الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

في الذكرى الأولى للانقلاب المزعوم.. الغضب الشعبي في مواجهة السلطان العثماني

 الرئيس التركى رجب
الرئيس التركى رجب طيب أردوغان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أربكت موجات الغضب الشعبى حسابات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لاستغلال الذكرى الأولى لمحاولة الانقلاب المزعوم لمزيد من تضليل الرأى العام، فقد خرج الأتراك فى مليونية استمرت فى السير ٤٥٠ كيلو مترًا تطالب بسقوط السلطان العثمانى وإنهاء ١٥ عاما من الظلم والاستبداد. 
وبحسب مراقبين، فإن سقوط نظام أردوغان أصبح مسألة وقت، فالشعب التركى لم يعد قادرا على تحمل المزيد من سياساته القمعية التى تعمل لحساب حزب الحرية والعدالة. 

ورغم ادعاءات الرئيس التركى بأن حالة الطوارئ محصورة بمكافحة الإرهاب فإن السلطات التركية مستمرة فى اعتقال أنصار الزعيم فتح الله كولن، وقامت باعتقال ٣٤ موظفًا سابقًا فى مؤسسة الإذاعة والتليفزيون التركية و١٤ ضابطا بتهمة مناصرة كولن.

ويرى السفير جلال الرشيدى، مندوب مصر الأسبق لدى الأمم المتحدة، أن أردوغان استغل الانقلاب العسكرى المزعوم الذى راح ضحيته أكثر من ٣٠٠ قتيل لممارسة المزيد من سياساته الاستبدادية ضد الشعب التركى، وتابع الرشيدى فى تصريح خاص لـ«البوابة» أن الشعب التركى استطاع أن يربك توقعات أردوغان بخروجه الكبير فى أول ذكرى للانقلاب العسكرى، ما يعنى أن الشعب التركى قد كسر حاجز الخوف، وأن أدوات السلطان القمعية فقدت سطوتها، فقد خرج الملايين يجوبون شوارع تركيا وينددون بسياسات أردوغان ووصفوه بالطاغية والمستبد.
وتوقع الرشيدى استمرار حالة الغضب الشعبى حتى ينفذ السلطان العثمانى مطالب الجماهير بإلغاء الطوارئ والإفراج عن السجناء السياسيين، مشيرا إلى أن المعارضة التركية قوية، وخروج الناس للشارع يؤكد أن أردوغان فقد شعبيته بدرجة كبيرة، ولم يتبق له سوى البرلمان، ومن المتوقع أن تتقلص شعبيته بشكل أوسع فى المرحلة المقبلة.
وتابع الرشيدى أن إصرار أردوغان ومعاونيه على وصف معارضيه بالإرهابيين قد يدفعه لاستخدام المزيد من القمع والاستبداد فى مواجهة الاحتجاجات السلمية، وهو ما قد يؤدى إلى المطالبة بسقوط النظام التركي.
وقال الرشيدي: إنه وبعد إغلاق ١٥٦ صحيفة واعتقال المئات من القضاة والعسكريين والإعلاميين قد أدرك التيار العلمانى أنه لا مناص من النزول للشارع لوضع حد لاستبداد وطغيان السلطان العثماني.
وأكد الرشيدى أن التعامل المهين من قبل ميليشيات حزب العدالة والتنمية التركى مع أفراد الجيش المتهمين فى عملية انقلاب ١٥ يوليو عززت حالة السخط الشعبى على أردوغان، نظرا للمكانة التى تحظى بها الجيوش فى العقل الجمعى للشعوب فى كل مكان. 

وفى هذا السياق، طالب دوغو برينتشاك، رئيس حزب الوطن التركى اليسارى العلمانى المتشدد، رجب طيب أردوغان بالاستقالة من منصبه، على الرغم من العلاقة السياسية التى تربطه بالرئيس التركي.
وقال برينتشاك: «إن الشعب التركى سيطيح بأردوغان فى أول انتخابات رئاسية ما لم يتقدم هو باستقالته، وذلك على خلفية ملصقات ولافتات تتعلق بانقلاب ١٥ يوليو تظهر الجيش التركى ضعيفا ومهانا أمام أنصاره»، وكانت الحكومة التركية قد قامت بتصميم ملصقات تظهر جنود الجيش التركى وهم يتعرضون للإهانة من قبل ميليشيات حزب العدالة والتنمية، واعتبر برينتشاك فى عدة تغريدات له عبر صفحته على تويتر أن كل إهانة للجيش التركى هى إهانة للمستقبل.

ويؤكد السفير عاصم مجاهد، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، أن السخط العام ضد سياسات أردوغان متزايد، وأن الرئيس التركى بدأ يخسر الهامش المهم والضئيل من شعبيته. 
وأوضح مجاهد، فى تصريح خاص لـ«البوابة» أن قرابة نصف الشعب التركى ضد أردوغان، وضد التعديلات الدستورية التى أجيزت بنسبة ضئيلة فوق الـ٥٠٪، ما يعنى أن استمرار أردوغان فى الحكم يرتكز على أمرين: الطبقة الشعبية التى ترى فى أردوغان عاملا من عوامل الرخاء الاقتصادى فى تركيا والأدوات القمعية المفرطة التى يستخدمها الرئيس التركى التى يعجز الشعب التركى عن مواجهتها.
وتابع مجاهد: «فى العموم يبدو النظام التركى فى وضع مهزوز وغير مستقر، فمن المؤكد أن أردوغان فقد نسبة كبيرة من شعبية الهامش فوق الـ٥٠٪ الذى يحظى به فى تركيا بسبب اعتقال معارضيه، وطرد الناس من وظائفهم، ويبدو أن حالة السخط العام ضد أردوغان فى تزايد مستمر، وإذا استمرت هذه الحالة قد تكون بداية النهاية لحكم أردوغان فى تركيا.