الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

الفصائل المسلحة تتصارع على وراثة "داعش" في سوريا

«القاعدة» تسعى للسيطرة على «إدلب»

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هيئة تحرير الشام تتهم «النصرة» بمصادرة أملاكها واستحلال أموالها
الحركات تستخدم النساء دروعًا بشرية وتعيد معارك «الثأر للعفيفات» و«لبيك يا أختاه» 
تبدلت خارطة السيطرة فى شمال غربى سوريا خلال الأيام القليلة الماضية، إذ تراجعت حركة أحرار الشام، أبرز فصائل المعارضة السورية المسلحة، بشكل مفاجئ أمام هيئة تحرير الشام وجيش فتح الإسلام الوريث لجماعة النصرة الموالية للتنظيم القاعدة التى باتت القوة الضاربة فى كامل محافظة إدلب وريف حلب الغربى، فى مسعى منها لاستباق أى تفاهمات إقليمية ودولية تخص الشمال السورى برمته، ما ظهر فى إعلان وزارة الدفاع الروسية، بأن المشاورات مستمرة لإقامة منطقة جديدة لعدم التصعيد فى محافظة إدلب.
تنظيم «داعش» يواجه هذه الأيام خطر تفكك بنيته التنظيمية مع خسارته لمعظم معاقله فى سوريا والعراق، وفقدانه لمعظم قياداته من الصف الأول، ويواجه ما هو أشد خطرا من ذلك، وهو تفكك بنيته الأيديولوجية، وانخفاض معنويات مقاتليه بسبب الشقاق والخلاف الذى امتد إلى أعلى مؤسسات التنظيم كاللجنة المفوضة وديوان الجند والإعلام والهيئات الشرعية، ما انعكس فى الأداء القتالى لعناصره، حيث فر الكثير منهم من معركة الرقة، ودخلوا المناطق المحررة أو انحازوا إلى بادية الشام، واعتقلت هيئة تحرير الشام العشرات منهم.
والسيناريو الأخطر من كل هذا بالنسبة للتنظيم هو فيما لو قتل زعيمه أبو بكر البغدادى وألقى الخلاف فى مسألة العذر بالجهل بظلاله على عملية اختيار خليفة له، خاصة فى ظل وجود خصومة وتنافس بين الرجال المحيطين به؛ سواء من أعضاء مجلس الشورى أو اللجنة المفوضة، ما يعنى بالضرورة تفكك التنظيم واستقلال ولاياته أو بالأحرى ما سيتبقى منها.
ومن هنا يتطلع تنظيم القاعدة هذه الأيام إلى تشكيل حاجز ضد أى تدخل أمريكى يدمر كل شبكاته الحاضرة أو الباقية فى دول المواجهة، مثل العراق وسوريا أو الموجودة فى إفريقيا وآسيا، فحضورها فى أكثر من جماعة وتنظيم حركى وتكتيكى قد يحميها من سيناريو الموصل، وهو ما حدث لتنظيم «داعش» مؤخرا، وقد أفاد مسئولون أمريكيون أن الرئيس دونالد ترامب أمر بوقف البرنامج السرى الذى تديره وكالة المخابرات المركزية (CIA) لتدريب جماعات المعارضة السورية، منذ عدة أيام أو ما يطلق عليها المعارضة المستأنسة.
تضم الفصائل السورية اليوم العديد من الجماعات التى تتعامل معها الولايات المتحدة فضلًا عن جبهة فتح الشام -الاسم الجديد لجبهة النصرة- وأحرار الشام، وتتعاون كلها فى إطار جيش الفتح أو جيش حلب، فحركة أحرار الشام تجسد الطريقة التى قام بها تنظيم القاعدة ببناء جيوب تعاطف معها العديد من الجماعات والتيارات داخل الثورة السورية.
وهذا أدى إلى سيطرة النصرة، وهو التنظيم الذى حل نفسه منذ ما يقرب من العام، واندمج فى هيئة فتح الشام، وأعلن المرصد السورى لحقوق الإنسان أن هيئة فتح الشام (جبهة النصرة سابقًا) سيطرت على مدينة إدلب شمال غربى سوريا مساء أمس، بعدما انسحب مسلحو حركة أحرار الشام المعارضة منها.
وقال مدير المرصد، رامى عبد الرحمن، فى تصريحات أوردتها قناة «سكاى نيوز»: «إن مئات من مقاتلى المعارضة غادروا المدينة فى عشرات الآليات فى اتجاه جنوب محافظة إدلب»، مشيرا إلى أن هيئة تحرير الشام أقامت حواجز فى أنحاء المدينة. وجاءت هذه السيطرة على إدلب بعد يومين من اتفاق لوقف إطلاق النار أنهى أسبوعًا من المعارك العنيفة بين حركة أحرار الشام، وهى فصيل معارض نافذ، وهيئة تحرير الشام، التى تشكل جبهة النصرة «سابقا» نواتها الرئيسية كما أنها فرع القاعدة فى سوريا.
نزاع الفصائل على وراثة «داعش» فى إدلب 
شهدت سوريا نزاعا بين الفصائل بعد سيطرة ما يعرف بجبهة النصرة «سابقا» على إدلب، وحصلت «البوابة» على وثيقة من هيئة تحرير الشام تتهم فيه الحركات المقاتلة فى سوريا بأنها ستستخدم سلاح النساء فى المعركة فى المرحلة المقبلة، وقالت الحركة إن تنظيم داعش فعل مثل هذه الدعوات من قبل وأطلق على إحدى معاركه اسم الثأر للعفيفات. 
وفى معركة أخرى سميت «لبيك يا أختاه» تم الإعلان عنها من قبل عدة فصائل، وكان بينها أحرار الشام وكتائب الزنكى وأبو عمار.