الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"بلال الدوي" يكشف علاقات قطر المشبوهة مع الصهاينة

الكاتب بلال الدوي
الكاتب بلال الدوي وكتاب كتاب قطر إسرائيل الصغرى ورأس الأفعى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
موّلت بناء استاد ومستشفى خاص داخل إسرائيل.. ودعمت إنشاء 20 مستوطنة على الأراضي الفلسطينية
كشف بلال الدوي، الكاتب والباحث البارز في كتابه «قطر إسرائيل الصغرى ورأس الأفعى»، تفاصيل العلاقات التي جمعت قطر وإسرائيل.
يقول الدوي عن هذه العلاقات التي وصفها بالمتينة والعلنية في كتابه: «بدأت قطر علاقاتها مع إسرائيل بعد مؤتمر مدريد وكان أول لقاء قطري إسرائيلي مع رئيس الحكومة الإسرائيلي وقتها شيمون بيريز بعد زيارته إلى قطر عام ١٩٩٦ وافتتاحه المكتب التجاري الإسرائيلي في الدوحة وتوقيع اتفاقيات بيع الغاز القطري لإسرائيل ثم إنشاء بورصة الغاز القطرية في تل أبيب، وذهب أمير قطر لإسرائيل مرتين، الأولى للقاء الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، عندما كان تحت الحصار الإسرائيلي، والثانية حينما زار غزة عام ٢٠١٢، وقد صرحت قطر بالفعل بعلاقتها بإسرائيل في معاهدة التجارة الحرة «الجات» فهذه الاتفاقية لها شروطها ومنها ألا توجد مقاطعة».
وأضاف الدوي في كتابه: «العلاقات القطرية الإسرائيلية جيدة في العلن، وفوق الممتازة في السر على كل الأصعدة من التجارة إلى الأمن وأشياء أخرى، ووصلت قوة العلاقات إلى أنه في سبتمبر ٢٠١١ غاب حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس وزراء ووزير خارجية قطر السابق عن الأنظار بعد اجتماع وزراء الخارجية الخليجيين في جدة، كي يذهب إلى إسرائيل لطلب الوساطة منها للضغط من أجل سحب اللوبي الإسرائيلي في الكونجرس تحفظاته على التدخل الدولي في سوريا، وكان التحفظ الإسرائيلى على التدخل الدولي في سوريا ليس حرصًا على بقاء النظام الحاكم الداعم للمقاومة والمحتضن لحركة حماس في سوريا، بل خوفًا من اندلاع حرب في المنطقة بأكملها تصل نارها إلى إسرائيل، وعقد حمد بن جاسم بن جبر لقاء آخر مع بنيامين نتنياهو سريًا في باريس من أجل بحث التعاون المشترك في مجالات عدة، ليس هذا فحسب بل كانت قطر أول الدول المطالبة باستعادة العلاقات التجارية مع إسرائيل بعد توقفها جراء الحرب على غزة في ٢٠٠٨ وكان هذا عام ٢٠١٠ الذي شهد أيضًا طلب قطر عودة البعثة الإسرائيلية إلى الدوحة».
ويتابع الكاتب: «ساعدت قطر إسرائيل على عمل علاقات قوية مع هيئات ومؤسسات وشركات طيران عربية، مثل الخطوط الملكية الأردنية، وطيران الخليج ومقرها في البحرين والخطوط الجوية القطرية وغيرها من الشركات التي سهلت من القيود المفروضة على المسافرين والمؤن الآتية من إسرائيل».
مفاجأة من العيار الثقيل فجرها بلال الدوي في كتابه فاضحًا فيه الحرب التي أشعلتها قطر في الخفاء ضد السعودية والإمارات على الرغم من تغنيها وتغني أمرائها بعشق هاتين الدولتين، حيث أكد قيام قطر بالتحريض على السعودية والإمارات لدى إسرائيل عن طريق الاتفاق «القطري الإسرائيلي» لإنشاء مزرعة متطورة تضم مكانًا لإنتاج الألبان والأجبان اعتمادا على أبحاث علمية تم تطويرها في مزارع إسرائيلية لأجل منافسة منتجات كل من السعودية والإمارات.
أما التعاون السياسي بين قطر وإسرائيل فكان جزءا مهما من الكتاب الذي قال عنه الكاتب: «وصل التعاون السياسى بين قطر وإسرائيل إلى درجة غير مسبوقة خاصة فى دعم لما سمى بـ «الربيع العربى» بالمال والإعلام عن طريق توجيه الأموال للجهات المعارضة فى دول الربيع العربى وقيام قناة الجزيرة بالنفخ فى الأحداث وإثارتها وخلق رأي عام موالٍ لها للإيقاع بالدول العربية واحدة تلو الأخرى فى سلة الإسلاميين التكفيريين الذين يخدمون قطر ومخططاتها، ومن ضمن أشكال التعاون السياسى بين البلدين، أنه فى ٢٠٠٥ تحديدًا طلبت قطر من إسرائيل دعمها لعضوية مجلس الأمن، وفى ٢٠٠٩ تم تسريب معلومات مهمة بأن الأسلحة والقنابل والمعدات الأمريكية تصل إسرائيل من قطر وليس من أوروبا والمقاتلات الإسرائيلية تعتمد على زيوت ومركبات بترولية قطرية فقط». 
ويشير الكاتب، إلى أنه فى نفس العام أيضًا يصرح رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم بأنه إذا صدر قرار عربى بقطع العلاقات مع إسرائيل فنحن مع هذا القرار لكن لن نضحى لوحدنا بقطع العلاقات مع إسرائيل، وفى أغسطس ٢٠١١ كشفت وثائق ويكيليكس أن وزير الخارجية ورئيس الوزراء القطرى السابق حمد بن جاسم أبلغ إسرائيل أن الدوحة تتبنى خطة لضرب استقرار مصر بعنف، واللعب بمشاعر المصريين لإحداث الفوضى عن طريق قناة الجزيرة باعتبارها عنصرًا محوريًا في الخطة، ثم بعد ذلك بشهر واحد وبعد نهاية العدوان الإسرائيلي على غزة مباشرة، يقوم أمير قطر ووزير خارجيته بزيارة إسرائيل ويلتقيان بـ «تسييي ليفني» زعيمة حزب «كاديما» الإسرائيلي وقتها وإحدى الشخصيات المؤثرة في القرار الإسرائيلي وفى أمور أخرى كثيرة.
وأوضح بلال الدوي فى كتابه المواقف المتناقضة الخاصة بقطر معتبرا إياه قطرين، قطر الأولى هى التي تنقل قناة الجزيرة تصريحًا لوزير خارجيتها السابق حمد بن جاسم يحذر إسرائيل من أن الاستيطان يقوض عملية السلام، وتصريحًا آخر لأميرها السابق حمد بن خليفة، وهو يحذر إسرائيل من أن القهر وسياسة الأمر الواقع لا تصنع أمنًا، وقطر ثانية قبل هذه التحذيرات بأسبوعين زار أميرها إسرائيل يتفقد سير العمل في بناء عشرين مستوطنة إسرائيلية بأموال قطرية، ليس هذا فحسب بل تقدم قطر ستة ملايين دولار لبناء ستاد الدوحة البلدي في إسرائيل فى مايو ٢٠١٢، وفى نفس الشهر قامت أيضا بضخ استثمارات بملايين أخرى من الدولارات في مستشفى «حداسي» داخل إسرائيل.