الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

حجر رشيد.. 219 عامًا على فك لغز الحضارة الفرعونية

حجر رشيد
حجر رشيد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حجر نقش عليه نصوص "هيروغليفية وديموطقية ويونانية"، كان مفتاح حل لغز الكتابة الهروغليفية، اكتشف بمدينة رشيد لذلك سُمي باسمها "حجر رشيد"، والذي اكتشفه في مثل هذا اليوم 19 يوليو من عام 1799 أحد ضباط الحملة الفرنسية، وتعود نقوش الحجر لعام 196 ق.م.
ضم الحجر مفاتيح اللغة المصرية القديمة والذي لولاه لظلت الحضارة المصرية غامضة لا ندري عن أمرها شيئًا؛ وكان الفضل في فك رموز الحجر للشاب الفرنسي "چان- فرانسوا شامبليون" الذي حصل على نسخة من الحجر كما حصل عليها غيره من الباحثين وعكف على دراسته مبديًا اهتمامًا شديدًا بالخط الهيروغليفي ومعتمدًا على خبرته الطويلة في اللغة اليونانية القديمة.
حجر رشيد المحفوظ حاليًّا في المتحف البريطاني مصنع من حجر الجرانوديوريت غير منتظم الشكل ارتفاعه 113 سم وعرضه 75 سم وسمكه 27،5 سم. 
وقد فُقدت أجزاء منه في أعلاه وأسفله، ويتضمن الحجر مرسومًا من الكهنة المجتمعين في مدينة منف "ميت رهينة - مركز البدرشين – محافظة الجيزة"، يشكرون فيه الملك بطلميوس الخامس لقيامه بوقف الأوقاف على المعابد وإعفاء الكهنة من بعض الالتزامات، وسجل هذا المرسوم بخطوط ثلاثة هي حسب ترتيب كتابتها من أعلى إلى أسفل.
وكان المكتشفون للحجر قد اقترحوا أن الحجر يتضمن نصًّا واحدًا بخطوط ثلاثة مختلفة، واتضح فيما بعد أن اقتراحهم كان صائبًا، وبعد نقل الحجر إلى القاهرة أمر "نابليون بونابرت" قائد الحملة الفرنسية بإعداد عدة نسخ منه لتكون في متناول المهتمين بالحضارة المصرية في أوروبا بوجه عام وفي فرنسا بوجه خاص؛ وكان الحجر قد وصل إلى بريطانيا عام 1802 بمقتضى اتفاقية العريش التي أُبرمت بين إنجلترا بقيادة القائد "نيلسون" وفرنسا بقيادة القائد "مينو"، تسلمت إنجلترا بمقتضاها الحجر وآثارًا أخرى وبدأ الباحثون بترجمة النص اليوناني، وأبدى الباحثان "سلفستر دي ساسي" و"أكربلاد" اهتمامًا خاصًّا بالخط الديموطيقي.
كان "حجر رشيد" وقت اكتشافه لغزا لغويا لا يُفسر منذ مئات السنين، لأن اللغات الثلاثة كانت وقتها من اللغات الميتة، حتى جاء العالم الفرنسي "شامبليون" وفسر هذه اللغات بعد مقارنتها بالنص اليوناني ونصوص هيروغليفية أخرى، وهذا يدل على أن هذه اللغات كانت سائدة إبان حكم البطالمة الإغريق لمصر لأكثر من 150 عاما، وكانت الهيروغليفية اللغة الدينية المقدسة متداولة في المعابد، واللغة الديموطيقية كانت لغة الكتابة الشعبية "العامية المصرية"، واليونانية القديمة كانت لغة الحكام الإغريق وكان قد ترجم إلى اللغة اليونانية لكي يفهموه، وكان محتوى الكتابة تمجيدا لفرعون مصر وإنجازاته الطيبة للكهنة وشعب مصر، وقد كتبه الكهنة ليقرأه العامة والخاصة من كبار المصريين والطبقة الحاكمة، استطاع شامبليون فك شفرة الهيروغليفية عام 1822، لأن النص اليوناني عبارة عن 54 سطرا وسهل القراءة مما جعله يميز أسماء الحكام البطالمة المكتوبة باللغة العامية المصرية، وبهذا الكشف فتح آفاق التعرف على حضارة قدماء المصريين وفك ألغازها، وترجمة علومها بعد إحياء لغتهم بعد مواتها عبر القرون، وأصبحت الهيروغليفية وأبجديتها تدرس لكل من يريد دراسة علوم المصريات، والحجر أخذه البريطانيون من القوات الفرنسية، ووضعوه في متحف لندن.