الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

السجائر المهربة تذكرة مجانية للإصابة بالسرطان.. الحدود الغربية بوابة العبور العظيم.. الشارع المصري يعج بعشرات الأنواع ومنظومة الرقابة "سداح مداح".. والصين تستحوذ على السواد الأعظم تصديريًا

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يكاد لا يمر يوم حتى تطالعنا الصحف ونقرأ أخبارًا عن محاولات إدخال سجائر مسرطنة عبر الحدود، خاصة من خلال الحدود الغربية المتأخمة مع دولة ليبيا الشقيقة والتى يخوض جيشها الوطنى حرب ضروس مع تنظيم "داعش" الإرهابي والتنظيمات التكفيرية المسلحة.


وبالرغم من محاولات الجمارك وقوات حرس الحدود المصرية السيطرة على مافيا التهريب، إلا أنه ما زال دخول السجائر المُهربة يتم عبر منافذ السلوم، فالشارع المصرى ملئ بأنواع شتى من السجائر المستوردة التي دخلت الأسواق عبر كونتيرات الموانئ لتنتشر داخل مختلف المناطق بالقاهرة والمحافظات، وبحسب الخبراء فعادة ما تكون تلك الأنواع مستوردة من دولة الصين التي تُعد الدولة الأكثر تصديرًا للسجائر.
ومؤخرًا ساهمت الجهود الأمنية في ضبط عشرات الأطنان من تلك السجائر التي لا تتوقف عن دخول البلاد في محاولات لإغراق السوق بها، ففي آخر الضبطيات خلال منتصف الشهر الماضي تم ضبط ما يُقارب 9 آلاف و250 "قاروصة" سجائر مسرطنة مُهربة من ليبيا في الوادي الجديد، وما هي إلا ساعات قليلة بعدها إلا وتم ضبط 1000 علبة سجائر مسرطنة مجهولة الهوية ببورسعيد أيضًا.
ورغم الجهود الأمنية في محاولة احتواء هذا النوع من السجائر إلا أنه من الملاحظ وجود الكثير من تلك الأنواع لدى بائعين السجائر، وهي أنواع رخيصة الثمن، مقارنة بباقي الأنواع وتنتشر داخل العديد من المحافظات والميادين العامة مثل ميدان العتبة، كما أنها غالبًا ما تُباع داخل الأكشاك.

وفي إحصائية رسمية لشركة "فيليب موريس مصر"، صدرت خلال العام الحالي، ذكرت فيها أن السجائر المهربة تصل نسبة وجودها بمصر إلى 12% من حجم سوق السجائر في مصر، وهو ما يفقد خزانة الدولة لمليارات الجنيهات سنويًا.
فتحي حسام، صاحب كشك سجائر قال: إن السجائر الصيني يوجد منها أصناف وهي متوفرة ومنتشرة بكل من يعمل في مجال السجائر، لافتًا إلى أنها تباع من خلال تُجار الجملة، ولا علم لديه بمصدرها سوى أنه يعلم أنها سجائر مهربة، مُشيرًا إلى أن تلك السجائر يكون عليها إقبال من المواطنين لا سيما مع رخص أسعارها مقارنة بالأنواع الأخرى المستوردة والمحلية، قائلا: "المواطن مبيبصش لأضرار أو عيوب لأنه عاوز يوفر ويجيب الأرخص".
وأضاف: أن "الزبون" هو ما يضطرهم لشراء تلك السجائر خصيصًا من المنافذ الأساسية بالإسكندرية والسلوم، مشيرًا إلى أن هناك الكثير من المواطنين يطلبونها، وأن تلك السيجارة يكون رائحتها ونكهتها سيئة جدًا، ورغم هذا يضطر المواطن الغلبان شرائها كنوع من الاستسهال بدلًا من شراء السجائر الأغلى سعرًا، لافتًا إلى أن مستخدميها كثيرون بصورة أكبر من السجائر الشائعة في مصر فسعر العلبة لا يتعدى 10 جنيهات.

من جانبه، قال الدكتور جمال شعبان، أستاذ أمراض القلب: إن التبغ المصنوع من السجائر في مصر يعد من أردئ وأسوأ أنواع التبغ في درجة جودته، وبالتالي فإن الأضرار تكون مضاعفة ويجعل هذا الإصابة بأمراض القلب أسهل، منوهًا بأن ذلك النوع من السجائر تعمل بجانب تسبيبها في السرطان على زيادة أيضًا معدلات الإصابة بأمراض تصلب الشرايين، حيث تحدث أزمات في الشرايين والأوعية الدموية، هذا بجانب الأمراض السرطانية التي تسببها تلك السجائر، وأنه يصبح التنفس عند المر والتوسيع وتركيب الدعامات أكثر صعوبة.



فيما أضاف الدكتور طه عبد الحميد، أستاذ الصدر بجامعة الأزهر، أن تلك الأنواع من السجائر يتم صناعتها بصورة غير مطابقة للمواصفات فإذا كانت السجائر العادية مضرة فالمهربة تكون أكثر خطرًا وضررًا لا سيما أنه يتم استخدام مبيدات ومواد كيميائية خلال عملية صناعة التبغ كما ترتفع بها المركبات الضارة مثل الرصاص مما يؤثر بشكل أساسي على الرئة والصحة العامة ومن الممكن أن يصاب المستهلك بأمراض كثيرة أبرزها سرطان الرئة.