الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

قاضي "محاولة اغتيال معتز خفاجي": رجال العدالة لا يتوانون عن نصرة المظلوم

المستشار معتز خفاجي
المستشار معتز خفاجي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال المستشار شبيب الضمراني، رئيس محكمة جنايات شمال القاهرة، المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بطرة، قبل النطق بالحكم على المتهمين في القضية المعروفة إعلاميا بـ"محاولة اغتيال قاضي غرفة عمليات رابعة"، إن التسامح يعني قبول الاختلاف مع الآخرين سواء فى الدين أو العرق أو السياسة، وقد حمل الإسلام الذى جاء به رسول الإنسانية محمد عليه الصلاة والسلام، اللين واللاعنف والتسامح الذى أكدته آيات القرآن الكريم والأحاديث الشريفة في الدعوة لله بالحكمة والموعظة الحسنة والبعد عن العنف.
ووجه القاضي دعوة إلى أصحاب العقول المنغلقة والقلوب المتحجرة والأهواء المنحرفة أن تنظر إلى واقع المجتمعات المسلمة التى ترفع فيها المآذن ويتلى فيها القرآن، ولينظروا كيف وصل إلينا وإليهم الإسلام، مؤكدا أن رجال العدالة لا يتوانون عن نصرة المظلوم وتوسيد الحق فى عليائه، فهم أيد متوضئة لا يخشون فى الحق لومة لائم منهجهم إحقاق الحق وإبطال الباطل ويسطرون بأقلامهم أحكامهم العادلة.
وأضاف أن نظرة الإسلام للنفس البشرية بصفة عامة أنها مكرمة ومعظمة، وليس فيها استثناء بسبب لون أو جنس أو دين، فالدين يتعامل مع نفوس بشرية مكرمة لا يجوز إهانتها أو ظلمها أو التعدى على حقوقها أو التقليل من شأنها، لأن الله تعالى قال: "ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر"، مضيفا أن حق الحياه للنفس البشرية حق مقدس عند الله تعالى، ويستوى فى ذلك المسلم وغير المسلم والحر والعبد والرجل والمرأة والكبير والصغير، وأن الجميع بشر متساوون فى استحقاق الحياه ومن حق الإنسان أن يعيش حياة آمنة مطمئنة، ولذلك فقد حرم الله تعالى الاعتداء على النفس بقوله تعالى: "مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ".
وتعجب القاضى من إطلاق اسم الجهاد على التكفير وسفك الدماء وقطع الرقاب وترويع الآمنين وتخريب الديار، مؤكدا أن ذلك لن يحقق مقاصد الشريعة الإسلامية، بل يحقق تصور الظالم الذى يروجه الأعداء عن الإسلام من أنه دين قتل قد انتشر بحد السيف، وشتان ما بين الجهاد الذى جاء به النبى عليه الصلاة والسلام والذى يدفع به العدوان وينكسر به الشر وبين ما تقترفه التنظيمات الإرهابية من إجرام فى حق الإسلام، لأن التفجير والتكفير والإرهاب هدم، أما البناء والتعمير فهما شريعة خلفاء الله في الأرض، وأن ما يقوم به الإرهاب هو الضلال المبين والتحريف الواضح للشرع وحضارة المسلمين، وأن المسلم معصوم دمه وعرضه وماله بمجرد نطقه بالشهادة.
وتابع قائلًا: إن من يدعو الناس للخروج والقتل والتدمير فإنه مخالف للشرع ولمنهج الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، لأن الله سبحانه وتعالى حفظ لعباده أعراضهم وأموالهم وممتلكاتهم، فلا يجوز إراقة الدماء وقتل الأبرياء والتعدى على الممتلكات العامة والخاصة، لأن الرسول الكريم قد رد إلى كفار قريش أموالهم وودائعهم التى ائتمنوه عليها رغم كفرهم به وتكذيبهم له.
وأوضح القاضى أن الشعب المصرى محب بطبيعته للسلام ويكره العنف وينبذ الإرهاب ويعشق الاستقرار والأمن، فمن كنفهما بنى مجده وشيد حضارته منذ أكثر من سبعة آلاف عام، لذلك فإنه لن يقبل فى يوم من الأيام أن يكون بين صفوفه من يتخذون العنف والإرهاب منهجا لهم أو يدعون إليه للوصول إلى أغراضهم، لأن معدن الشعب المصري الأصيل ينفر كل من يحاول أن يعتدى أو يخطط لتدمير المؤسسات الوطنية وإهدار مكتسبات الشعب ومقدراته وزرع بذور الفتنة بين أبنائه.
كانت النيابة العامة أحالت المتهمين إلى المحاكمة الجنائية، بتهمة الانضمام إلى جماعة محظورة، وحيازة أسلحة نارية وذخيرة دون ترخيص، ومحاولة اغتيال المستشار خفاجي.