تتواصل حركة الاحتجاجات فيما يعرف باسم الحراك الشعبي في منطقة الريف المغربي منذ مقتل صياد سمك سحقا داخل شاحنة لجمع النفايات بمدينة الحسيمة أكتوبر الماضي.
وطالب المحتجون بإصلاحات اقتصادية واجتماعية وإنهاء عسكرة منطقة الريف شمال المغرب والإفراج عن تاجر القنب ناصر الزفزافي، والذي تحول إلى أيقونة لاحتجاجات الريف.
وفي الوقت الذي يبحث فيه مجلس النواب المغربي مطالب المحتجين اليوم الأربعاء أكد المحتجون تجميد مطالبهم الاقتصادية والاجتماعية والمطالبة فقط بالإفراج عن الزافزافي وثلاثين آخرين من المحتجين الذين اعتقلتهم السلطات المغربية.
وفي استجوابه أمام مجلس النواب أكد وزير الداخلية المغربي عبدالوافي لفتيت، أن عسكرة منطقة الريف كانت لأسباب أمنية تتعلق بوحدة البلاد ولم تستمر إلا لمدة عام واحد من عام 1958 – 1959 وقد انتهت.
وأشار إلى أن مطالب المحتجين تبدو تعجيزية في جانب إنهاء العسكرة ومطالبة الحكومة بسرعة إنجاز مطالبهم الاجتماعية.
وفي الوقت الذي اتهم بعض أعضاء البرلمان الحكومة باللجوء إلى مقاربة أمنية في التعامل مع احتجاجات الريف والمستمرة منذ 7 أشهر، كما طالبوا بسرعة الإفراج عن الزفزافي ورفاقه.
نفى وزير الداخلية أي تدخل أمني، مشيرًا إلى أن الاحتجاجات المستمرة منذ أكتوبر الماضي بمعدل 4 وقفات يوميا لم تشهد أي تدخل من قبل الأجهزة الأمنية.
وأشار إلى أن اعتقال الزفزافي ورفاقه ليس بسبب الاحتجاجات ولكن لمسه حرية أداء الشعائر الدينية والمساس بحرمة أحد المساجد بمدينة الحسيمة، مشيرًا في الوقت ذاته إلى وجود جهات لم يسمها تستغل الوضع لإحداث المزيد من القلاقل.
مطالب انفصالية
ووجهت أجهزة الأمن المغربية لناصر الزفزافي تهم تتعلق بالخيانة والتعامل مع أجهزة مخابرات أجنبية واتهمته أيضا بالتشيع والحصول على أموال من الخارج، والغريب أن الزفزافي لم ينف تلقيه أموالًا من الخارج وقال إنها مساعدات تأتيه من أصدقائه ومعارفه.
وعرف عن الزفزافي أنه تاجر مخدرات، حيث حجز وبحوزته 110 كجم من الحشيش وكان طفلًا قاصرًا واختفى عن الأنظار منذ العام 2006 ليظهر كزعيم ثوري بالحسيمة بالريف شمال المغرب، ويردد شعارات عبدالكريم الخطابي المناضل المغربي ويرفع العلم الامازيغي كما قام عدد من رفاقه بتمزيق جوزات سفرهم المغربية بل ظهر أحدهم على إحدى القنوات الفر نسية وهو يمزق وثيقة سفره في إشارة إلى الرغبة في الانفصال عن المملكة المغربية .
الإخوان وقطر
بعد انقضاء أسبوع واحد من القرار الملكى بإعفاء الإخوانى -رئيس حزب العدالة والتنمية- عبدالإله بنكيران من تشكيل الحكومة المغربية، وتكليف قيادى آخر من الحزب ذاته ليس على هوى الجماعة حدثت انقسامات واسعة داخل جماعة الإخوان المغربية من جهة، كما حدث شرخ كبير بين الملك والجماعة من جهة أخرى انعكست في تصعيد الأحداث في الريف المغربي لدرجة المطالبة بالانفصال.
وبحسب مراقبين للشأن المغربي فأن قيام الملك بعزل بن كيران جاء عقب الزيارة التي أجراها بن كيران لقطر مارس الماضي بالتزامن مع وجود قيادات التنظيم الدولي للإخوان بالعاصمة القطرية الدوحة، وفي مقدمتهم زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي وقيل إن التنظيم الدولي أعطى الضوء الأخضر لجماعة الإخوان المغربية للتدخل في الشأن المغربي.
كما بدأت اللجان الإلكترونية لجماعة الإخوان تصب الزيت على النار، كما شهدت الاحتجاجات وجود عناصر تخريبية أخرجت المظاهرات عن سلميتها وهو ما أكد عليه وزير العدل المغربي في جلسة مساءلته أمام البرلمان بقوله: "المظاهرات خرجت عن سلميتها وعلى الأمن تأمين الممتلكات".
وفي إطار تسخين الاحتجاجات ودفعها للخروج عن مطالبها السلمية والوطنية صرح الأمين العام لجماعة العدل والإحسان المغربية محمد العبادي بأن المغرب على فوهة بركان ومن طبيعة الضغط أن يولد الانفجار.
وقال في تصريحات نشرها القسم الإعلامي للجماعة: إن أصل الداء في المغرب هو الاستبداد والاستئثار بالحكم والثروة.
وفي محاولة لإثارة المشاعر الدينية وتأليب الشارع عن الملك محمد السادس انتقد العبادي ما وصفه بسياسة التمييع، وهي سياسة وفق تعبيرة نتج عنها أمور مهولة جدًا فهناك الدعارة، وهناك عصابات تصدر هذه الدعارة إلى الخارج فتتاجر بأعراض النساء، وهناك السياحة الجنسية، وهناك تدمير الأسرة.
