على رأس حارة الروم المتفرعة من شارع المعز لدين الله، تقع تحفة معمارية أخرى وهى سبيل محمد على، وقد أنشأه الوالي محمد على باشا عام 1236 هجرية صدقة على روح ابنه الأمير إبراهيم طوسون باشا الذي توفى عام "1231 هجرية – 1816 ميلادية" متأثرًا بمرض بالطاعون عن عمر يناهز 22 عامًا.
أنشأ الوالي محمد على هذا السبيل عام 1236 هجرية 1820 ميلادية في شكل معماري متميز يحاكي طراز الأبنيةفي إسطنبول، حيث يعد الشكل المعماري للسبيل بداية جديدة في شكل معمار الأبنية في القاهرة حيث الزخرفة الغنية المنحوتة على الرخام والتي كانت بدورها محاكاة لطراز الباروك الأوروبي ومثلها أيضا الأفاريز الخشبية البارزة المنقوشة.
يختلف هذا السبيل عن غيره من الأسبلة في القاهرة حيث لم يلتحق بالسبيل كتاب وإنما بنيت قبة مغطاة بالرصاص على غرار مبان عديدة في عاصمة الدولة العثمانية وكان باطن القبة مزخرفًا بلوحات تصور مشهدًا تركيًا مبنيًا خياليًا لا يشبه أفق القاهرة، وكان يتوج المبنى هلال لامع مطلي بالذهب.
وعن أبواب السبيل فقد بني باب المدخل الرئيسي مصبوبًا بالبرونز الصافي يوجد خمس شبابيك وتم كساء الواجهة بالرخام الأبيض وركبت عليها شبابيك من النحاس المصبوب بأشكال زخرفية، ويعلوا كل شباك لوحة رخامية بها كتابات تركية، تعلوها زخارف مورقة يتوسط بعضها صرة والأخرى ما شاء الله.
ضم السبيل صهريج ضخم تحت الأرض عمقه تسعة أمتار، ومسقوف بتسع قباب حجرية، وجدرانه مبطنة بمونة غير منفذة للماء، على غرار المباني الرومانية القديمة، وكانت تغذيه بالماء أنابيب تملؤها سواق منصوبة على الخليج المصري الذي كان يخترق المدينة وقتها، وتبلغ سعة الصهريج 4555 ألف لتر، تكفي لملء مليون ونصف مليون كوب من الماء.
