الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

فرانز كافكا.. "دانتي" القرن العشرين

فرانز كافكا
فرانز كافكا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ولد بالقرب من ساحة المدينة القديمة في العاصمة التشيكية براغ، والتي كانت آنذاك جزءًا من الإمبراطورية النمساوية المجرية، وكان ابنًا لعائلة ألمانية من الطبقة الوسطى تنحدر من أصول يهودية؛ وكان والداه لهما 6 أبناء كان هو أكبرهم، وكان في طفولته وحيدًا بعض الشيء، حيث إن والديه كانا يغيبان كثيرًا وينشغلان بالأعمال التجارية للعائلة، وكانت أمه تعمل لما يصل إلى 12 ساعة يوميًا، أما الأطفال فكان يهتم بهم الخدم؛ إنه فرانز كافكا المولود في في مثل هذا اليوم 3 يوليو 1883.
جاءت علاقة "كافكا" بوالده المضطربة واضحة في كتابه "رسالة إلى أبيه" في أكثر من 100 صفحة، الذي ذكر فيه أنه تأثر بشدة بشخصية والده الاستبدادية المتطلبة، ويظهر تأثير شخصية والده كما وصفها واضحًا في أعماله، بينما كانت والدته هادئة وتتصف بالخجل.
ارتاد فرانز مدرسة ابتدائية ألمانية للبنين، إلى جانب تلقيه دروسًا دينية يهودية انتهت ببلوغه الثالثة عشرة، واحتفاله بالبلوغ، بعد ذلك التحق بمدرسة ثانوية أكاديمية داخل قصر كينسكي في ساحة المدينة القديمة في براغ، وكانت الألمانية هي لغة التدريس، ومع ذلك فقد كان قادرًا على التحدث والكتابة بالتشيكية، وظل يدرس في الثانوية لمدة 8 سنوات؛ ثُم درس بجامعة شارلز- فيردناند الألمانية في براغ، وبدأ بدراسة الكيمياء، ولكنه سرعان ما تحول إلى دراسة القانون بعد أسبوعين، وبرغم أن المجال لا يريحه لكنه فعلها حسبما أراد والده، وكان يدرس بالتوازي فصولا في تاريخ الفن والدراسات الألمانية، وانضم إلى نادٍ طلابي عُرف باسم "قاعة قراءة ومحاضرات الطلاب الألمان"، والذي عمل على تنظيم عدد من النشاطات الأدبية.
بعد خدمته الإلزامية عمل كافكا في شركة تأمين إيطالية في مكتبها في براغ، غير أنه خلال هذه الفترة كان من الصعب عليه التركيز على الكتابة التي ازداد اهتمامه بها، وأدى ذلك في النهاية إلى استقالته من العمل لينتقل إلى "مؤسسة التأمين على حوادث العمال"، والتي كانت مواعيدها تسمح له بممارسة الكتابة بحرية.
ازداد مرض "كافكا" سوءًا، فعاد إلى براغ بعدما كان موجودًا في برلين، حيث قامت عائلته وخاصة أخته أوتلا بالاهتمام به ورعايته. ومن ثم ذهب كافكا للعلاج إلى مصحة بالقرب من فيينا، وتوفي هناك في 3 يونيو عام 1924 وهو يقترب من سن الحادية والأربعين، وبعد وفاته نُقلت جثته إلى براغ حيث دُفن هناك.
وأجمع الكثيرون أن كافكا يُعتبر من أهم الكتاب في القرن الماضي، فقد لقب بـ "دانتي القرن العشرين"، وله تأثير عميق على مسيرة الأدب والفن بشكل عام، حيث تأثر به كبار مثل جان بول سارتر، وجابريل جارسيا ماركيز، وتناول العديد من المواضيع من أهمها البيروقراطية وتأثيرها على حياة المواطن، ولولا أن صديقه "ماكس برود" خالف وصيته التي تقتضي بحرق جميع أعماله بعد موته، وأن بعض مذكراته ومسوداته حفظتها إحدى عشيقاته ما كانت أعماله لتصل إلى القارئ.
وتُعد أشهر وأهم أعمال كافكا هي رواية "المُحاكمة" التي تحكي قصة شخص يدعى "جوزيف كي" الذي يستيقظ ليجد بالباب رجلين يخبرانه بأنه مطلوب للمحاكمة، ولكنهما لم يبينا له نوع جريمته التي يستوجب عليها المحاكمة؛ وتتطور الأحداث ليحاول بشتى الطرق أن يحصل على حكم ببراءته، سواءً بنفسه أو من خلال محاميه ولكن دون أن يعرف تهمته، وتتحرك عجلة الأحداث بشكل سريع ومتواصل؛ حيث كان كافكا من خلال كتاباته يُقّدم منظورًا جديدًا كليًا، من خلال منظور مُميز، وكان في أعماله الكثير من النقد للبيروقراطية.