تتصبب عرقا.. تملأ الجو ضجرا.. وتتحدث بسخط عن حرارة الجو.. هناك آخرون راضون بالجحيم لأن فيه رزقهم.. عمال المحاجر يتجرعون البرد القارس فى الشتاء وينصهرون تحت أشعة الشمس فى الصيف.. هذا بخلاف مخاطر الموت الذى يحاصرهم أينما ولوا وجوههم.
سليمان محمد سليمان من رأس سدر يقول: «أكل العيش مر.. فنحن نعانى أشد المعاناة والمعيشة فى المحاجر صعبة للغاية فلا توجد مياه ولا كهرباء أو أى وسائل تساعد على الحياة، مما يضطرنا للنزول إلى المدينة لشراء لوازمنا والتى أصبحت كل يوم بسعر مختلف، فما نشتريه اليوم بسعر ما تجده فى الغد زاد سعره».
وأكد سليمان أن أقل محجر به ١٥٠ عاملا، كل واحد فيهم خلفه أسرة وأطفال يحتاجون إلى مأكل ومشرب وكلها نفقات تحتاج إلى أموال حتى أصبح أكبر هم يشغل العامل حاليا هو كيف يوفر قوت يومه له ولأولاده».
ويختتم سليمان: «الحرارة الحارقة فى المحاجر لا يتحملها بشر وبحكم عملنا لا نجد لنا ساترا فى الجبال أو الصحراء ومنا من يتصرف فيقيم له أى ساتر يحميه من لهيب الشمس بأن يستخدم إطارات النقل القديمة كقائمين ويغطيهما من أعلى ويحتمى بداخلهما».