الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"حصاد الكتب".. دعم الثقافة ينتقل إلى المؤسسات الخاصة

الدكتور عاطف عبيد
الدكتور عاطف عبيد رئيس مجلس إدارة مؤسسة بتانة الثقافية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع مطلع تسعينيات القرن الماضي، جاء مشروع "القراءة للجميع" التى تبنته الحكومة المصرية، مستهدفا نشر القراءة وتنمية الفكر والثقافة بين قطاعات المجتمع المصري كل ونجح في لك على مدار 20 عاما عبقرية الفكرة ونجاحاتها الملموسة على أرض الواقع خلال السنوات الماضية جعلتها تنتقل إلى إمارة الشارقة من خلال مشروع مهرجان الشارقة القرائي للطفل محة عن مهرجان الشارقة القرائي للطفل إلى استهدف غرس حب القراءة في الأطفال وتثقيف الذات منذ الصغر ونجح في اجتذاب أكثر من 306 آلاف زائر واستضافة 123 عارض متخصص في ثقافة الطفل وامتاع زواره من خلال 2093 فعالية تعليمية؛ وجعل الشارقة تفوز بلقب عاصمة العالم للكتاب للعام 2019؛ وأصبح ضرورة الدعم الثقافي والقراءة بالتحديد خطوة أساسية لتحقيق النجاح في سوق نشر الكتب وانطلاقها؛ فلا يوجد نشاط ثقافي في أمة لا تقرأ؛ من هذا المنطلق تبنت عدد المؤسسات الخاصة ودور النشر أن تضع على عاتقها مسئولية دعم نشاط القراءة في مصر؛ كان آخرها تلك المبادرة التي أطلقتها مرؤسسة بتانة الثقافية تحت عنوان "حصاد الكتب" وهي مسابقة تستهدف منح مالية لقراء الكتب من خلال تقديم ملخص للكتاب المقروء ومنح جائزة للأفضل تلخيص قيمتها 10 آلاف جنيه.
وقال الدكتور عاطف عبيد رئيس مجلس إدارة مؤسسة بتانة الثقافية أن هناك مشروعات عديدة حاولت التشجيع على القراءة، ومعظمها يعمل على إتاحة الكتاب بسعر جيد، لكن في كثير من الأحيان تتكدس المكتبات في البيوت بكتب رخيصة دون أن تقرأ، وفي أحسن الأحوال تقرأ قراءة سريعة بلا فائدة حقيقية، ومن هنا جاءت فكرة المسابقة التي تتلخص في تشجيع القارئ على الاستيعاب الكامل لما يقرأ والتفاعل معه، وكتابة ملخص لما قرأه مشيرا إلى أن المبادرة لم تأت من فراغ فقد سبق أن قدمت المؤسسة مبادرة كتاب ورغيف التي أتاحت مجموعة كبيرة من الكتب القيمة بتخفيض يصل إلى 90%.
وأوضح أن المسابقة تتيح الفرصة للقارئ النشط أن يشارك بأكثر من كتاب، بشرط أن تكون مقدمة خصيصًا للمسابقة، ولم يسبق نشرها من قبل عبر وسيط مطبوع أو إلكتروني. أما قيمة الجائزة الأولى المرتفعة بالنسبة لهذا النوع من المسابقات، فالهدف منها التشجيع على المشاركة، ورفع سقف المنافسة، كما أنه من المجدي حتى للمثقفين ومحترفي الكتابة النقدية أن يشاركوا.
وأضاف أن المسابقة بدأت من أول يوليو وتستمر لمدة شهرين، ويتم التقدم بالملخصات وعرضها عبر الفيس بوك لتحكيم الجمهور طوال شهر سبتمبر، وتتم التصفية النهائية اعتبارا من أول أكتوبر لتعلن النتيجة يوم 5 أكتوبر، وتوزع الجوائز في حفل يقام لهذا الغرض.
 ويتم الاشتراك في المسابقة من خلال الدخول إلى موقع المؤسسة المنظمة ومنه إلى مسابقة حصاد الكتب، والقيام باختيار كتاب أو أكثر وشرائها عبر الموقع من بين قائمة تضم خمسين كتابا متنوعة بين الآداب والفكر والفنون ومختلف فروع المعرفة، وهي من ضمن الإصدارات الحديثة لعدد من دور النشر المصرية والعربية، ومن ثم يتم إرسال الملخص عبر الموقع، ليعرض للجمهور لتحكيمه خلال المواعيد الموضحة.
فكرة "عبيد" ربما كانت الأولى في مجال دعم القراءة على مستوى المؤسسات ودور النشر الخاصة؛ لكن مساهمات القطاع الخاص في دعم الثقافة المصرية عموما باتت ملحوظة خلال السنوات الأخيرة وبالتحديد عقب ثورة يناير واختفاء تأثير المشروعات الثقافية القومية مثل "القراءة للجميع" الذي تبناه نظام مبارك السابق؛ فظهر مهرجان القاهرة الأدبي الذي تنظمه دار صفصافة للنشر لمؤسسها محمد البعلي بالتعاون مع عدة مؤسسات أخرى واستهدف جذب الكتاب من مختلف أنحاء العالم لعقد ندوات حول كتبهم وترويجها بالقاهرة ويتيح للقراء أن يلتقوا بكتابهم من خلال تلك الندوات؛ أيضا تأتي مؤسسة ساويرس الثقافية لتسلط الضوء بقوة على المكتاب والمؤلفين والمبدعين والباحثين الشباب المصريين من خلال جائزتي ساويرس الثقافية وجائزة أحمد فؤاد نجم لشعر العامية؛ وتأتي مؤسسة المورد الثقافية كإحدى أبرز المؤسسات التي تطلق مبادرات ضخمة في دعم الثقافة كان آخرها مبادرة مدد وكان شعارها مبادرة دعم الثقافة المصرية في كل الجوانب منها عروض مسرحية، تدريب في الفنون، ندوات أدبية، حفلات موسيقية، مهرجانات واحتفالات شعبية، برامج فنية وثقافية في المدارس، اكتشاف مواهب فنية جديدة، عروض سينمائية، معارض فنون، إلخ، لجمهور القرى والمدن الصغيرة والأحياء العشوائية والفقيرة.