الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

قطر المنبوذة عربيًّا.. دعوات للوساطة بقيادة كويتية وتركية.. مسئول أمريكي: تصرفات الدوحة مثيرة لقلق جيرانها بالخليج والولايات المتحدة.. وليبرمان يعتبرها فرصة عظيمة لإسرائيل

أمير قطر الشيخ تميم
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ساند عدد من دول العالم قرار أربع دول خليجية هي السعودية والبحرين والإمارات واليمن إضافة إلى مصر وحكومة شرق ليبيا بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، بسبب "تدخلها في الشئون الداخلية ودعم الإرهاب".
فمن جانبها، أعلنت جمهورية المالديف، الإثنين، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وقالت وزارة خارجية المالديف في بيان لها أوردته وكالة الأنباء الألمانية، إن "قرار قطع العلاقات سببه معارضتها القوية للأنشطة التي تشجع على الإرهاب والتطرف".
وأضاف البيان أن "المالديف تشدد على التزامها بالعمل مع الدول التي تعزز السلم والاستقرار، وتؤكد التضامن في الحرب على الإرهاب".
أعلنت جمهورية موريشيوس، الإثنين، قطع علاقاتها الديبلوماسية مع قطر، عقب إعلان عدد من الدول الخليجية والعربية قرارات مماثلة.
ومن جهته، قال وزير الشئون الخارجية التونسي خميس الجهيناوي: إن تونس تتابع الوضع في الخليج العربي والقرارات التي اتخذت من قبل بعض الدول والخاص بقطع العلاقات مع قطر.
وأضاف الجهيناوي، في تصريح إعلامي عقب لقائه مع وزير الخارجية الفلسطيني - الذي يزور تونس حاليا، " نأمل أن يمكن السيطرة على هذا الموقف، ونتمنى تجاوز الخلافات في الخليج، وأن يتوصل الأخوة إلى حل يرضي جميع الأطراف.. فلا نريد مزيدا من التفرقة".
وعبر وزير الشئون الخارجية التونسي، عن رغبته في تجاوز الأزمة للحفاظ على قوة دول الخليج والدول العربية بصفة عامة.
بينما طالبت منظمة التعاون الإسلامي، الإثنين، قطر بالالتزام بتعهداتها السابقة والاتفاقيات التي وقعتها تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي، خاصة تلك المتعلقة بوقف دعم الجماعات الإرهابية وأنشطتها والتوقف عن التحريض الإعلامي.
وقالت المنظمة، في بيان صحفي: "إنها ظلت تتابع عن كثب التطورات الراهنة في منطقة الخليج والمتمثلة في قطع عدد من الدول الأعضاء في المنظمة علاقاتها الدبلوماسية مع دولة قطر، استنادًا إلى معلومات وأدلة تثبت انطلاق أعمال معادية لها من قطر".
وأكدت المنظمة أهمية التزام جميع الدول الأعضاء، بِما في ذلك دولة قطر، بمبادئ ميثاق المنظمة التي تدعو إلى الالتزام بسياسة حسن الجوار واحترام سيادة واستقلال ووحدة أراضي الدول الأعضاء وعدم التدخل في شئونها الداخلية. 
وقال مسئول بالإدارة الأمريكية، في تصريحات إعلامية، إن تصرفات قطر مقلقة جدا لجيرانها وكذلك لواشنطن.
وقل فيكتور أوزيروف، رئيس لجنة الدفاع والأمن فى المجلس الاتحادي للبرلمان الروسى، بأن موسكو ستدرس اتهامات بعض الدول العربية لقطر بدعم الإرهاب. 
وقال في تصريح خاص لوكالة أنباء سبوتنيك الروسية، أن موسكو لها موقف مستقل فيما يتعلق بعلاقاتها الدبلوماسية مع قطر.
ومن ناحية أخرى، قال مصدر روسي قريب من وزارة الطاقة الروسية الإثنين لوكالة أنباء "إنترفاكس" بأن بلاده لا ترى أن هناك خطورة على انهيار اتفاقية خفض إنتاج البترول بين دول منظمة "أوبيك" والدول غير الأعضاء بها بعد أن قطعت مصر والبحرين والإمارات والسعودية علاقاتها مع قطر.
وقال المصدر الروسي "لكن المسألة ستناقش بطبيعة الحال في الاجتماع المقبل للجنة المراقبة الوزارية في يوليو القادم"، ورفض ممثل وزارة الطاقة الروسية التعليق على هذه القضية.
بينما أبرزت قناة روسيا اليوم على موقعها الرسمي، الرد الرسمي الأول لإسرائيل على الأزمة العربية القطرية، إثر مقاطعة 6 دول عربية لقطر على الصعيد الدبلوماسي.
وجاء رد إسرائيل على لسان وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، حيث قال: إن القرار يمثل فرصة ممتازة لتوحيد الجهود مع إسرائيل في محاربة الإرهاب.
وأضاف ليبرمان قائلا: "الدول العربية أدركت أن الإرهاب ليس من إسرائيل وإنما من عوامل أخرى وبلاد أخرى، إنها فرصة جيدة للتعاون مع قطر.
فيما توقع مراقبون أن تلعب كلا من الكويت وعمان اللتين لم تعلنا قطع علاقتهما مع قطر دورا في قيادة الوساطة لحل النزاع القائم بين قطر والدول العربية.
كما أعلن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، الإثنين، أن أنقرة مستعدة لتقديم جميع أنواع الدعم لتطبيع العلاقات بين دول الخليج.

وأعرب جاويش أوغلو عن أسفه لحدوث هذه الأزمة، موضحا أن أنقرة تؤيد استقرار المنطقة، وتعمل على وحدة منظمة التعاون الخليجي، قائلا: "لابد من استمرار الحوار في جميع الظروف، سنبذل قصارى جهدنا من أجل عودة الأمور إلى طبيعتها". 
كما شدد على ضرورة استمرار الحوار، كي يتم حل الأزمة بالطرق السلمية، معربا عن استعداد بلاده للتدخل والوساطة بين الدول المعنية، لا سيما أن منطقة الشرق الأوسط تعاني من أزمات كبيرة أهمها الأزمتان السورية والعراقية.
وجاءت تصريحات وزير الخارجية التركي، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الألماني، سيغمار غابرييل، الذي يزور العاصمة التركية أنقرة.
وكانت الكويت وسلطنة عمان قد لعبتا دور الوسيط قبل 3 أعوام، بعد أزمة سحب السفراء التي اندلعت في مارس 2014، عندما سحبت كل من السعودية والإمارات والبحرين سفرائها من قطر، على خلفية تعاطي كل منهم مع الأزمات الإقليمية في مصر وسوريا واليمن، وانتهت بعودة السفراء للدوحة في نوفمبر من العام ذاته.
واتفق عدد من الدبلوماسيين على ضرورة أن تقوم قطر بمراجعة سياستها الخارجية والدخول في حوار صريح وواضح مع الدول العربية للخروج من الأزمة الحالية وإنهاء حالة المقاطعة والحصار التي تضر بالجانب القطري.
 قال السفير أحمد القويسني، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أنه لأول مرة تفاجأ قطر بهذا التصعيد العنيف من قبل مصر ومجلس التعاون الخليجي ضدها، لافتا إلى الإجراء الأخير الذي وجهته قطر، كان قيام مجموعة من دول مجلس التعاون الخليجي بسحب سفرائها عام 2014، إلا أن الكويت قامت بعمل بالوساطة للصلح بين الجانبين.
وأضاف القويسني، في تصريحات خاصة "للبوابة نيوز"، أن سياسة قطر تعتمد على إدارة المتناقضات وهي سياسة محفوفة بالمخاطر، وكان لابد أن تنفجر في وجهها، لافتا إلى أن قطر تواجه الآن وضعا أكثر خطورة بمحاصرة دول الخليج الرئيسية لها ووقف حركة السفر والتجارة وتحويلات البنوك.
وأوضح القويسني أن حركة المقاطعة والحصار الشديديين ربما يجبران قطر على تغيير سياستها الخارجية.
وعبر القويسني عن مخاوفه في أن تؤدي المقاطعة العربية لقطر في نشوء محور قطري - إيراني يهدد تماسك دول التعاون الخليجي.
وتساءل القويسني إذا ما كان الموقف الأمريكي سيؤثر في المعادلة، وهل ستدرك النخبة الحاكمة في قطر مغزي ما حدث وتعيد تقييم نهجها السياسي وتدخل إصلاحات وتغييرات في منطلقات سياستها الخارجية، وهل سيتدخل الأمير الأب أو الشيخ حمد بن جاسم وزير الخارجية الأسبق لإعادة توجيه دفة السياسة الخارجية القطرية.
وأكد السفير محمد المنيسي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، سفير مصر السابق لدى الدوحة، أن قطر ليس أمامها الآن بعد ما تتعرض له من حصار ومقاطعة عربية سوى أن تقوم بمراجعة سياستها الخارجية، لافتا إلى أنه بالرغم من الوعود التي قطعتها في أعقاب قيام السعودية والبحرين والامارات بسحب سفراءهم عام 2014 إلا أنها لم تتراجع عن سياستها المغيارة للنهج العربي.
وأضاف المنيسي، في تصريحات خاصة "للبوابة نيوز"، أن أكثر القرارات التي اتخذتها الدول العربية خطورة في مقاطعتها لقطر يتمثل في إغلاق المجال الجوي السعودي أمام الطائرات القطرية.
وتوقع المنيسي أن تتسبب المقاطعة العربية لقطر في حدوث انقلاب داخل القصر الملكي القطري، لافتا إلى أن الأسرة الحاكمة في الدوحة لابد أن تعيد النظر في استمرار تميم كأمير للبلاد.
وقال المنيسي إن قطر لابد أن تتخذ بعض الخطوات للخروج من المآزق الحالي والعودة إلى الصف العربي وفي مقدمتها التخلص من الجماعات الإرهابية التي تستضيفها الدوحة وعلي رأسها قيادات جماعة الإخوان الهاربين وقيادات حماس وتجميد المساعدات المالية التي تقدمها قطر للجماعات الإرهابية.
ودعا المنيسي قطر إلى الدخول في حوار صريح وواضح مع الدول الخليجية ومصر للخروج من الأزمة الحالية والعودة إلى السرب العربي.
ومن جانبه، ذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة "التلجراف" البريطانية الإثنين، أن قطع مصر والسعودية والإمارات، بالإضافة إلى عدد من الدول العربية الأخرى العلاقات الدبلوماسية مع قطر يعزلها سياسيًا عن المنطقة.
وأضاف الموقع أن تلك الخطوة من شأنها أن تضر قطر كثيرا، حيث تشكل خطرا كبيرا على البلاد، لا سيما عزلها سياسيا عن المنطقة، بالإضافة إلى احتمالية إلحاق الضرر بعلاقتها مع الولايات المتحدة، خاصة بعد زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسعودية مؤخرا.