الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

موقع أمريكي: نهج رئيسة وزراء بريطانيا في مفاوضات الخروج من "اليورو" وراء انخفاض التصويت لـ"المحافظين".. ضريبة "الخرف" تعصف بالحزب في الانتخابات.. والنقاد متخوفون من احتمال وقوع ضرر اقتصادي

رئيسة وزراء بريطانيا
رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ذكر موقع "فوكس" الأمريكي، أن انخفاض نسبة الأصوات التي حصل عليها حزب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، "المحافظين" في الانتخابات البرلمانية، يرجع إلي عدة أسباب، منها رفض الناخبين للنهج الذي تتبعه "ماي" في مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي، والقرار الذي وصفه الموقع بـ"التكتيكي" بعقد الانتخابات في وقت مبكر عن موعدها الأصلي.
وأوضح الموقع أن هناك العديد من الطرق المختلفة التي يمكن للمملكة المتحدة مغادرة الاتحاد الأوروبي رسميا، مثل الاحتفاظ بالعلاقات مع الدول الأوروبية أو قطعها.
وقد تبنت ماي النهج "الأكثر صعوبة" في الخروج من الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي أدى إلى الحد بشكل خطير من التجارة والهجرة مع الاتحاد الأوروبي. 
وشدد الموقع أن ذلك يعد من الأسباب وراء فشل حزب ماي في الحصول علي الأغلبية البرلمانية خلال الانتخابات، وهو الأمر الذي ينظر له بمثابة توجيه ضربة حاسمة وقوية لحزب المحافظين.
وقال باتريك دونليفي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، في إشارة إلي ماي: "لا أعتقد أنها تستطيع المضي قدما في العمل علي سياسة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بمفردها، نحن البريطانيين لا نتشاور مع أي شخص آخر".
وأشار الموقع إلي أن نتيجة الانتخابات أدت إلي ظهور مطالب تنادي باستقالة ماي، خاصة عقب قرارها بعقد الانتخابات في وقت مبكر عن موعدها، حيث في الواقع، لم يكن من المفترض أن تنعقد الانتخابات البريطانية حتى عام 2020. 
ودعت ماي إلى إجراء انتخابات مبكرة يوم 18 أبريل، وهو ما يمكن لأعضاء البرلمان القيام به فى ظل الأنظمة البرلمانية، لأن ماي كان لديها سبب وجيه للاعتقاد بأنها ستفوز بهامش كبير، حيث كان حزب العمال متخلف بـ16 نقطة فى استطلاعات الرأي الوطنية، وبتلك النتيجة انعكست في نهاية الانتخابات.
ونوه الموقع علي أن قرار ماي بعقد الانتخابات مبكرا كان مقامرة، حيث النتيجة جاءت عكسية بشكل رهيب، وأن السبب في ذلك هي ماي التي ارتكبت خطأ فادحا في تقييمها للأمور.
كما أشار الموقع إلي أنه من ضمن الأسباب التي أدت إلي نتيجة عكسية لما كان يتوقعه حزب المحافظين، هو طرح الحزب لمقترح في برنامجه الانتخابي يجبر المواطنين الذين تتعدى قيمة ممتلكاتهم الـ100 ألف جنيه إسترليني لدفع قيمة الخدمات الاجتماعية وخدمات الدعم في المنزل، مثل التمريض. 
ووصف النقاد ذلك الاقتراح بأنه "ضريبة الخرف"، حيث إن العديد من الأشخاص الذين يعتمدون على خدمات الرعاية الاجتماعية هم من كبار السن المصابين بـ"الخرف".
وكان انتقاد اقتراح "ضريبة الخرف" شديدا لدرجة أنه بعد ثلاثة أيام من تقديم الاقتراح، تم إزالته من البرنامج الانتخابي للحزب، وقد أدى الاقتراح بالفعل إلى جعل الأمور أسوأ، حيث شعار ماي في الانتخابات كان "القوة والاستقرار"، ولم يكن الناخبون يرون أنهم قادرون علي الوثوق بماي، خاصة بعد ذلك التخبط.
وأوضح الموقع أن نتيجة الانتخابات قد تكون مؤثرة كثيرا علي مصير السياسة التي تتبعها ماي في المفاوضات من أجل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث إن سياسات ماي الصعبة والتي تتبعها في المفاوضات قد تتحول في نهاية المطاف إلى سياسات أكثر مرونة، مما يؤدي إلي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بسهولة، خاصة أن تلك المفاوضات ستلعب دورا هاما في حرية تنقل الأشخاص في جميع أنحاء أوروبا والاقتصاد البريطاني، وفقا للمراقبين. 
ونوه الموقع إلي أن النقاد متخوفون من احتمال وقوع ضرر اقتصادي بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأعربوا عن قلقهم من التضحية بوصول بريطانيا بحرية إلى سوق أوروبا الأوحد قد تكون خطوة محفوفة بالمخاطر الاقتصادية. 
وبالنظر إلى نتائج الانتخابات، ستحتاج الحكومة البريطانية المقبلة للاستماع بشكل أوثق للناخبين الذين لديهم مخاوف حقيقية بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.