الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

الفنان القدير إبراهيم نصر يزيح الستار عن أسرار ذكريات "كاميرته الخفية" لـ"البوابة ستار": "السادات" قائد عظيم ولا أستطيع كره "مبارك".. و"السيسي" خلص البلاد من الجماعات الظلامية

الفنان القدير إبراهيم
الفنان القدير إبراهيم نصر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى وقت من الأوقات كان يحلق بمفرده مغردا فى سماء الإعلام المصرى ببرنامجه الأقوى «الكاميرا الخفية»، الذى كان ينتمى لنوعية برامج المقالب، الذى قادته الصدفة البحتة لتقديمه عندما كان يمر من أمام التليفزيون، بعد أن كان حلما يراوده منذ صغره، عندما ورث التقليد عن أبيه، ذكريات كثيرة وعمر يضاف إلى عمره، بسبب هذا البرنامج الذى عشقه الناس وارتبطوا به وبممثله إبراهيم نصر، والذى رغم مرور أكثر من 20 عامًا على تقديمه، ما زال الناس يتذكرونه، رابطين بينه وبين برامج المقالب، التى تقدم الآن وليس لها هدف إلا الاستخفاف بعقلية المشاهد الذى لا يجد مفرا غير اللجوء لمشاهدة الكاميرا الخفية زمان هروبا مما يقدم الآن.
«البوابة» التقت الفنان القدير لتفتش فى ذاكرته وذكرياته حول كاميرته الخفية.. فكان هذا الحوار.

■ بداية.. نود الاطمئنان على صحتك بعد انتشار أخبار عن إصابتك بوعكة صحية شديدة جعلتك تعتذر عن مسلسل «أرض جو»؟
- هذا كلام غير صحيح بالمرة.. وعبارة عن تكهنات، وهذا الخبر نشر ومفبرك لى، فأنا لم أتعرض لأى وعكة صحية، وصحتى جيدة للغاية، والدليل على ذلك أننى أقوم بتصوير فيلم سينمائى الآن، وأنا لا أهتم بالرد على تلك الأكاذيب والشائعات لأننى لست صغيرا على تلك الأمور، وأؤكد أن من وراء هذا الخبر وانتشاره هو غادة عبدالرازق ذاتها، فهى من تحدثت عني، وقالت إننى مريض والحقيقة غير ذلك تمامًا، وبالنسبة لى لا أريد أن أتحدث عن أسباب تركى للعمل، لأنه ببساطة شديدة الموضوع انتهى، وفى النهاية كل شيء قسمة ونصيب.
■ ما أسباب قلة أعمالك، وما حقيقة العروض التى تلقيتها مؤخرا لعودة الكاميرا الخفية؟
- هذا حقيقى.. لقد انهالت على العديد من العروض من معظم القنوات الفضائية، وأيضًا التليفزيون المصرى، لأعود لتقديم برنامجى «الكاميرا الخفية» فى ثوب جديد تمامًا، ولكن بالنسبة لى لدى مبدأ رسخه فى والدى رحمة الله عليه هو أنه لا تستقطبنى الأمور المادية قط، لأنها زائلة فى النهاية، وكل الذين عرضوا على هذا كانوا يشعروننى أننى تاجر ولست فنانًا، فهذا كان دافع رفضى لهم، ودائمًا لا تغرينى الأموال، لأننى إذا تلقيت عرضًا بـ ١٠٠٠ جنيه أقبله، وهذا يكون أفضل بكثير من عرض بملايين لا تعرف قيمة الإنسان وفكره، وآخر عرض تلقيته هو أنا أحصل على أجر ١٠ ملايين جنيه، ولا أتحدث فى أى شىء بعد ذلك، والقائمون عليه هم الذين لهم حرية التصرف فى كل شىء، وذلك بالتأكيد ضد شخصيتى ومبادئى لأننى لست أنا الرجل الذى أضع رأسى فى الرمال مثل النعامة.
■ قدمت الكاميرا الخفية لمدة ١٧ عامًا وتوقفت منذ ٨ سنوات.. ألم تشعر بالحزن والألم بعد توقفها؟
- إطلاقًا.. لأننى عندما قدمت الكاميرا الخفية إلى بعد توقفها الحمد لله استطعت أن أترك بصمتى عند الجميع، وما زال الجميع يتحدثون عنها ومرتبطًا بها المشاهد ولا تنسى من ذاكرة ووجدان الشعب المصرى والعربى، وهذه نعمة كبيرة من عند الله، ولا تعوض بكنوز العالم، لأن ما الاستفادة التى تعود على إذا قدمتها مرة أخرى سوف لا تضيف إلى تاريخى، ولن تحظى بنفس الإعجاب أو المكانة التى اعتاد عليها الجمهور.
■ ما ذكريات الماضى التى لا تنسى مع هذا البرنامج؟
- لدى ذكريات لا تحصى مع الكاميرا الخفية.. وأقص عليك موقفًا حقيقيًا حدث بالفعل، ولا يغيب عن ذاكرتى أبدا، ذات مرة كاد جزار أن يقتلنى، بعد حلقة ضمن حلقات البرنامج، كنت أصور فيها حلقة أنصب بها على الناس، وكنت أجسد شخصية امرأة وزوجى أخذ لحمة من الجزار بـ ١٥٠ جنيها وتركنى فى المحل، وأنا ليس معى أموال، وكنت أريد أن أذهب من المحل وأترك الجزار، وأمسكنى وقال لى أنا هقوم بذبحك على باب المحل، ووضعنى أربعة عاملين مع الجزار فى ثلاجة المحل وكانت درجة حرارتها عالية للغاية، وكنت هموت، وعندما خرجت وكان هيقتلنى بسكينته التى يقطع بها اللحوم إلى أن كشفت له عن نفسى أننى إبراهيم نصر، وهذا أنقذنى آنذاك والحمد لله.

■ متى اكتشفت موهبة التقليد لديك، ومن أول من شجعك وأخذ بيدك؟
- منذ صغرى وأنا لدى موهبة التمثيل والتقليد بالفطرة، ووالدى رحمة الله عليه، عندما كان شابًا، وأنا كنت طفل صغير، كنت أراه يقوم بعمل العديد من المقالب فى الناس، وكان يقول لهم أنا كنت أضحك معكم، ومن هنا جاءتنى الفكرة، وعندما كبرت قمت بتقديم الفكرة باسم الكاميرا الخفية وأجزم أننى ورثتها عن والدى وهى فى النهاية بالفطرة.
■ ما رأيك فى برامج المقالب التى تقدم، ولماذا لم تتم دعوتك كضيف فيها نهائيًا؟
- لأننى لست الرجل الذى أستضاف فى هذه النوعية من البرامج التى تفعل فى الضيف ما يريده الإنتاج وفريق العمل والإخراج مقابل عائد مادى، وقد تلقيت اتصالًا ذات مرة من أحد لا أريد أن أذكر اسمه وكان يريد استضافتى فى هذه النوعية من البرامج، وقال لى بالمعنى الدارج «خد اللى أنت عايزه»، وعندما سمعت تلك الكلمة فى الهاتف أصابتنى الصدمة، وانفعلت عليه بشدة وقلت له نصا «أنا أصرف عليك وعلى عائلتك.. وهذا الرقم تنساه لآخر العمر وإذا حصلت على جائزة أوسكار عن طريقك لا أريدها»، لذلك معدو هذه البرامج يقلقون من استضافتي، وبالنسبة لبرامج المقالب التى تقدم على الساحة الآن شاهدتها كلها من بينها رامز جلال وهانى رمزى وغيرهما، وأرى أن كل شخص منهم لديه موهبة ويجتهد فيما يقدمه ويحاول إضحاك المشاهد.
■ هل ترى أن نوعية البرامج التى تقدم الآن طابعها السطحية، وما الفرق بين التى كنت تقدمها وبين التى يقدمها رامز جلال وهانى رمزى حاليًا؟
- لا أستطيع القول إن جميع برامج المقالب تتسم بالسطحية، ولكن من حكمة ربنا فى هذه البرامج التى يقدمها رامز وهانى، أن كلا منهما له قدرة منحها له الله، ولكن لا بد أن يعيا جيدا أن هذه الهبة التى أعطاها الله لهما لا بد أن يذاكرا ويدرسا ويعملا عليها.
■ حدثنى عن علاقتك بالفنان الراحل أحمد زكي، وما أكثر ما تتذكره له؟
- أحمد زكى رحمة الله عليه كان أكثر من صديق وكانا تجمعنى به علاقة أخوة كبيرة، وإذ تحدثت عن علاقتى الإنسانية به فهذا تحتاج إلى حلقات، هو إنسان رائع وفنان لا يعوض، فهو كان تحفة فى تاريخ الفن المصرى كله لأن كان يعشق الفن ويذوب فيه.

■ هل ترى أن نجله الفنان الشاب هيثم أحمد زكى يستطيع أن يستكمل مشواره الفنى؟
- بصراحة إذا قارنت الآن هيثم بالعملاق الراحل أحمد زكى فهذه مقارنة تصبح غير عادلة له وللراحل، ولكن من الممكن أن نقول مع الخبرة والأعمال سيصبح مثل والده، وإذا نظرنا إلى تمثيل هيثم نجد أنه مجتهد للغاية ولديه موهبة كبيرة، وأنا فى تصورى أنه سوف يصبح نجمًا فى المستقبل.
■ شاركت الزعيم عادل إمام بطولة فيلم «شمس الزناتى».. فهل ما زلت على علاقة به؟
- بصراحة تجربتى فى «شمس الزناتى» تعتبر من أعظم ما قدمت عبر تاريخى وأعتز بها كثيرا وسعدت وشرفت أننى تعاونت مع الزعيم عادل إمام فيه وبالطبع علاقتنا على أفضل ما يرام حتى الآن.
■ يقال إن عادل إمام ديكتاتور يفرض سيطرته على العمل ككل، بدءًا من الفنانين إلى المخرج.. فكيف تصفه أنت؟
- بالنسبة لى عندما تعاونت مع الزعيم عادل إمام فى الفيلم لم يكن ديكتاتوريًا معى قط، ولا أيضًا المخرج، أو أى شحص من فريق العمل لأننى لم أقبل بذلك قط، لأنني معروف عنى جيدًا إذا صدرت أى تصرفات لا تليق بى من أى شحص لا أقبلها مهما كان هو.
■ قدمت برامج كنت تتنكر فيها فى زى امرأة «زكية زكريا.. نفوسة النفساوية»، وقد سبقك ممثلون كبار فعلوا ذلك منهم عبدالمنعم إبراهيم وإسماعيل ياسين.. فهل تعتقد أنك حققت جماهيرية؟
- بالفعل قدمت عشرات الأدوار النسائية والذكورية على مستوى العالم عبر برامجى على مدار ١٧ عاما فى عالم تقديم البرامج، والحمدلله حققت نجاحًا وانتشارًا كبيرًا، وتركت بصمة كبيرة عند المشاهد، وكل شخصية منها قريبة إلى قلبى، ومن الصعب المقارنة بين ما قدمه عبدالمنعم إبراهيم وإسماعيل ياسين، لأن كل شخص له مذاقه الخاص ومكانته عند جمهوره.
■ هل بالفعل قابلت الرئيس السادات وأنت فى بداية حياتك.. وما كواليس لقائك معه؟
- سبب هذا اللقاء أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات كان يقطن فى الجيزة وأمامه منزل الفنانة هدى سلطان، وكانت لها علاقة بالسيدة الفاضلة جيهان السادات قرينة الرئيس الراحل، وهذه المرأة كانت شخصية فوق الوصف ومحبة للغاية للناس، وفى مسكن هدى سلطان يقام العديد من الحفلات والفقرات، وكنت أقدم شو صغيرًا وطريفًا للأطفال وجيهان السادات نفسها كانت تقول عندما إبراهيم يقدم الفقرة، أبلغونى لكى تحضرها فهى إنسانة ذواقة للفن والإبداع، وذات يوم وجدت رجلًا ينادى على ويقول لى «الرئيس عايزك»، وبالفعل ذهبت إليه وقال لى «إزيك يا نصر؟ وإيه الأخبار وأخبار النكت المستخبية إيه؟ وطلب منى أن أقول له واحدة وبالفعل قصيت عليه نكتة لم أكن أحضرها كانت من الممكن أن تحبسنى، وبعدها وجدته فى حالة من الضحك الهيستيرى وبعدها قال لى لو عايز أى حاجة يا نصر ابقى قولى فأجبته أننى لا أحتاج أى شىء وشكرته فقال لى أنا عارف أن والدك مقتدر عمومًا لو عايز حاجة ابقى قولى، ومن هنا حمدت الله كثيرا أن المقابلة عدت على خير.

■ عاصرت عددًا من الرؤساء بداية من الرئيس السادات إلى الرئيس السيسي.. كيف ترى مصر الآن بمشهدها السياسى والاجتماعي؟
- كل الرؤساء الذين عاصرتهم أعشقهم، ولقد عشت فى عصورهم أحلى أيام، فالسادات كان قائدا عظيما، أما حسنى مبارك رغم ما حدث لا أستطيع أن أكرهه فهو قدم للبلاد الكثير، وعندما تولى الأشخاص الإرهابيون الحكم أنا كنت فى حالة مشاهدة تامة لما يحدث، ثم جاء الفنان العظيم والمايسترو عبدالفتاح السيسى واستطاع تخليص البلاد من هذه الجماعات الظلامية وأنقذنا، وهذا الرجل جعلنى أشعر أننى أعيش فى عصره منذ ٤٠ عامًا، فهو رجل عظيم ولديه حكم متأنٍ ودهاء وقام بالعديد من الأعمال الإيجابية منذ توليه الحكم مثل المشروعات الضخمة وسفره الكثير من أجل مصر.
■ بعد دورك فى «إكس لارج» وحصولك عنه على عدة جوائز توقع كثيرون تواجدك بكثرة وهو مالم يحدث.. لماذا؟
- لقد عرض على طوال الفترة الماضية العديد من الأعمال، ولكن لم تنل إعجابى، وهناك فيلم أقوم بتصويره الآن اسمه «القمر من بعيد» ويشارك فيه ماجد المصرى ومحمود عبدالمغنى ويدور فى إطار اجتماعى، ولا أريد الإفصاح عن دورى الآن، ولكنه سوف يكون مفاجأة للجميع، إخراج أمير شوقى.
■ هل تتابع نجوم الكوميديا الجدد، ومن يعجبك منهم؟
- بالتأكيد أتابع جميع نجوم الكوميديا المتواجدين على الساحة الآن، وكلهم لديهم قدرات، ولكن بالنسبة لى يعجبنى كثيرا ويموتنى من الضحك نجم الكوميديا محمد هنيدى، وأيضا أحمد حلمى أفلامه بها مضمون وتتسم بالموضوعية والفكر.
■ لماذا هجرت المسرح بعد تقديم عدة تجارب ناجحة فيه مثل «زكية زكريا والعصابة المفترية»؟
- بعد ما قدمت هاتين المسرحيتين على مسرح الدولة وحققتا أعلى إيرادات، وما حصل فى المسرحية فى يوم يساوى عامًا واحدًا من إيرادات مسرح الدولة، وهذا جعلنى أشعر بحالة إشباع ورضا تام من المسرح.