الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

انتشار ظاهرة "الأزواج الدواعش".. أطباء نفسيون: ذبح الزوجات وضربهن أكثر صور العنف ضد المرأة ضراوة.. وعلماء اجتماع: المخدرات والبطالة وتدني المستوى التعليمي أبرز الأسباب

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة "الأزواج الدواعش"، حيث تزايدت حالات ذبح النساء على يد أزواجهن، ويعتبر العنف ضد المرأة هو أي سلوك صدر من الرجل بطابع فردي أو جماعي، وبصورة فعلية أو رمزية، أو على شكل محاولة، أو تهديد أو تخوف أو استغلال أو التأثير في الإرادة، في المجالات الأسرية أو المجتمعية أو المؤسسية، سواء أكان ھذا الرجل أب، أخ، عم، خال، زوج، ابن، زميل، أو أي رجل آخر قريب أو غريب بقصد إيذائها جسديا أًو جنسيا أًو نفسيا أًو لفظيا، أو بقصد التحقير والحط من شأنها أو الانتقاص منها، أو انتهاك حقوقها الإنسانية أو القانونیة، مما یتسبب في إحداث أضرار مادیة أو معنویة أو كليهما بغیة تحقيق غرض شخصي لدى المعنَفِ ضد المرأة الضحیة.
فى عام تمكين المرأة مازال العنف يتزايد ضد المرأة فى كل شرائح المجتمع سواء في العمل أو في البيت والشارع والنادى بشكل غير مسبوق، والذى يعود إلى عدم وجود رادع، وصمت المرأة وسكوت صوتها المعارض لما يحدث ضدها يوميا، وفى كل مكان تذهب إليه وقبولها للعنف الذي تتعرض له، يعد من أهم الأسباب التي أدت إلى انتشار وتفشي هذه الظاهرة، لأن المعتدي لم يجد أن نوع من الرفض أو المقاومة لما يقوم به، مما أدى إلى تماديه واستمراره في القيام بأعمال العنف ضد المرأة.

وفى مسرح الجريمة تضاعفت جرائم العنف ضد المرأة من القتل والاغتصاب والتحرش ودراسات وابحاث العنف ضد المرأة المدرجة في المركز القومى للبحوث الجنائية، يؤكد ذلك حيث يقتل الرجل زوجته أو أخته أو أمه أو خطيبته لمجرد الشك فيها حتى قبل الحصول على دليل يثبت سوء سلوكها، وعدم اتفاق تصرفاتها مع التقاليد الصارمة على المرأة فقط، في حين يعطى المجتمع متسعا من الحرية في التصرفات جعلته ديكتاتورا لا يرد له كلمة، ولا يحاسبه أحد على عنفه ضد المرأة .
ودليل العنف الإجرامى الظالم من الرجل ضد المرأة هو قتل زوج لزوجته بـ 11 طعنة نافذة بمنطقة الرقبة، بعدما فشلت في مقاومته، كما سدد المتهم للطفلة الصغيرة، وتركهما غارقين فى دمائهما وفرّ هاربا واعترف بقتله المجنى عليها لشكه فى سلوكها، ونجلته الصغيرة؛ بسبب شكه فى نسبها.
هناك نقصًا واضحًا فى المعلومات حول ظاهرة العنف ضد النساء فى مصر فتتباين نسبة ما تتعرض له النساء من تحرش، ولكن النسبة التى عليها اتفاق تقريبي هى 83% الى 90% من النساء، والغالبية العظمى من هذه النسبة تكون فى الشارع بنسبة 91% تليها وسائل المواصلات لافتة الى أن نسبة التبليغ فى قضايا التحرش لا تتعدى 5.4%، وأوضحت أن قضية ضرب الزوجات من أكثر صور العنف على مستوى العالم وفى مصر الدول العربية يتزايد فى الطبقات الفقيرة التى دمرتها المشاكل الاقتصادية نفسيا. 
وبلاغ يتهم عاملا بمستشفى السرايا بمنطقة سموحة شرق الإسكندرية بمحاولة هتك عرض مريضة، والتحرش بأخرى داخل غرفة العمليات عقب إجراء جراحة ولادة قيصرية للمريضتين، ونتساءل ما الذى أصاب الرجال وشهواتهم الجنسية أصبحت هى المحرك الرئيسى لتصرفاتهم تجاه المرأة حتى ولو كانت طفلة لا تغرى ولا تحرك الغرائز .
وأبشع عنف هو استدراج الطفلة، أثناء لهوها أمام منزلها، إلى إحدى الغرف المهجورة، والتعدى عليها جنسيا، والمتهم اعترف أثناء التحقيقات، أن الطفلة كانت ترتدي "بامبرز"، ونزعه عنها قبل اغتصابها، وهرب فور مشاهدتها تنزف في بلقاس بمحافظة الدقهلية.

أكدت الدكتورة نادية حليم، أستاذ علم الاجتماع ومنسق برنامج بحوث المرأة بالمركز الاجتماعى للبحوث الاجتماعية والجنائية –أن جريمة القتل من زوج يقتل زوجته هو مجرم بالميلاد، بمعنى أن الإجرام بداخله مورث من جينات الأب والأم، وأضافت أن هناك عوامل أخرى تتعلق بانتشار المخدرات التى يتعاطاها الأفراد بمختلف أعمارهم هروبًا من ضغوط قد تواجههم، كذلك فإن انتشار البطالة تمثل سببًا فى وجود ظواهر العنف داخل المجتمع حيث تجعل النفوس مضطربة وسلوكيات الأفراد غير سوية. 
وأشارت إلى أن منظمة الصحة العالمية خلصت دراسة أجرتها في بلدان متعددة إلى أنه من عوامل الخطر التي تؤدي بالفرد إلى ارتكاب العنف ضد المرأة تدني مستوى التعليم، والتعرض للإيذاء في مرحلة الطفولة أو مشاهدة حالات من العنف المنزلي الممارس ضد المرأة
وأكدت الدراسة أن العنف الممارس ضد المرأة يؤدى إلى تكبد تكاليف اجتماعية واقتصادية ضخمة تخلف آثارًا عديدة على المجتمع كله؛ فقد تعاني النساء من العزلة وعدم القدرة على العمل وفقدان الأجر ونقص المشاركة في الأنشطة المجتمعية وعدم التمكن من الاعتناء بأنفسهن وأطفالهن إلا بشكل محدود.
وهناك أسباب لظاهرة العنف بعد الثورة منها ما يتعلق بالدولة وعلاقتها بالأفراد والتخبط الذى تشهده، بالإضافة إلى عدم وضوح الرؤية السياسية، حيث إن السياسة ليست بعيدة عن الظواهر المجتمعية، كما يعتقد البعض.