اجتمع وزراء خارجية الدول الأربع المقاطعة لقطر مع وزير الخارجية الأمريكي في جدة اليوم الأربعاء، في إطار الجهود الأمريكية لحل الأزمة الخليجية في أعقاب توقيع الاتفاق القطري - الأمريكي لمكافحة تمويل الإرهاب والذي اعتبرته الدول الأربع خطوة "غير كافية"، معبرة عن تشككها في إمكانية أن تلتزم الدوحة بتنفيذ هذا الاتفاق.
وقالت الدول الأربع، في بيان مشترك، أمس الثلاثاء: إن عقوباتها ستظل قائمة إلى أن تنفذ الدوحة كامل مطالبها، وإنها ستراقب "عن كثب مدى جدية السلطات القطرية في مكافحتها لكل أشكال تمويل الإرهاب ودعمه واحتضانه".
وأضاف البيان: أن الإجراءات التي اتخذتها قطر كانت نتيجة لما وصفته "باستمرار وتنوع نشاطات السلطات القطرية في دعم الإرهاب وتمويله واحتضان المتطرفين ونشرها خطاب الكراهية والتطرف والتدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى".
وأكد البيان أن الدول الأربع لا يمكنها "الوثوق بأي التزام يصدر" عن السلطات القطرية، مشيرا إلى أنها "دأبت على نقض كل الاتفاقات والالتزامات وآخرها كان اتفاق الرياض 2013 مما أدى الى سحب السفراء وعدم إعادتهم إلا عقب توقيع السلطات القطرية على الاتفاق التكميلي 2014 واستمرارها في التدخل والتحريض والتآمر واحتضان الإرهابيين.
ووقعت قطر مع الولايات المتحدة الأمريكية الثلاثاء، مذكرة تفاهم لمحاربة الإرهاب وتمويله في إطار زيارة وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، للدوحة والتي تسعي إلى تعزيز الوساطة الكويتية لحلحلة الأزمة.
وقال تيلرسون، في مؤتمر صحفي مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: إن "مذكرة الاتفاق توضح سلسلة خطوات ستتخذها كل دولة في الشهور والسنوات القادمة لقطع وتعطيل تدفقات تمويل الإرهاب ولتكثيف أنشطة مكافحة الإرهاب عالميا".
وأكد تيلرسون على أن البلدين سيعملان معا على "تعقب مصادر التمويل وسيعززان التعاون وتبادل المعلومات بينهما في هذا الصدد".
بينما رفض وزير الخارجية القطري ربط الاتفاق بالموقف العربي من قطر، مؤكدا أن الاتفاق ليس له صلة بالأزمة مع الدول العربية الأربع.
وفي سياق متصل، أكد وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكجي أمس الأربعاء أن أنقرة أرسلت 197 طائرة شحن و16 شاحنة وسفينة واحدة إلى قطر لتلبية احتياجاتها اليومية منذ اندلاع الأزمة الشهر الماضي بين قطر ودول خليجية.
ومن جانبه، قال وزير الاقتصاد القطري أحمد بن جاسم آل ثاني، خلال اجتماع مع زيبكجي في أنقرة، إن الدوحة مستمرة في ممارسة التجارة البحرية والبرية ولم تتأثر رغم العقوبات.
كما وصلت دفعة خامسة من القوات التركية إلى قاعدة عسكرية في الدوحة أمس، وهو ما فسرته قطر بأن القوات التركية دخلت من أجل "مهام تدريبية".".
ويأتي ذلك في إطار مساندة تركيا لقطر بعد أن قطعت السعودية ومصر والإمارات والبحرين كل العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية معها متهمة إياها بدعم وتمويل الإرهاب.
