الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ولا يوم من أيامك يا أبوعلاء!!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
- بينما تأخر جدا فى تعويم الجنيه وتحرير سعر الصرف، ورفض ذلك طوال ٣٠ عامًا منذ أن كان الدولار يساوى جنيها واحدا فقط.
- وبينما عجز عن تدوير الدعم وتوصيله لمستحقيه طوال ٣٠ عامًا. 
- وبينما رفض ضغط الإنفاق الحكومى نهائيًا وطوال ٣٠ عامًا.
- وبينما أصر على إهمال مخصصات التعليم والصحة مدة ٣٠ عامًا وسمح بسوق سوداء موازية فى مجالى الصحة والتعليم. 
- وبينما قصر تمامًا فى مكافحة غول الإنجاب. 
- وبينما لم يهتم يومًا بترشيد دعم الغذاء (عيش/ ومواد تموينية).
- وبينما أهمل تماما فقراء مصر ومعاقيها وأراملها وتركهم لمساعدات تنظيم الإخوان الإرهابى الدولى. 
- وبينما أهمل تماما علاقاتنا الإفريقية وخصوصا مع دول حوض النيل. 
- وبينما لم يفكر طوال ٣٠ عامًا فى تنمية سيناء أو صعيد مصر. 
- وبينما رفض تماما تخليه عن رئاسة الحزب الوطنى طوال ٣٠ عاما. 
- وبينما أهمل تماما محاربة الفساد والمفسدين، وهو ما استغلته جماعه الإخوان. 
- تعجل الرئيس الأسبق مبارك جدا جدا وبشكل لافت للنظر ومثير للريبة والدهشة والشك فى انضمامنا إلى منظمة التجارة العالمية دون دراسة ودون وعى ودون أى اتفاقيات ثنائية مع الدول الأعضاء، فضاعت الصناعة المصرية إلى غير رجعة. 
- حيث كنا من أوائل الدول التى انضمت للمنظمة فى العام ٩٥ عام إنشائها الأول، بينما لم تنضم السعودية مثلا إلا فى عام ٢٠٠٥ (أى بعدنا بعشر سنوات كاملة) وبعد ١٢ عاما من المفاوضات والتى بدأتها فى عام ٩٣ مع مجموعة الدول الموقعة على اتفاقيه الجات وقتها لتكون العضو رقم ١٤٩. 
- هذا رغم كونها من مجموعة العشرين الكبار وتحتل الرقم ١٣ فى التصدير والمرتبة ٢٣ فى الاستيراد عالميًا، وبعد أن عقدت اتفاقيات ثنائية مع ١٤٨ دولة هى مجموع كل الدول الأعضاء بالمنظمة وقتها.
- وبينما لم تنضم روسيا أيضا إلا فى عام ٢٠١٢ أى بعدنا بـ١٧ عاما كاملة، وبعد ١٨ عاما من المفاوضات التى بدأتها روسيا مع أعضاء اتفاقية الجات منذ عام ٩٤ لتكون العضو رقم ١٥٣، وانضمت الأردن والصين بعدنا بـ٦ سنوات كاملة وبعد مفاوضات شاقة ومضنية بفرق عالية الكفاءة من البلدين مع المنظمة ومع الدول الأعضاء. 
- الفريق السعودى انهمك فى المفاوضات ١٢ عاما مع فريق المنظمة العالمية وعقد اتفاقيات ثنائية مع الـ١٤٨ دولة وقتها والتى كانت تمثل إجمالى الدول الأعضاء، ولا تتخيل حجم الملاحق والاتفاقيات التى أبرمها الفريق السعودى لأجل انضمامه رغم قوة اقتصاد المملكة، حيث بدأت السعودية مفاوضاتها مع منظمة التجارة العالمية منذ يوليو من عام ١٩٩٣، أى قبل إنشائها بعامين، وقد استكملت الوثائق المطلوبة لحصولها على العضوية فى عام ٢٠٠٥، وتمت الموافقة رسميا على النصوص القانونية التى تضم ٦٠٠ صفحة قدمتها المملكة وأعدها فريقها المفاوض. 
- نشأت المنظمة مع نهاية الجولة الثامنة من مفاوضات اتفاقية الجات GATT (جولة الأوروجواى: ١٩٨٦ ١٩٩٤م) التى انتهت فى مراكش لتبدأ عملها فى ١/١/١٩٩٥م باسم منظمة التجارة العالمية (WTO)، فهى الوريث الحقيقى لاتفاقية الجات (الاتفاقية العامة للتعريفات الجمركية والتجارة)، التى نشأت عام ١٩٤٧م فأصبحت المنظمة الجديدة هى المنظم والمنفذ والمراقب الوحيد لأحكام والتزامات واتفاقيات التجارة الدولية.
- هدفت المنظمة إلى تحرير التجارة الدولية بواسطة إيجاد نظام تجارى دولى متعدد الأطراف معتمد على قوى السوق (العرض والطلب)، من خلال إزالة القيود والعوائق التى تمنع تدفق حركة التجارة عبر الدول معتمدة على مبادئ رئيسية هي: تجارة بدون تمييز (شرط المعاملة الوطنية، شرط الدولة الأولى بالرعاية)، تجارة حرة من خلال التفاوض (خفض أو إلغاء الرسوم الجمركية والقيود الكمية وفتح الأسواق)، تعامل تجارى قابل للتوقع (تثبيت الالتزامات والشفافية).
- هرولنا بشكل مريب وانضممنا للمنظمة فى عامها الأول وحدثت الكارثة وضاعت الصناعة المصرية وأزاحتها البضاعة الوافدة فطلب مبارك على الفور مهلة ١٠ سنوات لتطوير وتحديث الصناعة المصرية الوليدة كى نستطيع المنافسة وتقدر على صد أو مقاومة تلك الرياح العاتية الوافدة التى اقتلعتها من جذورها وأطاحت بها إلى فلاة قاحلة ورمال تبتلع أى عابر سبيل لا يحسب حسابه ولا يتبصر أين يمضى وفى أى طريق يسير ويخطو. 
- ووافقت المنظمة لمبارك على المهلة اعتبارا من العام ٢٠٠٠ فطلب مساعدات مالية ضخمة من كبار الدول الأعضاء بالمنظمة لإحداث ذلك التطوير والتحديث ولأن مصر سوق ضخمة طبعا لهؤلاء الكبار دفعوا ولم يبخلوا وتدفقت أموال ذلك التطوير بالدولار وباليورو لتحديث الصناعة الوليدة.
- وأقيم مركز تحديث الصناعة وكان برنامجا ممولا من الاتحاد الأوروبى بـ٤٢٦ مليون يورو من الاتحاد منها ٢٥٠ مليون يورو منحة لا ترد، وشراكة مصرية ١٠٣ ملايين يورو من الحكومة و٧٣ مليونا متوقعة من القطاع الخاص مقابل الخدمات التى يحصل عليها، وكان البرنامج محدد المدة ينتهى فى ٢٠٠٥ فأنشئ مركز تحديث الصناعة فى عام ٢٠٠٠ لتنفيذ البرنامج، ثم تخارج الاتحاد الأوروبى بعد أن قدم التمويل ثقة فى الحكومة فى ذلك الوقت وأصبح المركز يخضع لكل أجهزة الدولة الرقابية وعلى رأسها جهاز المحاسبات، أما الحكومة فقسمت حصتها فى التمويل على دفعات تقدمها للمركز من الموازنة العامة للدولة وتوقفت تماما عن تقديمها منذ سنوات. 
- وانتهت مهلة السنوات العشر فى ٢٠١٠ وضاعت الأموال والإعانات الخاصة بالتطوير ولم يحدث شيء.
- ورغم أن المنظمة «مستقلة» وليست إحدى منظمات الأمم المتحدة، إلا أن مبارك سارع بالانضمام لها على عجل!!. 
- وحتى لا ندين مبارك وحده فالاتفاقات الدولية سلطة «الموافقة» عليها هو «البرلمان» بينما تنحصر سلطة «التصديق» فى «رئيس الدولة» لذلك علينا أن ندين أيضا كل أعضاء البرلمان الذين وافقوا يوم ١٦ إبريل من العام ٩٥ على اتفاقية الانضمام المتعجلة والتى أبرمها مبارك فى ٢٠ مارس من نفس العام فضيعنا وضيع الصناعة التى لم تستطع المنافسة على الأرض حيث قتلت الواردات التركية والصينية المنتجات المصرية كما راحت أجيال تسحق فى مصانع تافهة وهامشية. 
«الكاراتيه والقلبظ والكونو والشيتوس وأهلاوى وهوستس وهوهوز» وأجيال أخرى انضوت فى غياهب المساجد ومحطات المترو والزوايا تبيع السواك والمصحف المفسر وأذكار الصباح والمساء والمسابح والمسك، بينما تلقفت الجريمة قطاعات واسعة منها وفر من استطاع خارج هذا الوطن الذى يغوص حكامه فى الفساد وغياب الوعى وانعدام الرؤية وتدمير المصالح الوطنية وتكرار الأخطاء والخطايا الى حد الملهاة، ثم يجدون من يندمون ويعتذرون ويأسفون لمعارضته يوما أو ضجرهم من أيام حكمهم فيهتفون فى حماسة، رافعين شعار «آسفين يا ريس» «ولا يوم من أيامك يا بوعلاء» .... !!
- اللافت أيضا أن بعض الذين يهاجمون الرئيس السيسى بضراوة كانوا فى السابق يهتفون بالروح والدم لرؤساء ضيعوا مصر وقادوها إلى الخراب والدمار!!.