السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

إيمان الفراعين.. "حور محب" الرجل القوي في مصر القديمة

حور محب
حور محب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كانت مدينة «حوت نسوت» فى مصر الوسطى «بنى مزار، المنيا»، هى مسقط رأس هذا الكاتب الملكى، الذى تولى منصب الكاتب المتخصص للجنود المستجدين، والمشرف على محاجر الكوارتز، ثم أصبح قائدا عاما للقوات المسلحة، وكبير أمناء الملك، المقيم فى «منف»، إنه آخر فراعنة الأسرة الثامنة عشرة «حور محب»، الذى أنعم عليه الملك «توت عنخ آمون» بلقب الأمير «إربع،» والذى حمله من قبله الوزير الحكيم الذى عمل مع الملك أمنحتب الثالث، وهو اللقب الذى ميزه عن باقى الوزراء، كما ساعده ليصبح خليفة للملك الشاب، وعلى الرغم من الألقاب العظيمة التى مَنَ الملك الشاب عليه بها، إلا أن هناك أصابع اتهام تحوم حول «حور محب» بإعتباره المستفيد الوحيد من موت «توت عنخ آمون» كوريث أو خليفة للعرش، حيث وجهت دراسة حديثة أجراها الخبير الأثرى، الدكتور أحمد صالح، مدير عام آثار أسوان، أصابع الاتهام للقائد العسكرى «حور محب» فى اغتيال الملك توت عنخ آمون أثناء نومه، مشيرًا إلى أنه الوحيد المستفيد من اختفاء العائلة الأتونية كلها، حيث بدأ فى محو ديانة آتون وإخناتون، مشيرًا إلى أن ملامح الأشعة السينية التى أخذها البريطانى رونالد هاريسون عام ١٩٦٨ للمومياء، هى مفتاح الحل لسبب موت توت عنخ آمون، حيث أظهرت تلك الأشعة وجود بروز أعلى العنق فى المنطقة الخلفية للرأس، ووجود انخفاض دائرى بجوار الأذن اليسرى عليه بقعة دم متجلطة، مما يعنى أن الملك تعرض للاغتيال بالضرب بآلة أو عصا أثناء نومه.
ويرى «صالح» أن الملك «توت عنخ آمون» أجبر على الانقلاب على ديانة إخناتون، ولم يكن يرغب فى ذلك، وأن الذى أجبره على ذلك هو الرجل العسكرى القوى «حور محب» والذى فرض على توت عنخ آمون ترقيته إلى القائد العام للجيش، وهو منصب من مناصب الملك، وذكر حورمحب ذلك على مقبرته فى سقارة، موضحا أنه عند وفاة الملك كان حورمحب يحمل ألقابا هامة مثل «ربعت» و«ادنو» وهما لقبان يترجمان بالوريث الملكى ونائب الملك.
وبموت «توت عنخ آمون» فرض «حور محب» أسماءه مكان أسماء «توت عنخ آمون»، بما فيها الأسماء المنقوشة على اللوحة التى نادت بالإصلاح العام للنظام القديم، كما أصدر «حور محب» مرسومًا هامًا ينص على الإجراءات والقوانين اللازمة لحماية الأملاك الخاصة وطرق المواصلات، للتخلص من مظاهر الابتزاز العنيف، وإعادة تنظيم هيكل المناطق العسكرية، والمجالس الإدارية بالأقاليم، وقام «حور محب» بتوسعات معمارية فى الكرنك، وتشييد الصرحين التاسع والعاشر فى الجنوب، والصرح الثانى فى الغرب، والذى قام الرعامسة الأوائل بزخرفتها، وللقيام بهذه الأعمال كان لا بد من فك المعابد الآتونية التى كانت قد شيدت فى عهد الملك المُوحد إخناتون فى طيبة، ثم إعادة استخدام أحجارها، كما أسترجع «حور محب» وتوسع فى معبدالملك «آى» الجنائزى، وفى مقبرته المنحوتة فى وادى الملوك، دون هذا الملك لأول مرة «كتاب الدهاليز»، وهو عبارة عن إحياء رمزى لبعث الشمس، أما فى مقبرته التى كان قد أنشأها من قبل فى مدينة منف، فقد أضيفت إليها صورة «الحية المقدسة» فوق جبينه، ودفنت زوجته العظمى «موت نجمت» معه فى نفس القبر.
ملأ «حور محب»أوساط الكهنة ورجال الدين بالعملاء المختارين من الجيش، وتركزت سياسته على إبعاد ورثة البلاط العمارنى «ورثة إخناتون»، على أن يُنصب قيادات جديدة، واختار حور محب وزيره «رمسيس الأول» الذى كان قائدًا عسكريًا مثله ليخلفه على العرش، واستطاع حور محب باغتصابه لأعمال توت عنخ آمون، أن يضع الخطوط النهائية لفترة معينة وهى فترة عبادة الإله الواحد إله إخناتون، ويؤصل لعودة عبادة آمون مرة آخرى.