الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

نيولوك القاعدة بقيادة أيمن الظواهري يتخطى حدود شبه القارة الهندية

أيمن الظواهري
أيمن الظواهري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في تسعينيات القرن العشرين ظهر تنظيم القاعدة في أفغانستان بعد دحر الغزو السوفييتي لها، كان انتشار القاعدة لا يتجاوز النطاق الجغرافي لأفغانستان وبعض المناطق في باكستان، لكن مع اتساع رقعة العنف وانتشارتنظيم القاعدة رغم الحرب التي شنتها واشنطن عليه ومطاردته في جبال تورا بورا، امتد هذا التنظيم على الشبكة العنكبوتية وتفرعت منه تنظيمات شتى في أنحاء مختلفة من العالم الإسلامي وأصبح له مريدين ومتعاطفين وفدائيين أيضا حتى دون الجلوس مع أي قادة تنظيميين.
وفي سبتمبر من العام 2014 أعلن زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري إنشاء فرع للقاعدة في شبه القارة الهندية يحمل نيولوك جديد بأهداف جديدة.
وفي إصدار طويل لمؤسسة السحاب الجناح الإعلامي للتنظيم، بعنوان "واعتصموا بحبل الله جميعا"، قال الظواهري إن الجماعة الجديدة لا تعترف بالحدود بين بلدان شبه القارة الهندية، وتدعوا إلى نبذ الديمقراطية والدعوة للوحدة بين المسلمين، كما عين الظواهري الباكستاني من أصل باشتوني عاصم عمر أميرا للجماعة الوليدة.
خلال الأيام الماضية، أصدر فرع التنظيم في شبه القارة الهندية، لائحة العمل الخاصة به والتي عكفت قيادة التنظيم على صياغتها، ووضع خطط عمل لها في الفترة المقبلة، وتنفرد البوابة بنشر تفاصيل اللائحة الداخلية للتنظيم بعد حصولها على نسخة منها.
نطاق عمل الجماعة
بحسب اللائحة الداخلية للجماعة فإنها تأسست بعد اندماج عدد من المجموعات المقاتلة في شبه القارة الهندية، والتي ارتبطت بعلاقات وثيقة مع القاعدة قبيل الإعلان الرسمي عنها، وتقول الجماعة إن نطاق عملها يشمل شبه القارة الهندية عموما ودول با كستان والهند وبنجلاديش وبورما خصوصًا.
وأضافت أنها اتخذت من رسالة أيمن الظواهري التي أصدرها في وقت سابق بعنوان "التوجيهات العامة للعمل الجهادي" مرشدًا في إعداد اللائحة الداخلية الجديدة.
الهيكل التنظيمي للقاعدة الجديدة
يعد أمير الجماعة هو أعلى قائد لها ويعاونه نائب الأمير، يليه مجلس شورى الجماعة الذي يتم اختياره من كبار أعضائها الحاصلين على موافقة مباشرة من أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة الأم، ولجنتين منفصلتين هما اللجنة العسكرية المسئولة عن العمليات القتالية، اللجنة الشرعية التى تهتم بالأمور الدينية ويجري اختيارها من العلماء والطلاب الكبار التابعين للجماعة ومهمته إعطاء الفتاوى والتأصيل الشعرى لأفعال الجماعة.
مقاصد "القاعدة في شبه الجزيرة الهندية"
بحسب لائحة عمل الجماعة فإن لها 9 مقاصد رئيسة أبرزها السعي لتطبيق "الشريعة"، وإقامة ما تسمى بـ"الخلافة الإسلامية" ودعم حركة طالبان الأفغانية والدفاع عنها وتحرير المسجد الأقصى على حد تعبيرهم، وهي نفس مقاصد تنظيم القاعدة الأم.
ولا تختلف مبادئ الجماعة الجديدة عن مبادئ تنظيم القاعدة لكنها أعلنت في وثيقتها الجديدة انها ستقوم باختيار الأهداف التابعة لأعدائها وضربها بالطريقة التي تراها مناسبة للحصول على أفضل النتائج بأقل الوسائل.
العلاقة بحركة طالبان
أعلنت القاعدة في شبه الجزيرة الهندية بيعتها لزعيم حركة طالبان الجديد هبة الله أخوندزاده، عن طريق بيعتها لأيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، وقالت الجماعة إنها تسير على نفس النهج الذي سار عليه أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة السابق ببيعته للملا محمد عمر زعيم حركة طالبان الأسبق.
وقالت الجماعة: إن من أكبر أهدافها دعم حركة طالبان والدفاع عنها وتقويتها، مضيفةً انها رغم مقاتلتها لمن وصفتهم بالأعداء خارج أفغانستان فإنها ملتزمة بالقتال جنبًا إلى جنب مع حركة طالبان في داخلها.
العلاقات مع الأطراف الأخرى
نصت لائحة العمل الجديدة على 13 مبدأ للتعامل مع مخالفيها ومع عامة المسلمين، مشيرة إلى أن من واجبها القتال للدفاع عن المسلمين في شبه القارة الهندية سواء أكان ذلك القتال ضد الحكومات أم غيرها.
وأوضحت أن من واجبها القتال لإسقاط الأنظمة الحاكمة ودفع الناس للوقوف معها وتأييدها، ملمحمة إلى أنها ستحاول استمالة القبائل الباكستانية في المناطق الحدودية وتحييد بعضها عن القتال ضد تنظيم القاعدة.
أهداف عسكرية
حددت الجماعة 3 أهداف رئيسة لاستهدافها خلال المرحلة المقبلة وهي الأهداف العسكرية في باكستان والأهداف في الهند وبورما وبنجلاديش بالإضافة للقتال مع حركة طالبان في أفغانستان.
وتذكر الجماعة فى لائحتها أن عددا من مقاتليها متواجدون بالفعل داخل أفغانستان للقتال مع حركة طالبان.
وأكدت أنها ستتبع نفس استراتيجية أسامة بن لادن الأب الروحي للتنظيم، في القتال داخل باكستان وستركزعلى استهداف الأمريكان ومواطني الدول الغربية والنظام الباكستاني، معتبرة أنه لا يمكن تحرير كشمير ولا الأراض الباكستانية الأخرى إلا بعد إسقاط النظام.
ووضعت الجماعة فى أولوياتها استهداف القوات الحكومية في باكستان ومن بينها ضباط وموظفي وكالات الاستخبارات خاصة مثلISI، وMI،و FIA،و CID،وIB، ضباط المراتب العليا للقوات العسكرية: البرية، والجوية، والبحرية C ـ F، ضباط المراتب العليا بأجهزة أمن الدولة مثل رينجرز،و CTD،والشرطة، الوزراء وكبار موظفي الحكومة، والسياسيون، ضباط الجيش المتقاعدون والحكام السابقون الذين شاركوا فى الحرب ضد التنظيم بالإضافة لمن وصفتهم بشاتمو الرسول، والملحدين.
كما ألمحت الجماعة إلى أنها ستقوم بمهاجمة السجون لتحريرالمعتقلين من أفرادها.
وبالنسبة للأهداف داخل الهند، قالت الجماعة إنها ستستهدف المصالح الأمريكية والإسرائيلية وأجهزة الدولة الهندية خاصة قادة الجيش والشرطة والاستخبارات بالإضافة لقادة الطوائف الهندوسية، بينما ستركز الجماعة على استهداف الجيش البورمي والمليشيات البوذية المسلحة التي تحارب المسلمين في إقليم أركان على حد وصف الجماعة.
وأوضحت الجماعة أنها لن تقوم باستهداف عامة المخالفين ممن لم يحملوا السلاح أو النساء والأطفال، كما لن تقوم بتفجير المساجد والجنائز والأسواق العامة، مضيفة أنها لا ترى تفجير الأضرحة حاليا لكنها ستقوم باتخاذ إجراء مناسب ضدها في وقت لاحق.
الموقف من الشيعة والقاديانية والأحزاب العلمانية
أكدت جماعة القاعدة فى شبه الجزيرة الهندية انها ترى الطائفة الشيعية الرافضة والقاديانية والاسماعيلية كفارًا في حكم الشريعة، ولكنها لن تقوم باستهدافهم إلا بعد أن تنهي معركتها مع الأنظمة الحاكمة موضحةً أنها ستقوم بقتالهم إذا وقفوا ضدها في أي وقت.
وتابعت: نعتقد أن القيادات العليا للجماعات العلمانية التي تظهر عداوتها للشريعة علنا وتريد تطبيق القوانين الكفرية في مقابل قانون القرآن تنتمي إلى "طائفة الردة" ويجوز قتلهم.
ولکن اتخاذ القرار عن من يجب قتله، ومتى، ومن لا يجب سيكون بإذن قيادة الجماعة العليا وقيادة الجماعة ستتخذ الخطوات ضدهم بالنظر إلى المصالح والمفاسد -على حد وصفها.
وقالت إنها ستقوم بمهاجمة قيادة الأحزاب العلمانية وأفرادها سواء كانت تلك الاحزاب جزءًا من الحكومات حاليا أو سبق لها المشاركة فيها في وقت آخر.
الموقف من الديمقراطية
اعتبرت الجماعة أن الديمقراطية "كفر"، ودعت الأحزاب التابعة للجماعات الإسلامية فى شبه القارة الهندية إلى عدم المشاركة فيها، لكنها لم تكفر جميع الداخلين في العملية الديموقراطية ولم تعلن عن نيتها لاستهدافهم.
التعامل مع الأسرى
خصصت الجماعة الباب التاسع من لائحة العمل الجديدة للحديث عن الأسرى من الأعداء، قائلة إنه لا يحق لأحد اتخاذ القرار بشأن أسرى العدو والمستسلمين منهم إلا أمير الجماعة ونائبه، ويمنع سواهما التصرف بهذا الشأن، مضيفة أنه يجب على الأمير أو نائبه استشارة مسئول اللجنةالشرعية ومسئول اللجنةالعسكرية قبل الفصل في الأمر.
ولفتت إلى انها ستقوم غالبا بمبادلة الأسرى بأسرى آخرين أو بالمال أو قتلهم أو التخلى عنهم، لكنها استبعدت القتل فى حالة أسلم أحد الأسرى بعد أسره وذلك وفقا للائحة الجماعة.
التعامل مع الجماعات الجهادية
وضعت القاعدة فى شبه الجزيرة الهندية 11 مبدأ للتعامل مع الجماعات الجهادية الأخرى،أبرزها اللسعى إلى خلق جو إيجابي معها وتوحيد الجهود في القتال ضد القوات الباكستانية ودعوتها لمبايعة حركة طالبان الأفغانية، والاستناد إلى لائحة العمل الجديدة.
كما دعت الجماعات الجهادية المرتبطة بالاستخبارات إلى الاستقلال عنها واللسعى لتبني نفس طريقتها في العمل.
قالت الجماعة: إنها تعتبر باقي الجماعات الدينية إخوة لهم وتسعى إلى تجميعهم في مظلة واحدة وتقدر العلماء وتلتزم بتوجيهاتهم وتؤيدهم بكل ما أوتيت من قوة، مشيرة إلى رفضها الاختلافات المذهبية المؤدية إلى الفرقة.