الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

العشوائيات قنبلة موقوتة تهدد المجتمع المصري.."هاشم": نتاج لغياب العدالة في توزيع عوائد التنمية.. "زعزع": لا بد من توفير فرص عمل..محمد محمود: النمو الحضري أدى إلى مشكلات اقتصادية واجتماعية وديموجرافية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
العشوائيات في مصر، خطر تصاعدت حدته حيث تتزايد العديد من الجرائم بالأحياء الشعبية.
وعلى مدار الأعوام الأخيرة انتشر خطر العشوائيات مع الأزمة الاقتصادية التي ضربت مصر، والعشوائيات ليست مجرد مناطق خارجة عن حيز الخدمات والتعداد السكاني فحسب وإنما تعد بيئة خصبة لنمو وانتشار الأمراض الاجتماعية الخطيرة التي تظهر تبعاتها في صورة جرائم خطيرة تتردد عبر وسائل الإعلام وصفحات الجرائد بل وتكون العشوائيات ضحية إهمال الرقابة عليها في بعض الأحيان فنسمع عن البلطجة وبيزنس المخدرات.



من جانبه أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي ضرورة القضاء على العشوائيات فى موعد زمني محدد، كما حدث فى منطقة الأسمرات التى تم نقل سكان بعض المناطق العشوائية إليها وقد بدأت الدولة بالفعل في محاربتها والقضاء عليها لا سيما مع انتشار الأمراض الاجتماعية الخطيرة التي تصدرها العشوائيات للمجتمع.
أن آخر إحصائية رسمية صدرت من الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء خلال 2016، قالت عبر دراسة عن "تطوير وتنمية المناطق العشوائية فى مصر أن إجمالى مساحة المناطق العشوائية 160.8 ألف فدان تمثل 38.6٪ من الكتلة العمرانية لمدن الجمهورية وتنتشر المناطق العشوائية فى 226 مدينة من إجمالى 234 مدينة بجميع محافظات الجمهورية. 
والمتابع للمناطق العشوائية المختلفة يكتشف أن مشاكلها وأمراضها تتنوع حسب من يقطن بها فعلى سبيل المثال قاطني منطقة المطرية وعين شمس وهي مناطق بها بعض العشوائيات والبناء المخالف رغم وجود الآثار، وهو ما ظهر في واقعة تمثال رمسيس الثاني الذي ثبت وجوده في زمام منطقة سوق الخميس يرى أن المطرية على مدار الفترة الماضية ظهرت بها نماذج من الفكر المتشدد، وهو ما واجهته الدولة، حيث اضطر الجيش المصري للنزول بالدبابات في فترة من الفترات، ويرجع ذلك إلى غياب الأمن والخدمات بتلك المنطقة، كما أن منطقة مصر القديمة تعرف بتردد المسجلين ومدمني المخدرات عليها بجانب انتشار العنف وجرائم القتل، وهو ما يوجد أيضًا في مناطق فيصل والباطنية والمرج وجميع الوقائع مسجلة على صفحات الحوادث ونراها بين الحين والآخر عبر وسائل الإعلام.

حول تاريخ العشوائيات في مصر وأضرارها يؤكد الدكتور محمد محمود، المدرس المساعد بكلية التخطيط العمراني بجامعة القاهرة، أن النمو الحضري المتسارع خلال العقد الثاني من القرن العشرين أدى إلى مشكلات اقتصادية واجتماعية وديموجرافية وأمنية وغيرها، مشيرا إلى أن من إفرازات ذلك النمو الحضري المتسارع ظهور العشوائيات حول أطراف المدن، وهو ما ظهر في ظل الظروف الاقتصادية والأوضاع السياسية التي أسهمت في ظهور مشكلة العشوائيات وهو الأمر الذي جاء كرد فعل من سكان المناطق الريفية والصعيد للنزوح نحو العاصمة والإقامة في العواصم المليونية التي تشهد ارتفاع في الكثافة السكانية نزوحا من الريف وبحثا عن العمل بسبب عدم وجود عمل داخل تلك البيئات، وهو الأمر الذي أسفر عن مشكلة العشوائيات.
ولفت إلى أن هناك العديديد من الأمراض الاجتماعية التي ظهرت بسبب العشوائيات مثل البطالة والجريمة والمخدرات والاعتداء على الممتلكات وتشكل المساكن العشوائية في الدول العربية معوقا للتنمية.
وأوضح الدكتور محمود أن غياب التعليم يعد امتدادًا طبيعيًا لتدني وغياب الخدمات والمرافق الأساسية فى تلك المناطق الأمر الذي يجعلها بؤرة للمشاكل الاجتماعية والصحية والأمنية مثل حوادث القتل والعنف ونمو الأفكار المتشددة وغيرها، حيث إنها مناطق نشأت في غياب القانون وبعيدا عن التخطيط العام وأحيانا تعد المساكن العشوائية المقامة تعديا على أملاك الدولة، كما في منطقة المطرية وغيرها وهي مناطق محرومة من المرافق الأساسية والخدمات. 
وأكد أنه استخدمت العديد من المصطلحات لوصف المناطق العشوائية كمدن الكرتون ومدن الصفيح، والأحياء الفقيرة، التي تعرف بأنها مناطق أقيمت مساكنها بدون ترخيص وفي أراضي تملكها الدولة أو يملكها آخرون، وعادة ما تقام هذه المساكن خارج نطاق الخدمات الحكومية ولا تتوفر فيها الخدمات والمرافق الحكومية لعدم اعتراف الدولة بها.

ولفت أحمد زعزع، الباحث في العشوائيات والمصمم العمراني، إلى أن هناك الكثير من المشاكل الاجتماعية الخطيرة التي تهدد من يقطن في العشوائيات، حيث يعيش أهل تلك المناطق حياة بائسة في ظل عدم وجود خدمات وانتشار اللصوص والمسجلين وهو ما قد يجعل الأطفال الذين يعيشون داخل تلك العشوائيات في بيئة خصبة لتغيير طريقة تفكيرهم وتبنيهم أفكار مغايرة لطبيعة القيم السائدة بالمجتمع. 
وقال نجد على سبيل المثال الأطفال يتجهون لشرب السجائر والتحرش بالفتيات واستخدام الألفاظ البذيئة بل ومن الممكن أن يكون هناك تأثر مباشر بالأعمال الفنية غير الهادفة التي تعرض عبر شاشة التلفاز، وهو الأمر الذي ظهر بالفعل حيث مال الأهالي لتقليد أنماط سلوكية عنيفة أسوة بما ظهر في التلفاز خلال عرض أعمال دراما رمضان الماضي بجانب استخدام طفل للسنجة تقليدا للممثل محمد رمضان.
وأشار "زعزع" إلى أن تلك المناطق العشوائية تحتاج إلى القضاء عليها، وذلك لا يكون من خلال توفير أماكن بديلة فحسب وإنما من خلال توفير فرص عمل كذلك لأن من يقطن في تلك المناطق قد يرفض مغادرة منزله بسبب عدم قدرته على تحمل نفقات التغيير إلى منطقة أخرى، ولذلك يجب أن يكون هناك تصور لتلك الجزئية.