الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بالفيديو.. في ذكرى العاشر من رمضان.. سيناء أرض المعارك.. اللواء جلال: لقنا الأعداء درسًا في "73".. ونجلي استشهد في مكافحة الإرهاب بأرض الفيروز.. ووالد الشهيد أشرف الطباخ: دماؤنا فداءً للوطن

اللواء جلال مروان
اللواء جلال مروان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

سيناء هي أرض الفيروز، وأرض الكرامة التي كانت وما زالت ترتوى بدماء أبنائها لتحريرها من الأعداء والخونة، فقد حارب ابناؤها جيشًا وشعبًا صفًا واحدًا في تحريرها من العدو الإسرائيلي بملحمة العاشر من رمضان.

ورغم مرور 44 عامًا على ذكرى الانتصار، إلا أن الحرب ما زالت مستمرة، لكن مع عدو مختلف وهو الإرهاب الأسود الذى قابله أبناء مصر سواء رجال الجيش والشرطة بمنتهى القوى والعزة والكرامة، صامدين للقضاء عليه، وتطهير سيناء منه والقضاء عليه.

"البوابة نيوز" تروي في التقرير التالى قصص أبطال حاربوا لتحرير سيناء منذ ملحمة العاشر من رمضان الذى كتب التاريخ سطورها، وآخرين ارتوت بدمائهم سيناء لتطهيرها من الإرهاب والإرهابيين.

حرب الكرامة 

"سيناء طول عمرها مطمع، استردناها من الصهاينة فى العاشر من رمضان، وأبناؤنا سيحرروها من الخونة والإرهابيين الآن"، هكذا بدأ اللواء السابق محمود جلال مروان حديثه، لافتًا إلى أنه قضى أكثر من 36 عامًا بالقوات المسلحة وخرج منها على رتبة لواء.

وتابع: أنه منذ تخرجه من الكلية الحربية فى عام 1955 شارك فى العديد من الحروب، وكان آخرها حرب العاشر من رمضان التى كان يعمل حينها قائد وحدة مشاة ميكانيكًا.

وأضاف "مروان" أن إسرائيل سرقت سيناء مننا عام 1956، وكانت دائمًا تقول: إنها أرضها ولن تتركها أبدًا، ولكننا لقناهم درسًا لن ينسوه أبدًا واسترددنا أرضنا كاملة، قائلًا: "إذا أردنا أن نتكلم عن حرب العاشر من رمضان فهى لم تكن عملية استرداد للأرض التى ضاعت لكن كانت استرداد للكرامة".

إشادة الأعداء

وأشار إلى أن الجنرال "بوفر" قائد قوات العدوان الثلاثى عام 1956 على سيناء، جاء للمنطقة الشرقية عقب وقف إطلاق النار فى 28 أكتوبر 1973، ورأى كيف لقنا الإسرائيليين درسًا قاسيًا من خلال مشاهدته الدبابات المحترقة والأخرى الجديدة التى تركها الجنود الإسرائيليين وفروا هاربين خوفًا، قائلًا: "لا يستطيع أحد أن يقدر ما تم ما بينكم وبين الجانب الإسرائيلي لأنه شيء صعب الحدوث". 

وأكد مروان أن فرق الأسلحة الهائل بيننا وبين الجانب الإسرائيلي لم يمنعنا من الانتصار لأن شجاعة الجندى المصري أبهرت العالم في النهاية.

حرب مستمرة 

واستكمل مروان: بعد 44 عامًا من استردادنا لسيناء فى العاشر من رمضان ما زالت ترتوى بدماء ابنائها لمحاربتها الإرهاب، ومن ضمن هذه الدماء دماء ابنى الشهيد" أحمد جلال مروان، الذى تخرج من كلية الشرطة عام 1997، وعمل بالأمن المركزى، ثم المطار إلى أن طالب بنقله إلى العريش عقب ثورة 25 يناير 2011.

وتابع: إن الشهيد وهو برتبة ملازم طلب الحصول على فرقة صاعقة فى إنشاص وتخرج منها بتفوق، ومع بداية دخول الإرهاب مصر عقب ثورة يناير طلب نقله إلى إدارة قوات الأمن المركزى بقطاع العريش.

وأضاف: "عندما قلت له لماذا العريش؟ أجاب قائلا: "اشمعنى إنت تحارب فى سيناء وأنا محاربش.. لأن اللى بيحصل فى سيناء دلوقتى حرب بمعنى الكلمة.. ويبدو الشهادة كانت تناديه".

وتابع: ظل أحمد بسيناء إلى عام 2013 وقت استشهاده، موضحًا أنه قبل استشهاده بيوم بشرنا أن زوجته حامل وفرحنا جميعًا لذلك الخبر ثم سافر بعد ذلك، وعندما وصل إلى القطاع بالعريش بساعتين اتصل بوالدته وزوجته للاطمئنان عليهم وبعد إغلاق المكالمة بأقل من ساعة، علمنا بخبر استشهاده الذى وقع علينا كالصاعقة.


غلاوة سيناء 
استكملت المهندسة منال جلال مروان، ابنة اللواء جلال وأخت الشهيد أحمد: سيناء أرض غالية على كل المصرين وكل من استشهد على أرضها فى حربها ضد إسرائيل أو الآن ضد الإرهاب فداء لمصر، مضيفة أن الشهيد أحمد ارتوت سيناء بدمائه فى 2013، عقب قيام قناص بقتله خلال قيامه بعمله، لذلك ساظل أقول: إن سيناء غالية بغلاوة اللى راحوا فيها.


قلب مصر 
وفي ذات السياق، قال عبده حنفي محمود الطباخ، من سنهور محافظة البحيرة، والد الشهيد مجند أشرف الطباخ، الذى ارتوت سيناء بدمائه فى سبتمبر 2016، خلال قيام قناص بقتله فى أحد المداهامات": إن سيناء هى قلب مصر النابض، ولن نسمح لأحد بالاعتداء عليها، مهما كلفنا ذلك، مشيرًا إلى أن ابنه كان يقول له: إنه لا يخشى الموت فداء الوطن.
وأضاف الطباخ، أن سيناء لم ترتوى بدماء ابنه فقط بل ارتوت بدماء الكثير من المصريين منذ حرب العاشر من رمضان حتى الآن بسبب الإرهابين الذين يشكلون خطرًا كبيرًا عن البلاد أكثر من خطورة الاحتلال.


كلمات وداع

لو مت شهيد هكون.. عشت راجل ومت راجل، هكذا كتب أشرف عبر صفحته يموقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، مؤكدًا أن ابنه قام خلال فترة تجنيده بقتل 14 تكفيريًا فى سيناء، وقام الفريق صدقي صبحى بتكريمه على بطولته، موضحًا أنه قبل استشهاده بأسبوع كان يقوم بانتهاء أوراق الخدمة العسكرية.
واستكمل الطباخ: فى آخر إجازة للإشرف قام بتقبيل قدمى واحتضانى بشدة وهو يودعنى قبل ذهابه لتسليم شهادة المعافاة، ما جعلنى أبكى بشدة وظللت أركض خلفه إلى أن اختفى من أمامى.
واستكملت جميلة الطباخ والدة الشهيد: ابنى كان حلو الطلة والروح والأخلاق، كان محبًا لجيشه ولم يشعرنا فى يوم أنه فى خطر، تمنى أن يفرح بتواءمه أحمد الذي لم يراه منذ التحاقهما بالخدمة العسكرية لذهاب كل فرد فيهم بمكان مختلف عن الآخر، وكانوا يحلمون بالوقت الذي سيجمعهم مرة أخرى ولكن إرادة الله كانت أقوى.
 وتابعت: "حسبي الله ونعم الوكيل فى اللى قتل ابنى كان بيحارب عشان وطنه.. راح يجيب شهادة الخدمة رجع بالشهادة الكبيرة بتاعه ربنا"، مؤكدة أنها فخورة بأنها أمه لأنه للآخر لحظة فى حياته كان يضحى من أجل مصر.
وتابع أحمد الطباخ توءم الشهيد: أشرف كان جارٍ فى بطن أمى، حزنًا وفرحنا سويًا ودخلنا الجيش فى نفس اليوم، وظللنا نحلم بلقائنا لبعضنا البعض بعد المعافاة ولكن قدر الله شاء أن يأتى فى علم مصر شهيدًا.