الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

فلسفة الأماكن.. شبح يطارد أشرف الصباغ في أحدث رواياته

من «جناين» الريف لبارات القاهرة العتيقة

أشرف الصباغ
أشرف الصباغ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تغيرات كثيرة تطرأ على المجتمع؛ سياسية واقتصادية، تلقى بظلالها بطبيعة الحال على الأشخاص؛ ولكن كيف تؤثر هذه التغيرات على المكان الذى يتمتع بصفات الثبات والرسوخ؛ فى روايته «شرطى هو الفرح» الصادرة حديثا عن دار الآداب ببيروت يتعرض الكاتب الصحفى والشاعر أشرف الصباغ لهذه التغيرات فى الريف والمدينة؛ فيقول: «الحياة صعبة لدرجة بدت الأمور معها كأن هناك مؤامرة ما لتدمير العلاقة، ليس فقط بالمكان بل وبالناس أيضا.. المكان لم يعد يعنى أى شىء؛ صارت الأماكن مجرد محطات عابرة تعبرنا ونعبرها فى آن معًا، وتمر اللحظة وكأنها لم تكن أصلًا.. عن أى معنى للوطن يمكن أن يدور الحديث؟! هل تم تجريد الوطن إلى هذه الدرجة التى باتت تكشف كل عوراته وسوءاته؟».
تتناول الرواية هذه التغيرات من خلال شخصية «يوسف عمران» القادم إلى القاهرة من إحدى قرى الدلتا؛ تبدأ علاقته بالمدينة وهو طفل يعمل بإحدى الورش الفنية، التى تستغل عمالة الأطفال للتهرب من الضرائب والتأمينات والأجور المرتفعة، بينما تجد فيها الأسر معينا لهم فى تحمل أعباء الحياة.
تمضى الحياة فى المدينة وتنقطع صلة يوسف بالقرية بما تحمله من ذكريات فى البيت الكبير «بيت العائلة» الذى يضم الجد والجدة والعمات والأعمام والحيوانات أيضًا، وتنحصر حياته فى المدينة ما بين عمله بالورشة وبين البارات التى يرى أنها تجمع بين الروح والذاكرة والموسيقى الداخلية، والملامح الخارجية الحقيقية للكائن البشرى المغرم بها وهى التى تكتب التاريخ نفسه.
بارات القاهرة كما يقول البطل هى مؤشر حقيقى للعالم الداخلى عند جميع قطاعات المصريين، من تجار المانيفاتورة إلى البوابين والصحفيين والشعراء والكتاب والمخبرين السريين وأصحاب محلات القماش وسمكرية السيارات فى وسط المدينة. 
تعقد الرواية مقارنة بين الريف والمدينة فى نظرة كل منهما للمرأة، يختلف العالمان بين قيمة المرأة العاملة هنا وهناك ووضعها الاجتماعى إلا أنهما يشتركان فى حجم القهر الواقع عليها.