الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"داعش" يبدأ تنفيذ مخطط الجماعة الإسلامية لضرب السياحة بمصر وتونس.. اعتمد خطة "الذئب المنفرد" لعملياته الإرهابية المفاجئة مع إشراك العنصر النسائي.. وتوجيه ضربات للأجانب بدلًا من المسيحيين لتشتيت الأمن

بعد خسائره بالموصل والرقة..

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

حرض تنظيم داعش الإرهابي، عناصره فى مصر وتونس على استهداف المناطق والأفواج السياحية فى البلدين، مشيرًا إلى أن العمليات التى كانت تقوم بها الجماعة الإسلامية التى قامت بها خلال تسعينيات القرن الماضي، والتى كبدت الدولة وقتها خسائر كبرى.
وبحسب ما توصلت إليه "البوابة" من معلومات، خلال محادثة أحد عناصر التنظيم يُدعى "الدولاوى المصري" عبر منتدى "المنبر الجهادي"، فإن التنظيم أصدر تعليمات خلال الأيام الماضية لعناصره العائدين من العراق إلى بلدانهم بتنفيذ عمليات ضد السياحة بالتزامن مع العطلات الصيفية للشعوب.
وبحسب ما ورد فى الرسالة "السياحة تعتبر من أهم موارد الحكومة المصرية"، واستعانة خلالها بالعملية التى قام بها التنظيم فى أكتوبر 2015 "يكفى أن الحكومة المصرية إلى الآن متبهدلة من إسقاط الطائرة الروسية ومن ضرب السياح المكسيكيين، فربما فى مصر وتونس توجيه المدفع على السياح بدل النصارى مؤقتًا من أجل التشتيت".


وفى مساء الجمعة الماضية، وقع اعتداء على نزلاء فندق بالاسيو فى مدينة الغردقة، سقط على إثرها قتلى وجرحى، وتأتى هذه العملية ضمن سلسلة هجمات إرهابية استهدفت السياح الأجانب فى مصر منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي.
وألمح التنظيم عن مخطط "الجماعة الإسلامية"، لضرب السياح فى مصر فى تسعينيات القرن الماضي، حيث كانت قامت بسلسلة من العمليات الكبرى استهدفت فى الأساس السياحة، وكان من أبرز عملياتها: فى 21 أكتوبر 1992 قتل سائح بريطانى قرب مدينة ديروط بمحافظة أسيوط، وفى 4 مارس 1994 تبنت هجوما على عبارة سياحية على نهر النيل فى جنوب مصر، وفى 17 نوفمبر 1997: قتل 62 شخصا، بينهم 58 سائحا، فى الأقصر، وتبنت أيضًا.
ونشر التنظيم أبرز المنتجعات والأماكن السياحية داخل مصر وتونس، وأعداد السياح الذين ينتقلون كل عام إلى هذه المناطق السياحية، لقضاء العطلة السنوية، مستندين فى ذلك إلى خطة الانتشار التى اعتمدها التنظيم خلال الأيام المقبلة خاصة مع خسائر التى تلقها التنظيم فى مدينتى الموصل بالعراق والرقة بسوريا.


وكان رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادي، 10 يوليو الحالي، أعلن من قلب مدينة الموصل وهو يتوسط عددًا من أبطال القوات الأمنية العراقية، النصر العظيم على عصابات داعش الإرهابية وسقوط دولة "الخلافة" التى انتهكت الأرض والعرض وعاثت فى الأرض فسادًا، مؤكدًا أهمية هذا النصر الذى تم وسيكتمل بأيدى عراقية شريفة همها الأول والأخير صون أرض الوطن من المجرمين العتاة والمغتصبين.
• تاريخ "داعش" ضد السياحة
حرض تنظيم داعش جنوده ومناصريه فى عدة مناسبات على استهداف المدنيين فى الدول الغربية المنخرطة فى التحالف الستينى لمحاربة داعش فى سوريا والعراق وضرب السائحين فى البلدان العربية، مطالبا إياهم بتخفيف الضغط عن معاقل التنظيم عبر تلك العمليات.


ولإضفاء الطابع الشرعى على تلك الدعوة، خرج المتحدث السابق باسم التنظيم أبو محمد العدنانى الشامى بعدد من الفتوى التى تجيز استهداف مواطنى الدول المحاربة للتنظيم سواء داخل دولهم أو خارجها، وقال العدنانى فى كلمة صوتية له فى عام 2014: «إبذل جهدك فى قتل أى أميركى أو فرنسى أو أى من حلفائهم، فإن عجزت عن العبوة أو الرصاصة، فاستفرد بالكافر، فارضخ رأسه بحجر، أو انحره بسكين، أو اقذفه من شاهق، أو ادعسه بسيارة، وإن عجزت، فاحرق منزله أو سيارته، أو تجارته، أو مزرعته، فإن عجزت فابصق فى وجهه، وإن لم تفعل، فراجع دينك».
وفى كلمته الصوتية الأخيرة التى ألقاها قبيل مقتله بغارة جوية أمريكية قال العدناني: «يا عباد الله؛ لئن أغلق الطواغيت فى وجوهكم باب الهجرة، فافتحوا فى وجوههم باب الجهاد، وقد بلغنا أن بعضكم لا يستطيع العمل لعجزه عن الوصول لأهداف عسكريّة، ويتحرّج من استهداف ما يسمى بالمدنيين فيُعرض عنهم لشكه بالجواز والمشروعيّة، فاعلموا أن فى عقر دار الصليبيين المحاربين لا عصمة للدماء، ولا وجود لما يسمى بالأبرياء، ولا يسع المقام لذكر وتفصيل الأدلة، فقائمتها طويلة، وأقلها من باب المعاملة بالمثل.


ودعا العدنانى إلى التفرغ لاستهداف المدنيين الغربيين تحديدًا قائلًا: "واعلموا أن استهدافكم لما يسمى بالمدنيين أحب إلينا وأنجع، كونه أنكى بهم وأوجع لهم وأردع، فهبوا أيها الموحدون فى كل مكان".

وفى أول حوار له مع صحيفة "النبأ" التى يصدرها داعش، توعد زعيم التنظيم فى سيناء أبو هاجر الهاشمى بالاستمرار فى عمليات ضرب السياحة واستهداف السائحين فى مصر بعد إسقاط الطائرة الروسية.

وأضاف «الهاشمي» أن العملية كان لها دور كبير فى ضرب الاقتصاد المصرى عبر قطع موارد التمويل التى تأتى إليه من السياحة، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من السائحين عزف عن القدوم إلى مصر بعد تلك الضربة.

وهدد زعيم داعش فى سيناء بشن هجمات جديدة على السائحين قائلًا: وإننا لن ندخر جهدًا فى ضرب تجارة الفاحشة والبغاء المسماة بالسياحة ما استطعنا إليه سبيلا، حتى نمنع اليهود والنصارى من نشر الفاحشة فى مصر، على حد وصفه.

وبعيد ساعات من حادث استهداف السائحين فى الغردقة، أعادت منصات إعلامية موالية للتنظيم بث مقتطفات من كلمة المتحدث الحالى باسم داعش أبو الحسن المهاجر يدعو فيها إلى استهداف مصالح ورعايا الدولة الغربية فى كل مكان، معتبرًا أن الحرب بين تنظيم داعش وأعدائه حرب شاملة وينبغى استهداف المصالح العسكرية والاقتصادية للدول المحاربة للتنظيم لإشغالهم عن المعارك فى معاقل داعش الرئيسية كسوريا والعراق وسيناء.
وأعطت تلك التبريرات والدعوات التى أطلقها قادة داعش المبرر لكثير من مناصرى التنظيم لاستهداف السياح الغربيين فى عدد من الدول من بينها مصر وتونس.


• الذئاب المنفردة سلاح متطور
وكون هذه الضربات تحتاج لمنفذين لديهم سرعة فى الأداء، استعان التنظيم بفكرة "الذئاب المنفردة"، خاصة مع الإخفاقات التى لحقت به، لخلق استراتيجيات جديدة لتعويض ما لحق به من خسائر، ومن هنا ظهر مبدأ "الذئب المنفرد" لتصبح التحدى الأكبر للأجهزة الأمنية بعد أن نجحت فى شن عدة هجمات إرهابية كبرى فى فرنسا والمانيا وبلجيكا وتركيا وتونس وغيرها من الهجمات
ومع تراجع قدرات التنظيم على تدبير هجمات واسعة النطاق، بدأ فى الاعتماد على مدربين مستقلين عن قيادته لحض "ذئاب منفردة" على تنفيذ هجمات إرهابية غير محدودة، ويعود ذلك النجاح الذى حققته ما يمسى بالذئاب المنفردة، إلى صعوبة إحباط مخططاتهم قبل تنفيذها، حيث يستطيع التنظيم من خلال استخدام سلاح "الذئب المنفرد" استهداف المناطق الأكثر حيوية لتحقيق قدر أكبر من الخسائر، التى تعد مكاسب للتنظيم.
ولا يقتصر مسمى (الذئاب المنفردة) على الذكور دون الإناث، بل نجد فى هذه الاستراتيجية نصيب للنساء أيضًا لتنفيذ العمليات النوعية، وإن كانت عمليات التدريب لا تحتاج الذئبة للخروج خارج نطاق دولتها أين كانت، لأن مناط التنفيذ المحدد للذئبات هو عمليات محدودة باستخدام متفجرات بدائية الصنع أو أسلحة خفيفة، وعادة ما يتم التدريب عليها داخل المنازل.


يفضل تنظيم داعش الإرهابى العمل باستراتيجية الذئاب المنفردة لصعوبة التنبؤ بعملياتها من قبل الأجهزة الأمنية وصعوبة منعها، إذ تعتمد الاستراتيجية على تجنيد عناصر جديدة غير معروفة مسبقا للأجهزة الأمنية فى الدول المستهدفة، ويفضل مسئولو التنظيم التركيز على الشرائح السنية الصغيرة لعدة أسباب، منها سهولة التأثير على هذه الفئة العمرية بسهولة وإقناعهم باعتناق فكر التنظيم، بالإضافة إلى تمتعهم باللياقة البدنية اللازمة للقيام بعمليات هجومية خاطفة وبعدهم عن شبهة الملاحقة الأمنية، فيبدأ التنظيم فى استغلال تلك العناصر الشابة فى تنفيذ عمليات إرهابية تستهدف المنشآت العامة والخاصة، والأكمنة الشرطية والشخصيات المهمة فى الدولة.

وتبرز أهمية الذئاب المنفردة بشدة عندما يشتد الخناق على التنظيم الإرهابى فيلجأ لهذا الأسلوب من خلال خلق عناصر قادرة على التخطيط والتنفيذ ضمن الإمكانات الذاتية، دون عامل الإسناد والارتباط التنظيمي، مما يسهم فى تشتيت أجهزة الأمن عن طريق الاعتماد على عناصر منفردة غير منظمة يصعب تتبعها.