الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

توفيق الحكيم.. هارب من القانون إلى الأدب

توفيق الحكيم
توفيق الحكيم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعد توفيق الحكيم من الأسماء التي حُفرت بحروف من نور في تاريخ الأدب المصري والعربي، بعد ما قدمه من أعمال أدبية متنوعة أثرت المكتبات والشاشات والمسرح أيضًا.
يتجدد الحديث عن الحكيم، في ذكرى رحيله، باعتباره أحد أبرز علامات الأدب في العصر الحديث، ورائد المسرح الذهني التجريدي والمؤسس الحقيقي له عندما قدم مسرحية أهل الكهف في عام 1933 والتي مثلت بداية لهذا النوع من المسرح.
نشأته
ولد توفيق إسماعيل الحكيم بالإسكندرية عام 1897 لأب مصري من أصل ريفي يعمل في سِلك القضاء بمدينة الدلنجات بمحافظة البحيرة، وكان يعد من أثرياء الفلاحين، ولأم تركية أرستقراطية كانت ابنة لأحد الضباط الأتراك المتقاعدين، لكن هناك من يقدم تاريخًا آخر لولادته، وذلك حسب ما أورده الدكتور إسماعيل أدهم والدكتور إبراهيم ناجي في دراستهما عن توفيق الحكيم، حيث أرَّخا تاريخ مولده عام 1903م بضاحية الرمل في مدينة الإسكندرية. كانت والدته سيدة متفاخرة لأنها من أصل تركي وكانت تقيم العوائق بين توفيق الحكيم وأهله من الفلاحين فكانت تعزله عنهم وعن أمثاله من الأطفال وتمنعهم من الوصول إليه. عندما بلغ السابعة من عمره التحق بمدرسة دمنهور الابتدائية حتى انتهى من تعليمه الابتدائي سنة 1915 ثم ألحقه أبوه بمدرسة حكومية في محافظة البحيرة حيث أنهى الدراسة الثانوية، ثم انتقل إلى القاهرة، مع أعمامه؛ لمواصلة الدراسة الثانوية في مدرسة محمد علي الثانوية؛ بسبب عدم وجود مدرسة ثانوية في منطقته. وفي هذه الفترة وقع في غرام جارة له، إلا أن النهاية لم تكن كما يريد، وأتاح له هذا البعد عن عائلته نوعًا من الحرية فأخذ يهتم بنواحٍ لم يتيسر له العناية بها كالموسيقى والتمثيل، ولقد وجد في تردده على فرقة جورج أبيض ما يرضي ميوله الفنية للانجذاب إلى المسرح.
درس الحقوق وتخرج فى الكلية عام 1925، وأراد والده إبعاده عن أجواء الأدب العربي والكتابة فقرر أن يرسله إلى فرنسا حتى يكمل دراسته العليا في القانون، لكنه لم يكمل دراسته وعاد عام 1927 للعمل في التحقيق بالإسكندرية.
أدبه
بدأ الاهتمام بالأدب عند توفيق الحكيم منذ مرحلة دراسته الثانوية؛ إذ كان يتردد على المسرح بشكلٍ دائم، وأسهم هذا في تعزيز حبّه للأدب المسرحي، وعندما أكمل دراسته في فرنسا اهتمّ بمتابعة الأدب العالمي وخصوصًا ما كان منتشرًا من كتبٍ في المكتبات الفرنسية، وأسهم ذلك في دعم موهبته الكتابية للرواية والمسرحيات، وأثّر هذا التحول الواضح في حياة الحكيم على دراسته، مما أدى إلى عودته إلى مصر دون حصوله على شهادة في القانون، وقد اعتمد توفيق الحكيم في كتابته على الموضوعات التراثية، والتي استمدّها من التراث المصري والأدب العربي.
تميز الحكيم بتنوع نتاجه المسرحي بين الدراما الحديثة، والكوميديا، والكوميديا السوداء والكوميديا الاجتماعية، واستطاع الدمج بين الواقعية والرمزية واستطاع في أعماله المسرحية تفادي المونولوج المحلي الذي كان الطابَع الغالب على الدراما المصرية قبله، واستطاع الحكيم تجسيد البيئة المصرية بوضوح في أعماله من خلال قدرته على تصوير مشاكل المجتمع المصري في ذلك الوقت.
يُعتبر الإنتاج المسرحيّ الأدبيّ لتوفيق الحكيم من أهم الإنتاجات الأدبية في فن المسرح في العصر الحديث، ممّا جعله في مقدّمة الكُتّاب المسرحيّين في العالم العربي، ولكن تميّز أسلوبه في الكتابة المسرحية بأنّه كُتِب من أجل القراءة فقط؛ لذلك لا يمكن تمثيل العديد من مسرحياته، مما أدى إلى تسمية طريقته في الكتابة المسرحية باسم المسرح الذهني، والذي يكتشف القارئ تفاصيله من خلال القراءة والرموز التي تُضاف إلى النص وترتبط مع الواقع بشكل مباشر؛ إذ حرص توفيق الحكيم على إضافة العديد من الأحداث شبه الواقعية إلى مؤلفاته.
أهم مؤلفاته
كتب وألّف توفيق الحكيم العديد من المؤلّفات الأدبية في مجال الروايات، والقصص القصيرة، والمسرحيات، وغيرها، وتجاوز عدد مُؤلفات توفيق الحكيم أكثر من 60 مؤلَّفًا، كما تُرجم العديد من مؤلّفاته إلى لغات عالمية، ومن أهم أعمال الحكيم مسرحية أهل الكهف، ومسرحية الحمير، وشهرزاد، والملك أوديب، وسليمان الحكيم، وله العديد من الروايات مثل عصفور من الشرق، وعودة الروح، وحمار الحكيم.
الجوائز
حصل الحكيم على العديد من الجوائز، من أبرزها قلادة النيل عام 1975، وجائزة قلادة الجمهورية عام 1957، والدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون عام 1975، كما أطلق اسمه على مسرح محمد فريد اعتبارًا من عام 1987.