أكد خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى، أن كل الجهات بمنطقة سانت كاترين ممثلة فى المنطقة الأثرية ورهبان الدير ورئيس مجلس مدينة سانت كاترين والجهات الأمنية تتعاون جميعًا لإظهار الدير بالشكل الجدير به كأهمّ وأشهر أديرة العالم، وأن الوادى المقدس طُوى بقعة طاهرة تتعانق على أرضها الأديان وتتلاقى الحضارات.
ودعا الدكتور ريحان كل المصريين مسلميين ومسيحيين لزيارة الدير فى إجازة عيد الفطر؛ لما يمثله من قيمة روحية يشعر بها كل من تطأ قدمه هذه البقعة الطاهرة من راحة نفسية وصفاء روحى بوجوده فى البقعة الذى تجلَّى عندها سبحانه وتعالى فأنار عند العليقة المقدسة وتجلَّى فدكَّ الجبل حيث تلقَّى نبى الله موسى ألواح الشريعة، ويضم الوادى شجرة العليقة المقدسة ذات السر الخاص من اخضرار أوراقها طوال العام وفشل محاولة إنباتها فى أى بقعة فى العالم وفى منطقة أكثر ارتفاعًا وأكثر برودة مما يتفق مع نص القرآن الكريم حيث ذهب نبى الله موسى عليه السلام ليجد ما يستدفئ به من شدة البرودة.
وأضاف ريحان، في تصريح خاص، لــ"البواب نيوز"، اليوم، أن هناك كنيسة قديمة داخل دير سانت كاترين بنتها الامبراطورة هيلانة أم الامبراطور قسطنطين فى القرن الرابع الميلادى عند شجرة العليقة الملتهبة تضم مذبحًا دائريًّا صغيرًا مقامًا على أعمدة رخامية فوق بلاطة رخامية تحدد الموقع الحقيقى لشجرة العليقة، وجذورها لا تزال باقية فى هذا الموقع، وأغصانها خارجه، ولا يدخل هذه الكنيسة أحد إلا ويخلع نعليه خارج بابها تأسيًا بنبى الله موسى عند اقترابه من العليقة، وتضم المنطقة جبل موسى الذى يرتاده كل زوار العالم للتبرك بقيمته الروحية ورؤية أجمل منظر شروق فى العالم.
وأوضح أن الدير يضم جامعًا فاطميًّا أنشئ فى عهد الخليفة الفاطمى الآمر بأحكام الله عام 500هـ 1106م ليصلّي به حجاج بيت الله الحرام وأهالى المنطقة أثناء زيارتهم الوادى المقدس طوى فى رحلتهم البحرية من السويس مع المقدّسين المسيحيين القادمين من أوروبا للتقديس إلى جبل موسى، ومنه إلى القدس إلى ميناء الطور القديم ويرحلوا معًا عبر وادى حبران من طور سيناء إلى الوادى المقدس طوى، بعده يفترق الحجاج المسلمون لاستكمال رحلتهم إلى جدة عبر ميناء الطور بعد زيارتهم الوادى المقدس طوى ونقش ذكرياتهم داخل جدران هذا المسجد، ويرتحل المقدّسون المسيحيون إلى القدس بعد صعودهم جبل موسى وزيارتهم للدير.
وأشار ريحان إلى أن دير سانت كاترين مسجل كأثر من آثار مصر فى العصر البيزنطى الخاص بطائفة الروم الأرثوذكس عام 1993 والمسجل ضمن قائمة التراث العالمى (يونسكو) عام 2002 ويحوى منشآت مختلفة، منها الكنيسة الرئيسية (كنيسة التجلى) التى تحوى داخلها كنيسة العليقة الملتهبة وتسع كنائس جانبية صغيرة كما يشمل عشر كنائس فرعية وقلايا للرهبان وحجرة طعام ومعصرة زيتون ومنطقة خدمات ومعرض جماجم والجامع الفاطمى ومكتبة تحوى ستة آلاف مخطوط، منها 600 مخطوط باللغة العربية ومعرض لأيقونات ومقتنيات الدير يتضمن العهدة النبوية وتعتبر حديقة الدير متحفًا مفتوحًا للأشجار الباسقة، أهمها أشجار السرو وتكعيبات عنب غاية فى الجمال وزراعات عضوية للمشمش والتفاح والعنب والكثير من الفاكهة ذات المذاق الخاص المتميز بالوادى المقدس طوى.
