حصلت عليه عام 1954، توفى الملك فاروق فى إيطاليا سنة 1965 بشكل مفاجئ.