ما إن تمر بجوار كورنيش النيل، إلا وتدرك أن هناك شيئًا تغير، وهو اختفاء العشاق، لم تعد ترى أيادى تتشابك، وشفاهًا تهمس، وضحكات تحدث دويًا فى المكان، لم تعد تتنسم الحب ويجذبك ابتسامات وربما بكاء «الحبيبة»، فقط ضجيج لأغانٍ غير مفهومة، وفوضى المقاعد البلاستيكية، أكثر من ٦٠ مقعدًا كل ٣٠ مترًا، وسيطرة البلطجية على مساحات واسعة من كورنيش النيل، التى تبدأ من الزمالك، مرورا بوسط البلد، وحتى رملة بولاق، وكوبرى قصر النيل، مع ترديد العبارة الشهيرة «يا تشرب يا تمشى من هنا».
عن ذلك يقول محمد حسن، بائع «حمص الشام»: «من أسباب اختفاء العشاق، ارتفاع أسعار المعيشة فى مصر، كل شاب دلوقتى مش قادر يصرف على نفسه من مواصلات وملابس وسجاير، الشباب خلاص تعب مش قادر يصرف على نفسه، يبقى هيقدر يصرف على حبيبته ومفيش زى الأول شغل».
وأكد منصور محمد، بائع ذرة، «الشغل قل عن الأول بكتير مفيش عشاق ولا حتى أسر الناس بتخاف تنزل من البيت عشان مفيش فلوس، هياكل ولا يتفسح أنا عندى خمس أولاد لو يوم ما نزلتش الشغل نموت من الجوع، والأول كان فى عشاق والشغل حلو دلوقتى خلاص قليل لما تشوف حد على كورنيش النيل غير الأفراح».
