يواصل الأسطى صابر: «عجبى عليك يا زمن راح زمن الجدعنة وبقينا فى زمن النايتى وتسقيط البنطلونات ثم يبرم شنبه ويضحك».
يقول الأسطى صابر: «أنا كنت سمكرى بريمو درجة أولى، اتعلمت الصانعة على إيد معلمين كبار، مكنش فى وقتها لا صينى ولا مستورد، كان أجدعها خبطة بالسندة والشاكوش ترجع فبيركة، لكن الله يجازيهم بقى ولاد الحلال، قالولى سنك بيكبر يا صابر ولا أنت متأمن عليك ولا لك معاش فدور على شغلانة لو جرالك حاجة ولادك يلاقوا حاجة يصرفوا منها، فسبت الصنعة ورحت قدمت خفير وقبلت، فسبت الشاكوش والسندة وعلقت على ضهرى البندقية، ويا ريتنى ما سمعت كلامهم، مش كره فى شغلانة الخفير، بس أنا كنت كسيب والأشية كانت معدن، إيه اللى خلانى أسيب نعيم الصنعة واعمل زى ما قالوا وأتمرغ فى الميري».
ويتابع الأسطى صابر: «لو كل الناس فكرت تشتغل فى الحكومة، تمضى وتروح يبقى البلد مش هيبقى فيها صنيعية وده اللى الشباب الصغير اتعود عليه، ما بقاش فيه صبيان فى أى صنعة، كنت تدخل أى ورشة تلاقى اتنين تلاتة من العيال الصغيرة، صبيان بيتعلموا، دلوقتى مفيش، والعيال بتستكبر وتقولك أنا بدور على وظيفة أقدم فيها ويبقى فيها معاش وتأمين، وأنا بقولهم كلمة لله: اللى قالك كده يا بنى إنت وهو بيضحك عليك، اشتغل فى أى صنعة وادفع تأميناتك لنفسك، ولما تكبر هتاخد معاش، إنما حرام تدفن عافيتك فى إنك تضيع أحسن سنين عمرك تدور على وظيفة، اشتغل وإنت فى شبابك بإيدك وسنانك، وشيل قرش لعيال، ولعلمك يا بنى إنت وهو أى صنايعى فى البلد دى بيعيش برنس، فاضل حاجة كمان علشان نقفل الموضوع ده، أوعى تفكر إنك لما تسيب الصنعة سنين وترجعلها هتكون زى ما سبتها، يبقى بتحلم، لا هتلاقى زبونك ولا هتلاقى إيدك مطوعاك.. ففكر صح».
ويواصل الأسطى صابر: «وما دمنا اتكلمنا عن الصنعة فلازم نتكلم عن الميرى بقى، أنا دلوقتى شيخ خفر وفاضلى شهرين واطلع معاش إن شاء الله، يعنى ده آخر رمضان ليا فى الخدمة ربنا يعوده علينا وعليكم أجمعين بخير، والحمد لله أنا خارج مرفوع الراس وواخد شهادة تقدير من مدير الأمن ذات نفسه عشان شجاعتي، أى والله عشان شجاعتى يوم لما لقيت تلاتة من الإخوان فى أول البلد موقفين موتوسيكل وبيلزقوا على الحيطان صور شتيمة فى مصر، وكنا بعد نص الليل، وأنا بمر على الخدمة، فقلتلهم خليك مطرحك إنت وهو أوعى تتحرك، وهم كانو تلاتة وأنا واحد، لكن فضلوا يعلقوا فى الصور، لما لقونى لواحدى فشديت سلاحى وضربت عليهم طلقة، فروا ولاد الذين زى الفيران، وسابوا الموتوسيكل والحاجة اللى كانت معاهم، وسلمتها لمركز الشرطة والمأمور شكرنى ومدير الأمن كرمنى الحمد لله».
وعما سيفعله عم صابر بعد خروجه على المعاش ضحك وقال: «أول حاجة هعملها هربى شنبى أوى زى زمان.. ومد يده فى جيب أفروله وخرج صورة له فى شبابه، وتابع: «شوف كان عامل إزاي»، ثم صمت ونظرة فى حيرة مش عارف بقى يا بنى صحتى هتساعدنى أرجع تااانى لصنعتى ولا هبقى رجل على المعاش قاعد فى البيت مستنى القبض كل آخر شهر، ما أتمناش كده، فدعوتى لربنا فى الأيام المفترجة دى إنه يكرمنى وأموت وأنا شغال ده الحركة بركة وكل سنة وأنتم طيبين.
