الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"القاعدة" يُخصص إصدارين من مجلته للدفاع عن قطر.. التنظيم: قرار مقاطعة الدول العربية تم بعد تمسك الدوحة بدعم جماعة الإخوان .. وانزعاج السعودية من دورها في اليمن

القاعدة
القاعدة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دأب المسئولون القطريون، على التبرؤ من العلاقة بالجماعات المسلحة، فى وسائل الإعلام المختلفة رغم ما توصلت إليه أربع دول عربية هى «مصر والسعودية والإمارات والبحرين»، بالمستندات والوثائق التى تثبت صحة الاتهامات الموجهة لقطر، ولكن مع الأيام تنكشف الحقائق تباعًا.
وفى هذا التقرير تكشف «البوابة نيوز» صورة الدعم الذى تقدمه قطر لعدة تنظيمات وعلى رأسها تنظيم القاعدة الإرهابي، فى اليمن وعدة دول أخرى، ولعل هذا الدعم الكبير الذى لم تستطع الجماعات المسلحة الاستغناء عنه، بدأ يطفو على السطح مرة أخرى.
توطدت علاقة قطر بتنظيم القاعدة الإرهابى إلى درجة لم يعد فيها الفصل ممكنًا، إذ حظى التنظيم المتشدد برعاية استثنائية فى الدوحة، طيلة أعوام، كما تمتع التنظيم فى سوريا بدعم قطرى كبير، وجرى النظر إليه بمثابة جماعة معارضة «خفيفة التطرف»، وفى محاولة لرد الجميل اصطف الإعلام الخاص لتنظيم «القاعدة» إلى جانب قطر للدفاع عنها، فى أكثر من عدد من مجلة «المسرى» الأسبوعية التى تصدر عما يسمى «تنظيم القاعدة فى شبه الجزيرة العربية».
وشنت المجلة حملة إعلامية قاعدية لدعم قطر، مما يعد اعترافًا رسميًا من التنظيم بالدعم القطرى سواء من خلال التمويل أو التزويد العسكرى.
خصصت مجلة «المسرى»، الذراع الإعلامية باسم تنظيم «القاعدة»، فى عددها الواحد والخمسين، صفحة للدفاع عن قطر وأميرها، تميم بن حمد، مؤكدة أن قرار مقاطعة الدول العربية تم بعد تمسك الدوحة بدعم جماعة الإخوان المسلمين، الذين تم إدراجهم كجماعة إرهابية فى كل من مصر والإمارات والسعودية، إضافة إلى تمويل حركة المقاومة الإسلامية «حماس» واستضافة قادتها.
ولفتت «المسرى» إلى أن موقف الدول العربية هدفه منح فرصة لقطر لمراجعة موقفها الداعم لـ«الإخوان» و«حماس»، مشددة على أن المملكة العربية السعودية تحتفظ لقطر بمواقف لا تنساها، معترفة بهجوم قناة الجزيرة على عدد من الدول العربية فى مقدمتها مصر والسعودية، من خلال مجموعة من البرامج كبرنامج «الاتجاه المعاكس» و«صفقة اليمامة».
كما نقلت الصحيفة فى نفس العدد إصدار يحمل عنوان «وسقط القناع»، الذى بث عبر مؤسسة «السحاب»، الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة، بتصنيف دول خليجية وعربية، على رأسها السعودية والإمارات والبحرين ومصر، أفرادًا وكيانات ترعاها قطر على قوائم الإرهاب.
وفى العدد التالى للصحيفة والذى يحمل رقم «52»، نشرت تحقيقًا ادعت أنه عنوان «من اليمن إلى ليبيا يد الإمارات ظاهر على ظهر كل مظلوم»، ودعت خلاله أن هناك «قوة تديرها الإمارات قامت باختطاف مئات الأشخاص فى اليمن».
واستكملت زعمها، أن رجالًا بالزى العسكرى يقومون ومنذ عام بمداهمة البيوت وأخذ الرجال وفى بعض الأحيان لا يعود هؤلاء أبدا، وقالت العائلات التى تبحث بيأس عن أبنائها للمكتب إنها لم تحصل على معلومات عن مصير أبنائها ولا تعرف من تسأل عن أوضاعهم.
وتناسى التنظيم الإرهابى أنه ضد الإنسانية، وزعم أن الدول العربية لا تراعى الإنسانية فى الدول العربية، «ما توصل إليه تقرير للجنة خبراء فى الأمم المتحدة نشر بداية هذا العام حول الاختفاء القسرى فى المناطق التى تسيطر عليها القوات الإماراتية فى جنوب اليمن، وينتمى الرجال بالزى العسكرى إلى ميليشيا من قوات النخبة التى تديرها الإمارات. واتهمت هذه بأخذ الرجال إلى مجمع فى قاعدة الريان الجوية فى جنوب اليمن».
واعتبرت القائمة الذى أصدرتها مصر والسعودية والإمارات والبحرين قائمة بالشخصيات والكيانات القطرية أو التى تأويها وتدعمها قطر وتشكل خطرًا على الأمن والسلم فى الدول الأربع وفى المنطقة بنشاطاتها الإرهابية، وكان أبرزهم يوسف القرضاوى وطارق الزمر وعلى الصلابى وعاصم عبدالماجد، بأنها «قائمة الشرف»، رافضة منع السعودية لتداول كتب يوسف القرضاوى، بزعم أنه أحد الأئمة.
بينما أصدرت مؤسسة السحاب التابعة للتنظيم كلمة القيادى فى تنظيم القاعدة باليمن، خالد باطرفى، والذى وصف القائمة بكونها حربًا على الإسلام والمسلمين، داعيًا كل من وصفهم بالعلماء والدعاة وطلاب العلم ومختلف فصائل الحركات والجماعات الإسلامية إلى «الانتصار والتحريض على الجهاد ولا سبيل إلى الوطنية»، مضيفًا: «ننصح كل من داهن الطواغيت وسوغ إجرامهم أن يتقى الله ويرجع عن فعله، فالطواغيت لا ينفع معهم لغة الحوار، ويكفر عما بدر منه سابقًا قبل الندم».
ارتبط تنظيم القاعدة فى اليمن و«حزب الإصلاح» الجناح السياسى والمسلح لجماعة الإخوان فى اليمن، فيما بينهما وذلك حسبما أكده القيادى جلال بلعيدى المرقشى، فى إصدار سابق والذى علق على العلاقة المترابطة بين جماعة الإخوان والتنظيم فى اليمن والمشاركة فى العمليات بتعاون مشترك فيما بينهم، والتى كان أبرزها فى مدينة مأرب.
والباحث فى تاريخ تنظيم القاعدة فى اليمن يرى أن معظم قادتها من جماعة الإخوان، ولهذا يعد هناك ترابط قوى مع تنظيم الإخوان وقطر، وذلك لتسهيل الجماعة فى السابق التحاق طلبة التنظيم بجامعة الإيمان، التابعة له وقاتلوا جنبًا إلى جنب فى عدد من الجبهات باليمن.
كل هذه العلاقات السابقة كانت قبل انطلاق ثورات الربيع العربى، والتى انقلبت الجماعة على التنظيم زاعمة وقتها أنها لا تعمل سوى فى السلمية، أبدى الإخوان مواقف متشددة من تنظيم القاعدة، وكان ذلك خطوة لتصدر المشهد السياسى فى اليمن والوصول إلى السلطة، ولكن مع فشل الجماعة سياسيًا وطرد الشعوب العربية لها، عادت العلاقات من جديد منذ مطلع عام 2014.
ووصف تقرير مطول فى صحيفة تنظيم القاعدة، والصادرة من ساحل حضرموت، ما سماها الحملة على قطر، بأنها نتيجة انزعاج من الدور القطرى فى اليمن ودعمها لجماعة الإخوان المسلمين.