الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

"واشنطن بوست": الهدنة السورية أول اختبار لعلاقة ترامب وبوتين

ترامب وبوتين
ترامب وبوتين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رأت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية أن دخول الهدنة السورية الجديدة حيز التنفيذ يمثل اختبارا للعلاقات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وذكرت الصحيفة -في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني- أن القتال توقف اليوم الأحد جنوبي سوريا بعد دخول وقف إطلاق النار الذي تدعمه واشنطن وموسكو حيز التنفيذ، ليبشر ببدء أول محاولة للتعاون بين أمريكا وروسيا منذ تولي ترامب مهام منصبه في يناير الماضي.
ونقلت عن السكان المحليين قولهم إن الصمت خيم قبل الموعد النهائي لبدء الهدنة في المقاطعتين الجنوبيتين المشمولين بالتغطية، وأعرب السكان عن أملهم في نجاح هذه الهدنة لفترة طويلة لقمع العنف.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن الاتفاق على العمل على وقف إطلاق النار في سوريا هو أول إنجاز يتم الإعلان عنه عقب الاجتماع التاريخي الأول بين ترامب وبوتين، غير أن التفاصيل لا تزال غامضة، بل ومن غير الواضح ما إذا كان الاتفاق سيؤدي إلى تقارب أخر بشأن سبل إيجاد حل دائم للحرب السورية التي استمرت ست سنوات.
وأفادت بأن الجانبين يشيران إلى وقف إطلاق النار باعتباره "تهدئة للتوترات"، ما يعكس توقعات نجاح متحفظة بعد محاولات عدة فاشلة سابقة قام بها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، لإنهاء القتال، بالتعاون مع روسيا.
واستدركت الصحيفة قائلة إن ما يميز هذا الجهد ويجعله مختلفا هو أن جهود السلام تقودها روسيا الآن، التي تولت زمام المبادرة في الدبلوماسية الدولية بعد هزيمة المعارضة السورية في معقلهم، حلب، ديسمبر الماضي.
وأشارت إلى أن روسيا تسعى منذ ذلك الحين لقمع العنف من خلال خلق مناطق تهدئة حول سوريا بالتعاون مع القوى الإقليمية الأخرى صاحبة النفوذ في سوريا، لافتة إلى أن تعاون إيران وتركيا، وهي الدولة التي تجاور سوريا شمالا، ومحاولتهما المستمرة لإنشاء منطقة تهدئة في الشمال، قد قللت من حدة العنف هناك إلى حد ما.
وأضافت أن الأردن وإسرائيل، الدولتين الجارتين لسوريا، يوافقان على هذا الاتفاق الذي ينطبق على محافظتي درعا والقنيطرة (جنوب غربي البلاد).
وتوقعت (واشنطن بوست) أن تمارس أمريكا والأردن نفوذهما على حلفائهما من المعارضة لمراقبة الهدنة، على أن تقنع روسيا حليفها، الحكومة السورية، بوقف القتال.
وتابعت قائلة إن إيران وهي حليف الرئيس السوري بشار الأسد ليست طرفا في الاتفاق، موضحة أن طهران تمارس نفوذا واسع النطاق في المنطقة من خلال شبكتها من الميليشيات، بما في ذلك حركة حزب الله اللبناني.
ووفقا للصحيفة، ثمة مخاوف أن تعمل إيران على خنق صفقة من شأنها أن تزيد من نفوذ أمريكا بشكل كبير في هذا الجزء من سوريا.
ولا يزال يتعين وضع الكثير من التفاصيل، بما في ذلك آلية الإنفاذ، وقال مسئول أمريكي رفيع المستوى -شرط عدم الكشف عن هويته- إن التوقعات تدور حول نشر الشرطة العسكرية الروسية في المنطقة في نهاية المطاف.
إلا أنه من غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل ستقبل الوجود الروسي على طول حدودها، على خلفية المخاوف من أن روسيا لا تستطيع ولا ترغب في احتواء توسع إيران وحلفائها.
وفي السياق ذاته، نسبت الصحيفة الأمريكية إلى أحمد مسالمة وهو رجل أعمال وناشط يعيش في منطقة يسيطر عليها المعارضة السورية في محافظة درعا، القول: "لا يزال هناك الكثير من التساؤلات العالقة حول كيفية تنفيذ وقف إطلاق النار، ما يجعل السكان غير متأكدين مما إذا كان ينبغي أن يكونوا متفائلين حيال هذا الأمر من عدمه".
وأضاف: "بعض الناس متشائمون، حيث إن لدينا خبرة حيال استغلال النظام السوري وروسيا وإيران للهدنة لإعادة تجميع قواتهما والتقدم. ومن ناحية أخرى، يشعر البعض بالتفاؤل لأن بحاجة إلى الاستقرار للعودة إلى حياتهم، أملا في أن تؤدي هذه الهدنة إلى التوصل حل سياسي".