الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

تيران وصنافير.. احذروا "خفافيش تميم" و"حمدينكو للثورة"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم تكن تيران وصنافير أبدا القضية بالنسبة لتلك العصابة من المتساقطين، والمتصاحفين، لكنه حلم الزعامة والبحث عن مكان أمام العدسات.
ذلك ما يخص السذج والعوام منهم وهم كثر، يعملون بالصحافة، لكنهم لا يجيدون القراءة ولا حتى الكتابة.
غير أن الأمر بالنسبة لآخرين يرتبط بمهمة تقاضوا أجرها مقدما، وهى إثارة الفوضى واستدعاء أجواء التوتر والعنف السياسى، وقد دفع الإرهابى تميم مقابلها أموالا طائلة.
الذين اجتمعوا فى نقابة الصحفيين قبل أيام لم يكتفوا بالتعبير عن رأيهم إزاء قضية الجزيرتين وإنما هتفوا الشعب يريد إسقاط النظام، واتهموا كل من شارك فى إعداد اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والمملكة السعودية بالخيانة العظمى، ومعروف أن الحكومة أثناء إعداد الاتفاقية قد راجعت كل الوثائق السرية بوزارتى الدفاع والخارجية، علاوة على جهاز المخابرات العامة.
ومضوا فى غيهم، يخونون مجلس النواب لمجرد مناقشته بنود الاتفاقية، واتهموا الدولة صراحة بالتفريط فى الأرض والعرض.
ويبدو أن الأستاذ حمدين صباحى وجد فى هذه الأجواء الفرصة المناسبة لتدشين مشروعه الخاص وافتتاح شركة حمدينكوا لإستيراد وتصدير الثورة بميدان التحرير، فهرول يعلن أن لحظة إقرار الاتفاقية هى ذات لحظة نزوله ورفاقه إلى الميادين والشوارع. عندما أعلن العام الماضى عن توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية، اتجهت نفس الوجوه إلى نقابة الصحفيين فى ١٥ إبريل ٢٠١٦ ليتزعموا تظاهرة هتف المشاركون فيها بذات الشعارات المنبوذة المعادية للجيش المصرى والداعية لإسقاط الدولة ولم يهتفوا للجزيرتين إلا فيما ندر، ورغم عدم احتكاك قوات الأمن بالمتظاهرين فإنهم قرروا استفزاز الشرطة وحاولوا اقتحام ميدانى طلعت حرب والتحرير بالقوة، ليس بهدف الوصول للميدان وإنما افتعال صدام عنيف مع عناصر الشرطة، وهو ماأدركته قيادات وزارة الداخلية حينها واحتوت الموقف أمنيا دون أن تسمح بصناعة صورة تجدد مشاهد العنف والفوضى فى الأذهان.
ما يجرى حاليا من صراخ وعويل تطلقه حناجر الممولين ليس سوى استمرار لذات النهج، ولا أظننى أجافى الحقيقة إذا قلت إن هذا التحرك المشبوه أتى بتعليماته من الدوحة، خاصة أن عددا ليس قليلا من
قياداته متورط فى علاقة مشبوهة وشاذة مع تنظيم الإخوان الإرهابى، فلا يخفى على أحد التنسيق الدائم بين ما يعرف بتنظيم الاشتراكيين الثوريين وعناصر من الجماعة الإرهابية حتى قبل أحداث يناير ٢٠١١، بل إن صفحات الاشتراكيين الثوريين على مواقع التواصل الاجتماعى تتشارك مع صفحات الجماعة الإرهابية فى نشر وترويج منشورات بعضها البعض.
يبدو أن تخفيف الضغط عن أمير الإرهاب فى الدوحة، أحد أهداف التصعيد هذه المرة، ولا ننسى أن الأخيرة طالما استقبلت بعضهم وأغدقت عليهم الهدايا والمنح من خلال قناة الجزيرة، أو مؤتمرات نشر الديمقراطية وقيم حقوق الإنسان فى مصر.
ذات الوجوه العكرة هى من خرجت تصدر أحكاما نهائية بارتكاب وزارة الداخلية المصرية جريمة قتل الباحث الإيطالى جوليو ريجينى واشتركت مع عناصر التنظيم الدولى للجماعة الإرهابية فى ترويج تلك الأكاذيب التى فضحتها الصحف الإيطالية فيما بعد عندما قالت إنها تلقت رسائل بريدية مجهولة المصدر تحمل تلك الأكاذيب.
هم أنفسهم من افتعلوا وصعدوا الأزمة بين نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية ليس دفاعا عن كرامة الصحفى، كما أن الأمر ليس حبا فى تيران صنافير وإنما اصطناع بؤرة تنطلق منها دوامات التشكيك فى الدولة ومؤسساتها لتتحول لاحقا إلى موجات عنف وصدام.
المعادلة بسيطة فإما أن نثق فى مؤسسات دولتنا وفى القلب منها الجيش المصرى، وإما أن نصدق أفاوكاتو ممول مثل خالد على وغيره ممن أثروا نتيجة عملهم فى السياسة أو حقوق الإنسان، ونمشى وراء مدعين تحالفوا مع الإخوان.
هؤلاء يعتبرون الثورة سوقا كسوق عكاظ ينشدون فيها الكلام الثورى الفارغ، ويلقون قصائد العشق لأصنام الفوضى، ويعرضون ضمائرهم لمن يدفع أكثر.