السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

باحث بريطاني: أزمة قطر مع الخليج "أكبر صداع" تواجهه سياسة "ترامب" الخارجية

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رأى الباحث البريطاني بيتر ساليزبيري، المتخصص في شئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن التوترات التي طال اختمارها بين دولة قطر الغنية بالنفط وجيرانها من دول الخليج العربي قد وصلت إلى درجة الفوران.
واعتبر ساليزبيري، في مقال نشرته مجلة "الـنيوستيسمان"، أن أنباء الصدام "الخليجي -الخليجي" تبدو أقل خطورة من النزاعات الأخرى في الشرق الأوسط، لكن في الواقع هذه الأنباء تمثل أكبر أزمة في السياسة الخارجية تواجهها إدارة الرئيس الأمريكي ترامب.
ونبّه الباحث إلى أن هذ التصعيد الراهن يأتي بعد أسبوعين اثنين من زيارة الرئيس الأمريكي ترامب إلى السعودية كأول محطة له في أولى رحلاته الخارجية؛ كما تعتبر تلك الأزمة لإدارة ترامب بمثابة أول صداع رئيسي في سياستها الخارجية.
ورأى ساليزبيري أن قرار إدارة ترامب وَضْع المملكة في مقدمة أولوياته تمّ النظر إليه باعتباره تدبيرًا تصالحيًا؛ فقد شهدت العلاقات الخليجية-الأمريكية تأزمًا شديدًا أثناء رئاسة باراك أوباما، الذي دفع صوب اتفاق حول برنامج إيران النووي.
أما ترامب، بحسب الباحث، فقد طرح الخطاب المناوئ للخليج جانبًا رغم أنه تخلل أحاديثه في حملته الانتخابية، وجعل يكيل الثناء على دول الخليج العربي خصوصا أثناء زيارته لأوروبا غداة مبارحتة المنطقة العربية.
وأكد الباحث أن الرياض وأبوظبي باتتا تلمسان بوضوح ما تحظيان به من نفوذ في واشنطن يكفي لمتابعة توجهاتهما ضد قطر التي قد يميل ترامب إلى التخلي عنها في ظل ما تواجهه هذه من اتهامات متواترة بالارتباط مع جماعات متطرفة عبر المنطقة.
وعاد الباحث بالأذهان إلى عام 2014 عندما سحبت كل من البحرين والسعودية والإمارات العربية المتحدة دبلوماسييها من قطر، متهمين الأخيرة بدعم جماعة "الإخوان" الإرهابية؛ غير أن العلاقات الدبلوماسية استعيدت بعد تسعة أشهر، مع صعود تنظيم "داعش" وغلبة التخوّف من التحول الأمريكي صوب إيران على الخلافات الداخلية بين دول مجلس التعاون الخليجي؛ لكن ظلت التوترات التحتية دونما علاج بشكل مناسب.
ولفت ساليزبيري إلى أن الموجة الأخيرة من موجات تلك الأزمة بدأت في أواخر شهر مايو المنصرم عندما أفاد تقرير إخباري على الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء القطرية بتفاصيل حديث منسوب لأمير قطر أثنى فيه هذا على حركة "حماس" ووصف إيران بأنها قوة استقرار إقليمية وأشاد بالعلاقات "الجيدة" بين قطر وإسرائيل؛ ثم ما لبثت الحكومة القطرية أن أعلنت أن ذلك الموقع الإلكتروني قد تعرض للقرصنة، ووصفت التقرير بأنه "ملفق" غير أن ذلك الإعلان جاء بعد فوات الأوان؛ حيث كانت قنوات حكومية في السعودية والإمارات العربية المتحدة قد أذاعت سلسلة من التقارير تستشهد بالحديث المنسوب لأمير قطر، كما حجبت حكومتا الدولتين خدمتي قناة "الجزيرة" باللغتين العربية والإنجليزية، فيما اشتعلت حربٌ كلامية بين وسائل الإعلام في كل من هاتين الدولتين من جهة ونظيراتها في دولة قطر من جهة أخرى.