منذ ثلاثة عقود، تحول تقييم الأعمال الفنية، وبالأخص السينمائية إلى تقييم مادي من خلال لغة الأرقام التي تعبر عن نسب المشاهدة ونسب الإيرادات المالية للعمل السينمائي، وأصبح الفنان، أو النجم هو من يحقق نسب مشاهدة عالية وإيرادات مالية كبيرة، بعيدًا عن التقييم الفني للعمل، سواء كانت هذه الإيرادات.
وظهر ذلك بوضوح خلال هذا الموسم السينمائي لعيد الفطر، الذي يشارك فيه خمسة أعمال سينمائية ضمت كبار نجوم الفن وهي أفلام "هروب اضطراري"، "جواب اعتقال"، "عنتر بن ابن ابن شداد"، "تصبح على خير"، "الأصليين"، وهى الأعمال التي تتنافس على تحقيق أكبر نسبة إيرادات مالية من خلال منافذ العرض السينمائية المختلفة.
ويبدو أن حمى أعلى الإيرادات التي يهتم بها، ويحققها النجم محمد رمضان، أحد المشاركين في السباق السينمائي، انتقلت إلى باقي المشاركين في الموسم الحالي، حيث نجح فيلم "هروب اضطراري" فى تحقيق أعلى إيرادات والحصول على المركز الاول خلال أيام العيد، وجاء فيلم "جواب اعتقال" على المركز الثاني من حيث الإيرادات، إلا أن فريق عمل فيلم "تصبح على خير" الذي قام ببطولته المطرب تامر حسني والممثلة مي عمر، وتحديدًا شركة "فالكون فيلمز" المنتجة للفيلم أصدرت بيانا رسميا ليضع فيلم "تصبح على خير" في الترتيب الأول من حيث الإيرادات بحصوله على 60 مليون جنيه.
ويعد هذا الرقم بالمقارنة بعدد دور العرض السينمائية في كل البلدان العربية خارج مصر، إلى جانب نسب الإقبال الجماهيري الذي يختلف في الدول العربية عن مصر، نجد أن هذا الرقم مبالغ فيه للغاية، فمن المفترض حسب بيان الشركة أن يكون الفيلم قد حقق 20 مليون جنيه في كل يوم من أيام العيد الثلاثة، وهو من الأمور غير المنطقية وغير المسبوقة بالنسبة لإيرادات التوزيع الخارجي لباقي الأفلام سواء في هذا الموسم أو المواسم السابقة.
فدور العرض السينمائية في كل الدول العربية لا يتعدى عددها نصف عدد دور العرض السينمائية داخل مصر، إلى جانب أن دور العرض العربية لم تفتح شاشاتها لفيلم "تصبح على خير" فقط، فهناك أربعة أعمال أخرى لمجموعة كبيرة من النجوم، تشارك من خلال هذه القاعات السينمائية في الدول العربية، وهو ما يضع الشركة وصناع الفيلم في مأزق لما نشرته حول تحقيق العمل لهذا المبلغ خلال ثلاثة أيام وبالأخص مع حصول الفيلم داخل مصر على المركز الثالث من حيث الإيرادات السينمائية.
"تصبح على خير" بطولة تامر حسني، نور، درة، محمود البزاوي، مي عمر، من إنتاج وليد منصور، وإخراج محمد سامي.
