الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"البوابة نيوز" ترصد تاريخ الجناح المُسلح للإخوان وبداية مسلسل الدم

التنظيم السري للأخوان
التنظيم السري للأخوان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«البنا» أنشأ «التنظيم الخاص» لتحسين الصورة أمام الشباب الثائر 
التدريب على أعمال العنف وتصنيع متفجرات 
قسم «إنجازات» مكون من ثلاثة تشكيلات: «المدنى والجيش والبوليس»

يعود تأسيس جماعة الإخوان إلى عام ١٩٢٨، وجماعة الإخوان لها لغتان، إحداهما لتسويق نفسها سياسيًا وخارجيًا، والأخرى لتخاطب بها الأهل والعشيرة. وحين كان الشعور بخيبة الأمل هو السائد بين شباب الجماعة المتحمسين للجهاد، بعد موافقة حسن البنا، على المعاهدة البريطانية وسماحه بالوجود البريطانى فى مصر، ليرضى السلطة فى مصر، أعلن عن إنشاء جناح عسكرى هو «التنظيم الخاص»، لتحسين الصورة أمام شبابه الثائرين.
وهو جهاز أنشأ عام ١٩٤٠ كجناح عسكرى للجماعة، وتباينت آراء قيادات الجماعة عن الغرض من إنشاء التنظيم، إذ قال بعضهم إنه لمقاومة الاحتلال الإنجليزى فى القناة، والمشاركة فى الجهاد الفلسطيني، وآخرون ممن انشقوا عن الجماعة أكدوا أنه أنشئ ليكون الجناح العسكرى للوصول للسلطة، والحقيقة أنه كان محاولة من المرشد العام للجماعة للموازنة بين الانخراط مع المؤسسة الحاكمة فى مصر وبين إرضاء تابعيه. 
التنظيم السري
وبهدف ترويض التابعين له، بعد التنازلات التى قدمها «البنا» للسلطات مثل دعمه على مضض المعاهدة البريطانية المصرية، من عام ١٩٣٦، التى أعطت شرعية للوجود البريطانى فى مصر، وأدت إلى استياء كبير بين عدد من أشد المتحمسين من أعضاء الجماعة، فسمح بإنشاء داخلى شبه عسكرى عرف باسم التنظيم السري، الذى عبر عن التزام المنظمة بالجهاد وشارك فى العديد من أعمال العنف السياسي.
وذاع صيت الجهاز منذ أربعينيات القرن الماضي، وتم تدريب عناصره على أعمال عنف وتدريب عسكرى وصنع متفجرات ومراقبة وملاحقة الخصوم، وبه قسم للمخابرات، وتألف من ثلاث شعب أساسية هي: التشكيل المدني، تشكيل الجيش وتشكيل البوليس، ثم ألحقت به تشكيلات تخصصية مثل جهاز التسليح، وجهاز الأخبار، وقد عمل الجهاز الأخير كجهاز استخبارى للجماعة، وظل يعمل حتى تقرر وقفه عام ١٩٧٩.
اغتيالات سياسية
ونفذ الإخوان جملة من الاغتيالات السياسية، كان أولها قتل أحمد ماهر باشا رئيس الوزراء، الذى أسقط حسن البنا فى انتخابات البرلمان واتهمه الإخوان بالعمالة، كما تورطوا فى قتل القاضى أحمد الخازندار ١٩٤٨ بأمر من «البنا»، فضلًا عن اغتيال الإمام يحيى بن حميد الدين، حاكم اليمن فى مارس ١٩٤٨.
محاولة اغتيال عبدالناصر
كذلك وقع اغتيال رئيس الوزراء النقراشي، ويبرر الإخوان ذلك بأن قتل النقراشى باشا لا يعتبر من حوادث الاغتيالات السياسية، فهو عمل فدائى صرف قام به أبطال الإخوان لما ظهرت خيانة النقراشى فى فلسطين، قاموا بعدة اغتيالات، كذلك سعيهم لاغتيال جمال عبدالناصر، وقد نجا من القتل بأعجوبة، كما قام الإخوان باغتيال أنور السادات فى حادثة المنصة الشهيرة.
وانكشف الجهاز الخاص بـ«حادثة السيارة الجيب» الشهيرة، فى ١٥ نوفمبر ١٩٤٨، عندما قام عدد من أعضاء النظام الخاص بجماعة الإخوان فى مصر بنقل أوراق خاصة بالنظام وأسلحة ومتفجرات فى سيارة جيب من إحدى الشقق بحى المحمدى إلى شقة أحد الإخوان بالعباسية، إلا أنه تم الاشتباه فى السيارة التى لم تكن تحمل أرقاما، وتم القبض على أعضاء التنظيم والسيارة لينكشف بذلك النظام الخاص السرى للجماعة.
حل الجماعة
وأعلن النقراشي، رئيس الوزراء آنذاك، أمرًا عسكريًا بحل الجماعة واعتقال أعضائها وتأميم ممتلكاتها وفصل موظفى الدولة والطلبة المنتمين لها، وكان القرار سببًا فى اغتيال النظام الخاص للنقراشي، وانتهت القضية التى اتهم فيها ٣٢ من الإخوان بالاتفاق الجنائى العام على قلب نظام الحكم وإحراز الأسلحة، وقضى ببراءة ١٤ متهما وبحبس الباقين مددا تتراوح بين ثلاث سنوات وسنة واحدة، وإلغاء قرار النقراشي.
وضمت القضية أسماء بارزة للجماعة، حيث كان المتهم الأول فى القضية عبدالرحمن السندى مسئول التنظيم الخاص ومؤسسه، وجاء بعده مصطفى مشهور، وتلاه محمود الصباغ، الذى انفصل عن الجماعة بعد ذلك، وأصدر كتابا بعنوان «حقيقة التنظيم الخاص»، وأحمد زكى حسن وأحمد محمد حسنين وأحمد عادل كمال، الذى انفصل عن الجماعة فيما بعد.
وكشفت وثيقة استخباراتية مقدمة للرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر، من إعداد المخابرات الأمريكية ووكالة الأمن القومى فى يونيو ١٩٧٦، أن الجهاز لم يتم حله وإلغاؤه كما زعمت الجماعة خلال الخمسينيات.
«الفرقة ٩٥»
وسعت جماعة الإخوان لإحياء الجهاز الخاص من خلال «الفرقة ٩٥»، وهى عبارة عن مجموعات من عناصر الردع فى الجماعة مدرّبة تدريبًا رياضيًا، وتتكون من نحو ١٢٠ فردا، وكان دورها فى أيام ثورة ٢٥ يناير حماية ميدان التحرير من رجال النظام، وبرز دورها خلال «موقعة الجمل» الشهيرة، وكان يقودها أسامة ياسين وزير الشباب الأسبق.
وكشف تقرير لجنة تقصى الحقائق عن أحداث العنف التى وقعت أثناء ثورة ٢٥ يناير بوجود ما يسمى فعلا «الفرقة ٩٥ إخوان»، وأنها متورطة فى بعض أعمال العنف ضد الثوار أثناء الثورة، وخاصة فى موقعة الجمل الشهيرة.
وقيل إن «الفرقة ٩٥» ليست مجرد رقم، ولكن اسمها ارتبط بالسنة التى أنشئت فيها، حيث تقول الروايات إنها أنشئت على يد المهندس خيرت الشاطر عام ١٩٩٥ مع اشتداد المطاردات الأمنية لجماعة الإخوان لمواجهة نظام مبارك، وإنه تم تدريب أعضائها تدريبًا عسكريًا مكثفًا بالخارج.