الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

الطالب الأمريكي الذي أفرجت عنه كوريا الشمالية تعرض لتلف دماغي

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أعلن الأطباء الذين يعالجون الطالب الأمريكي أوتو وارمبير الذي أفرجت عنه كوريا الشمالية عقب دخوله في غيبوبة وهو في السجن، أن الشاب تعرض لتلف دماغي بالغ، فيما وجه والده انتقادات شرسة للنظام المنعزل.

وقال الأطباء إن وارمبير شهد تلفاً موسعاً في الأنسجة في جميع أنحاء الدماغ، لكن لم تبد عليه آثار صدمة جسدية فيما لم توفر التحاليل الطبية أي إثبات قاطع على سبب إصاباته.

وهاجم والده فريد وارمبير نظام كيم جونغ أون لإخفائه المعلومات عن العائلة التي لم تتلق أخباراً عن ابنها إلا نادراً خلال فترة سجنه.

ولم تطلع العائلة إلا قبل أسبوع عقب جهود دبلوماسية أمريكية، على أنه في غيبوبة دخلها بعيد إيداعه السجن في مارس 2016، بعد أن أقر بسرقة ملصق سياسي من فندق.

وقال وارمبير في مؤتمر صحافي بمنزل العائلة في سينسيناتي: "حتى لو صدقنا تبريرهم الغيبوبة بالتسمم من مأكولات معلبة وحبة منومة، ونحن لا نصدقها، فلا عذر لأي بلد متحضر للتكتم على وضعه وحرمانه من رعاية صحية متطورة لهذه المدة الطويلة".

وأضاف "أناشدهم الإفراج عن الأمريكيين الآخرين المعتقلين"، وهم 3 ما زالوا في كوريا الشمالية.

وقال الأطباء في المركز الطبي في جامعة سينسيناتي إن الطالب قادر على التنفس وحده، لكن وضعه العصبي يمكن وصفه بأنه "حالة يقظة بغير استجابة".

وأوضح اختصاصي الأعصاب دانيال كانتر أن "عينيه تفتحان وترمشان بشكل تلقائي، لكن يبدو أنه لا يفهم الكلام ولا يستجيب مع الأوامر الفورية وغير مدرك لما يحيط به".

ورجح الفريق الطبي أن يكون التلف الدماغي الحاد الذي يعاني منه وارمبير، نظراً إلى صغر سنه، ناجماً عن سكتة قلبية رئوية قطعت تدفق الدم إلى الدماغ.

لكن تعذر عليهم الجزم بشأن أسباب هذه الأزمة، مؤكدين عدم العثور على آثار التهاب بسبب التسمم، وهو المبرر الذي قدمته كوريا الشمالية لدخول الشاب في غيبوبة.

وفي بيان مختصر صدر، أعلنت سلطات كوريا الشمالية عبر وكالة الأنباء الرسمية، الإفراج عن وارمبير "لدواع إنسانية".

وأمضى الشاب البالغ من العمر 22 عاماً وهو من سينسيناتي وطالب في جامعة فرجينيا، أكثر من عام في معتقل في كوريا الشمالية بعد توقيفه والحكم عليه بالسجن 15 عاماً مع الأشغال الشاقة، إثر إقراره بسرقة ملصق سياسي من فندق في بيونغ يانغ أثناء رحلة سياحية.

واعتبرت الولايات المتحدة العقوبة مفرطة في القسوة بالنظر إلى الجرم المنسوب له، واتهمت الشمال باستخدام الطالب ورقة مساومة سياسية.

ويأتي الإفراج عنه وسط توتر مع واشنطن إثر سلسلة تجارب صواريخ نفذتها بيونغ يانغ، ما سلط الاهتمام على سباق تسلح اعتبره وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس هذا الأسبوع "خطراً جلياً وحاضراً على الجميع".

ويأتي الإفراج عن وارمبير بعد اتصالات دبلوماسية سرية بين واشنطن وبيونغ يانغ خصوصاً زيارة قام بها موفد وزارة الخارجية الأمريكية الخاص إلى كوريا الشمالية جوزف يون إلى بيونغ يانغ.

وقال متحدث باسم الخارجية للصحفيين في واشنطن أن الإفراج عن وارمبير نتيجة "دبلوماسية هادئة" عملاً باقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وتحتجز كوريا الشمالية حالياً 3 أمريكيين بينهم شابان كانا يدرسان في جامعة بيونغ يانغ بتمويل من مجموعة مسيحية خارج البلاد، بالإضافة إلى مبشر أمريكي متهم بالتجسس لصالح كوريا الجنوبية.

وأفاد الأجانب الذين تم اعتقالهم أو سجنهم في كوريا الشمالية، مثل الأمريكي كينيث باي، أنهم أجبروا على العمل الشاق لفترات طويلة، وتعرضوا لمشاكل صحية، ولإهانات من سجانيهم.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، عن مسؤول أمريكي بارز قوله: إن السلطات تلقت مؤخراً معلومات استخبارات تفيد بأن وارمبير تعرض للضرب المتكرر أثناء اعتقاله.

وزادت واشنطن من ضغوطها على الصين وعدد من القوى الدولية لتنفيذ عقوبات الأمم المتحدة على كوريا الشمالية، كما دفعت بمزيد من قطعها العسكرية إلى المنطقة، وأجرت مطلع الشهر الجاري مناورات بحرية شاركت فيها حاملتا طائرات أمريكيتان وسفن.

وتزامن إجلاء وارمبير مع وصول النجم السابق لدوري السلة الأمريكي للمحترفين "إن بي إيه" دينيس رودمان إلى كوريا الشمالية، لكن مسؤولين أمريكيين ووالد الطالب قالوا إن لا علاقة لرودمان بإطلاق سراح وارمبير.