أطباء بلا شهادات.. والصحة تمنح التراخيص وتنتظر بلاغات الضحايا
وسائل التواصل الاجتماعى تسهل خداع المرضى والإساءة للمهنة
مطالبات بتعديل وصف الجريمة من جنحة إلى جناية.. والعقوبة من 3 سنوات إلى الإعدام
أصبحت مهنة الطبيب تواجه كارثة بعدما تلوث الروب الأبيض وغابت وزارة الصحة، التى تمنح التراخيص لممارسة هذه المهنة، وصارت تنتظر البلاغات من المواطنين والضحايا، فتبدأ فى التحرك وتكشف عن الأطباء المزيفين، سواء أكانوا دارسين أم مجرد قارئين للكتب الطبية، أو عطارين، وانتشرت فى الآونة الأخيرة، ظاهرة انتحال أشخاص لمهنة الطبيب، فقاموا بالكشف على المرضى، وتكسبوا من ورائها، حتى تم كشفهم والقبض عليهم.
محامٍ ينتحل صفة طبيب بالقاهرة
فى منطقة الزيتون بالقاهرة، فقدت طفلة رضيعة تدعى «ريتاج»، لم تتجاوز من العمر شهرين حياتها عندما توجهت أسرتها بها إلى مستشفى بالزيتون، واستقبلهم طبيب يدعى «محمد»، وأبلغهم بضرورة حجز الطفلة داخل المستشفى، ورفض أن ترافقها والدتها، وكانوا على اتصال به للاطمئنان عليها، وفى صباح اليوم التالى فوجئوا بالطفلة جثة هامدة ترقد على السرير، والمتهم الذى انتحل صفة الطبيب أبلغهم بوفاتها.
وبعرض التحاليل والأدوية على طبيب بمستشفى آخر، أكد لهم أنها كانت تعالج بأدوية خاطئة، وأنها توفيت نتيجة الإهمال، ليكتشفوا أن الطبيب المسئول عن علاجها محامٍ، وانتحل صفة طبيب، وتم القبض عليه، إلى أن قضت محكمة جنايات القاهرة عليه غيابيًا بالسجن المشدد لمدة ٧ سنوات بتهمة التزوير، وانتحال صفة طبيب، وتسببه فى وفاة طفلة بالزيتون.
لص ينتحل صفة طبيب ببورسعيد
فى بورسعيد بالمستشفى الأميرى، انتحل لص صفة طبيب، وقام بفحص المرضى بالمستشفى العام، وقام بإجراء الأشعة للمرضى، إلى أن شك بعض المرضى فى الطبيب لعدم رؤيتهم له فى المستشفى من قبل، إلى أن أكد مدير مستشفى بورسعيد العام دكتور شريف أبو جندى صحة كل هذا الكلام، وأرجع الحادث إلى التقصير الأمنى، وقاموا بالتحقيق فى الواقعة وفحص محتوى كاميرات المراقبة التى أكدت صحة روايتها، وقد تعرف الشهود على المتهم، الذى تبين أنه اصطحب سيدة إلى الدور السادس؛ حيث سكن الأطباء كى يتمكن من سرقتها بعد محاولته الفاشلة لاختطاف طفلها.
وأكد مدير مستشفى بورسعيد، أن جميع الأدلة تم تحويلها إلى النيابة لمحاسبة هذا الشخص، مؤكدا أن المستشفى متعاقد مع شركة أمن خاصة مهمتها الحفاظ على أمن المنشأة، وكذلك أمن المتواجدين بالمكان، وتم تحويلهم إلى الشئون القانونية بعد هذا التقصير.
موظف ينتحل صفة طبيب لجمع التبرعات بالمنوفية
انتحل موظف صفة طبيب بمستشفى سرطان الأطفال بالمنوفية، للنصب على طلاب كلية التربية وجمع الأموال منهم، وبمواجهة المتهم اعترف بالواقعة لمروره بضائقة مالية، وتم إخطار إدارة الأمن الوطنى بالمنوفية، وتحرر محضر بالواقعة.
مطالبة بتعديل توصيف الجريمة من جنحة إلى جناية
طالب الدكتور أحمد حسين، عضو بنقابة الأطباء، بتعديل عقوبة انتحال صفة الطبيب وممارسة المهنة فى القانون الجنائى، بدءًا من ١٥ سنة مؤبد إلى الإعدام، وتعديل توصيف الجريمة من جنحة إلى جناية، كما طالب بوجود تشريع يحظر على وسائل الإعلام إطلاق لقب طبيب على من ليسوا أطباء، وضرورة التحرى عن ذلك، مشيرا فى الوقت ذاته، إلى إعطاء الضبطية القضائية للنقابة، بما يتيح لها الرقابة على العيادات والمنشآت التى تمارس الطب، وإلزام الجهات الحكومية بعدم قبول أى توصية طبية من طبيب دون وجود اعتماد النقابة لها، للتأكد من وجود الطبيب بسجلات المشتغلين بالنقابة، مع إلزام الصيدليات بعدم صرف روشتات العلاج من دون وجود طابع المهن الطبية عليها.
وأضاف الدكتور حسين، أن وسائل التواصل الاجتماعى أعطت فرصة كبرى للتعدى على مهنة الطب وتضليل المريض، وقد شهدت هذه الوسائل رواجا مبالغا به فى إنشاء مواقع طبية وصفحات لأشخاص لا يتم التأكد من هويتهم وتأهيلهم لنشر معلومات طبية، وهنا تأتى المطالبة بدور فعال وحازم لمباحث الإنترنت من تعقب هؤلاء، واتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم، مطالبا بصدور تشريع يمنع إنشاء مواقع طبية أو حتى صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى، دون إجراءات ورقابة على المعلومات المتداولة عبرها.
عقوبة رادعة
قال جمال خطاب، المحامى بالنقض والدستورية العليا، إن انتحال صفة طبيب فى القانون تعد جنحة، ولا تزيد العقوبة على ٣ سنوات، وأما إن ارتبطت الجنحة بجريمة أخرى، وقام بإعطاء علاج خاطئ تسبب فى وفاة المريض، فإنها تتحول إلى جناية يحاكم المنتحل فيها أمام محكمة الجنايات ويرجع الحكم للقاضى بما أسندت النيابة إليه من اتهامات.
وأضاف «خطاب» لــ«البوابة»، أن انتحال صفة الطبيب داخل مستشفى حكومى، مسئولية مشتركة، فيها إهمال وتقصير فى أداء الواجب الوظيفى، كما أن هناك اشتراكا بالتسهيل لارتكاب جريمة انتحال صفة طبيب، والمهملون شركاء معه فى الجريمة.
وقال محمود سامى، المستشار السابق بمحكمة الاستئناف، إن انتحال الصفة عقوبتها ليست رادعة مثل الأشخاص الذين ينتحلون صفة المحامى والضابط، ولكن انتحال مهنة الطبيب أخطر الجرائم، لأنها تتعلق بحياة الإنسان، وتصل العقوبة فيها إلى الإعدام إذا ارتبطت بجرم مثل وفاة شخص نتيجة علاج خاطئ.
وأضاف «سامى»، فى تصريحات خاصة، أنه وفقا للمادة ١٥٧ من قانون العقوبات فإنه يعاقب بغرامة لا تتجاوز مائتى جنيه كل من تقلد علانية «نشان» لم يمنحه أو لقب نفسه كذلك بلقب من ألقاب الشرف أو برتبة أو بوظيفة أو بصفة نيابية عامة من غير حق.
