الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

"وول ستريت": الشكوك تخيم على التوصل لحل دبلوماسي للأزمة الكورية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الضوء على الخلافات المشتعلة بين الولايات المتحدة وروسيا فى مجلس الأمن الدولي حول كيفية الرد على برنامج كوريا الشمالية للأسلحة النووية، في مواجهة تلقي بظلال من الشك على الآمال الأمريكية فى التوصل إلى حل دبلوماسي دولي للأزمة المتنامية.
وذكرت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته على موقعها الالكتروني اليوم الخميس - إن مواجهة الليلة الماضية بين الدبلوماسيين جاءت قبل يومين فقط من اللقاء المرتقب الأول بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير على هامش قمة مجموعة الدول الـ 20 الكبرى فى ألمانيا، مما يرفع سقف المخاطر لكلا الزعيمين إلى جانب الصين، التي ستشارك في الاجتماع الدولي.
وأضافت أنه في أعقاب إطلاق كوريا الشمالية في الرابع من يوليو لصاروخ باليستي عابر للقارات، اعتبره مسئولون أمريكيون أنه قادر على الوصول إلى ولاية الاسكا، تحدث مسئولون أمريكيون عن التهديدات المباشرة للعمل العسكري فى وقت يحاولون فيه تنظيم عمل دولي منسق.
وفي الأمم المتحدة، حذرت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي الدبلوماسيين بأن "الوقت غير كاف" للعمل الدبلوماسي، قائلة إن ادارة ترامب مستعدة لاستخدام القوة العسكرية إذا فشلت القيود العقابية في ردع كوريا الشمالية عن خططها لامتلاك سلاح يمكنه أن يستهدف الولايات المتحدة.
وفي سول، أكد قائد القوات الأمريكية فى كوريا الجنوبية الجنرال فنسنت بروكس استعداد كوريا الجنوبية والولايات المتحدة لخوض حرب مع الشمال اذا ما صدر الأمر بذلك.. مضيفا أن "ضبط النفس، وهو اختيار، هو كل ما يفصل بين الهدنة والحرب. نحن قادرون على تغيير خيارنا عندما يصدر الأمر، سيكون خطأ فادحا أن يعتقد أي شخص عكس ذلك".
وأعادت الصحيفة الأمريكية إلى الأذهان أن مسئولين أمريكيين لطالما قالوا منذ سنوات إن نتائج الهجوم على كوريا الشمالية ستكون مدمرة، إذ أن بيونج يانج سوف تشن هجوما مضادا على كوريا الجنوبية وربما اليابان.
ويتوقع بعض المحللين أن يتخذ العمل العسكري أشكالا شتى، ورجحت الصحيفة الأمريكية أن يكون من بين خيارات العمل العسكري: شن غارة جوية محدودة تستهدف البنية التحتية النووية أو مرافق الصواريخ في كوريا الشمالية، مشيرة إلى أن مدى نجاح مثل هذا الهجوم في تعطيل البرنامج النووي لبيونج يانج يعتمد إلى حد كبير على نوعية المعلومات الاستخباراتية الأمريكية واستخبارات الدول الحليفة بشأن المواقع النووية والصاروخية، وهناك خيار اخر أقل احتمالا، ولكنه ممكن أيضا، ألا وهو شن هجوم يهدف إلى استهداف قيادة البلاد.
وفي السياق نفسه، نقلت (وول ستريت جورنال) عن مسئولين عسكريين أمريكيين، قولهم أمس إن أحدث تجارب الأسلحة فى كوريا الشمالية اشتملت على نوع جديد من الصواريخ يمكن إطلاقه من موقع متنقل مما يعزز وجهة النظر فى واشنطن بأن برنامج بيونج يانج النووي يشكل تهديدا متزايدا.
وفي مؤتمر صحفي عُقد أمس الأول، قال مسئولون في البنتاجون إن سلاح كوريا الشمالية المحتمل هو سلاح لم يشهده مسئولون أمريكيون منها من قبل. وقال المتحدث باسم البنتاجون جيف ديفيس إن الصاروخ ذي المرحلتين تم إطلاقه من موقع معروف باسم مصنع بانجيون للطائرات والذي يبعد حوالى 60 ميلا شمال بيونج يانج.
وأعلنت الولايات المتحدة في جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي أنها ستقدم قرارا جديدا فى غضون أيام لتشديد العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية وتوسيعها، ردا على إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ عابر للقارات.
غير أن روسيا والصين شكلتا جبهة موحدة ضد أمريكا وحلفائها، وقالتا إنهما ستعارضان بشدة فرض عقوبات جديدة أو إجراء عمل عسكري، على أن تقدما خطة مشتركة تدعو إلى الحوار والى توقف متواز للعمليات والتدريبات العسكرية من جانب كل الأطراف، بما في ذلك الولايات المتحدة، في شبه الجزيرة الكورية.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن روسيا والصين تمتلكان حق الفيتو، باعتبارهما عضوين دائمين في مجلس الأمن ويتمتعان بنفوذ كبير على كوريا الشمالية.
وردت السفيرة الأمريكية هالي على معارضة روسيا والصين، بالإشارة إلى استعداد أمريكا لطرح القرار للتصويت حتى لو لم يتم التوصل الى توافق في الآراء، في تحرك غير عادي في هيئة دبلوماسية تهتم عادة بتنسيق نصوص القرارات وراء الأبواب المغلقة لكي تبدو موحدة.
وقالت هالي: "استخدموا حق الفيتو وأوقفوا القرار إذا كنتم راضين عن تصرفات كوريا الشمالية وإذا كنتم تريدون أن تكونوا أصدقاء لها"، مضيفة أنه إذا تم عرقلة اقتراح الولايات المتحدة، فإن واشنطن ستمضي في طريقها.
واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها بالقول إن أي عمل عسكرى علني من شأنه المخاطرة بأن يفسر النظام الكورى الشمالى الهجوم على أنه تهديد وجودي، وبالتالي يرد بالقوة التى يمكن أن تسفر عن مقتل ملايين من الأشخاص فى شبه الجزيرة الكورية، بما فى ذلك بعض القوات الأمريكية البالغ عددها 28 ألف و500 جندي متمركزة فى كوريا الجنوبية. وقد حذر وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس أن الحل العسكري سيكون "مأساويا على نطاق لا يصدق".