الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"البوابة نيوز" تحقق في قتل عاطل لوالدته وشقيقه على مائدة الإفطار.. جريمة تهز "عزبة الصعايدة".. الجيران: المتهم أغلق الغرفة وجلس مع الجثث يذكر الله.. قاوم الشرطة 4 ساعات.. محيي الدين: أسرتي عملت لي سحر

الابن قتل والدته
الابن قتل والدته وشقيقه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
معروف بين أهالى عزبة الصعايدة بأنه صاحب أخلاق حسنة ويتمتع بسمعة طيبة "من البيت للجامع ومن الجامع للبيت"، لكن فى بعض الأحيان قد يتغير الإنسان ويفقد السيطرة على أعصابه ويترك تفكيره للشيطان يعبث به ويرسم له أوهام تدفعه إلى ارتكاب جرائم تنتهي بحياته إلى خلف أسوار السجون، أنه "محيي الدين. ر. م" صاحب الثلاثين ربيعًا، لم يتوقع يومًا أن يتغير مصير أسرته على يده بعدما أنهى حياة والدته وشقيقه التوءم، بسبب أوهام لم تكن فى يوم ما حقيقة.

داخل شارع 20 بمنطقة أولاد الصغير بعزبة الصعايدة تجولت "البوابة نيوز" لمعرفة الأسباب التى دفعت "محيي الدين" إلى قتل فردين من أسرته والشروع فى قتل الثالث، على بعد عدة أمتار وأمام العقار الذى شهد الواقعة صعدنا للأعلى حيث الطابق الثالث الذى يقع أسفل شقة أسرة المتهم، وهناك التقينا بإحدى الجارات والتى بدأت تروي تفاصيل الواقعة قائلة: "كنا قاعدين نفطر ونتفرج على التليفزيون برنامج "رامز جلال" فوجئنا بصرخات تأتي من الطابق الأعلى اعتقدنا أنها مشاجرة بين أفراد العائلة، فأسرعنا نحو الصوت، رأينا "شيماء" بنت الجيران فى حالة من الانهيار التام تردد كلمات غير مفهومة "أخويا ماسك سكين وهيموتنا"، وبمجرد دخولنا إلى الشقة وجدنا "محيي الدين" يجلس على سرير داخل إحدى الغرف يذكر الله ويردد "الحمد الله، لا حول ولا قوة إلا بالله" وبجواره سكين وجثة شقيقه التوءم "رضا" ملقى بين سريرين، وجثة والدته "نورا محيي الدين" غارقة فى دمائها.
وتابعت: "طلب منا شباب المنطقة الخروج من الشقة وحاولوا الاقتراب منهم، لإنقاذهم، لكنهم فوجئوا بالمتهم يثور وفى حالة غضب شديدة وأمسك بيده السكين وطردهم إلى خارج الغرفة قائلا: "إلى هيقرب هموته"، وبعدها قام بإغلاق الغرفة عليه وجلس مع الجثتين فى الداخل، ولم يكتف بذلك بل قام بوضع "المراتب والوسائد" الخاصة بالسراير خلف باب الغرفة حتى لا يتمكن أحد من الدخول، حتى حضر رجال الشرطة وحاولوا اقتحام الغرفة لكنهم لم يتمكنوا من ذلك واستمرت مقاومة المتهم لرجال القسم فترة طويلة، حتى نجحوا فى أحكام قبضتهم عليه بعدما ألقوا عليه كمية من غاز "مثير للأعصاب" لتخديره وشل حركته والأمساك به.

وفى هذا التوقيت حضرت شقيقتهم المتزوجة وبدأت فى التساؤل عما حدث وكيف تطورت الأمور بينهم إلى هذا الحد، فأكدت لها أنه بعد الإفطار بدقائق وقعت مشادة كلامية بين المتهم وبين شقيقه بسبب دخوله غرفته دون استئذان أثناء تأديته للصلاة حيث اصطدم به شقيقه فخرج المتهم من الصلاة دون إكمالها ونشبت بينه وبين شقيقه مشادة كلامية فدفعه شقيقه ما أثار غضب المتهم وأخرج السكين من بين طيات ملابسه وسدد طعنة إلى شقيقه بالظهر ثم بالصدر، فأسرعت والدته نحو الغرفة وحاولت الدفاع عن المجني عليه ولكن نجلها "المتهم" غرس السكين بصدرها ثم انهال عليها بعدة طعنات وأثناء محاولة والده انتزاع السكين من يديه ضربه بها في رأسه فأصابه بجرح قطعي.
وأكد"رمضان. ا" أحد أهالى المنطقة أن الحادث غريب والجميع أصيب بحالة من الذهول فور سماعهم الخبر، لأن هذه العائلة معروف عنها حسن الخلق، فلا أحد من أفرادها يفتعل المشكلات "ناس كويسين وطيبين"، مافيش حد من أفراد المنطقة بيسمع صوتهم، منذ أن حضرت الأسرة للأقامة هنا منذ سنوات.
وأشار إلى أنه بعد ارتكاب المتهم الواقعة استمر فى مقاومة رجال الشرطة أكثر من 4 ساعات، حيث منعهم من الدخول إلى الغرفة للقبض عليه ونقل الجثث للمستشفى.
ويؤكد "محمد. ش" أن المتهم ليس له علاقة بأحد ومعروف فى المنطقة بأنه فى حاله كان كل يوم ينزل يصلي، وعندما يشاهدنا فى الشارع يطلب منا أن نذهب معه لأداء الصلاة فى المسجد، لم يتشاجر يومًا مع أحد، كما أن شقيقه المجني عليه كان يتمتع بأخلاق حسنة هو الآخر. 
وبالتحدث مع أم محمد جارة المجنى عليهما قالت: إن المجنى عليهما من النوبة ويسكنون بالمنطقة منذ 30 عامًا، وهم عائلة دائمًا في حالهم في غاية الأدب والاحترام وعلى خلق، ويتعاملون مع الجميع بكل احترام.
وأضافت أن الجميع بالمنطقة في حالة صدمة من وقت الواقعة ولا يعرفون كيف حدث ذلك، فالمتهم شاب متدين وعلى خلق ونسمعه دائمًا يذكر الله حتى وهو يصعد على السلالم، وشقيقة المجنى عليه مثله تمامًا، يوم الواقعة سمعنا صوت صراخ قادم من شقتهم وشقيقتهم الصغرى تستغيث بنا، أسرعنا جميعا إلى الشقة ووجدنا المتهم يستل سكينًا ووالدته وشقيقه جثتين هامدتين على الأرض غارقين في دمائهم وكانت والدته ما زالت على قيد الحياة، ولكن الإسعاف لم تحضر وجاءت قوات الشرطة إلى مكان الواقعة بعد 4 ساعات على الرغم من أننا أبلغناهم أكثر من مرة بواقعة القتل وذهب نجلي إلى القسم لإبلاغهم.

وذكرت أم محمد: أن المجنى عليها كان لديها طفلين من قبل وتوفيا إثر سقوط عقار كانوا يقطنون به وتوفيت شقيقتها ووالدها واثنان آخران من عائلتها.
انتقل محمد الحسيني وكيل نيابة قسم إمبابة إلى مسرح الجريمة لإجراء المعاينة التصويرية وتبين أن الشقة مكونة من غرفتين وصالة إحدى الغرفتين يوجد بها جثث المجني عليهما وتبين وجود آثار دماء بأنحاء الغرفة فقام خبراء الأدلة الجنائية برفع الآثار، وحرزتها النيابة، وأدلى المتهم محي الدين. ر. م 31 عامًا، عاطل باعترفات تفصيلية لواقعة قتل والدته وشقيقه، خلال التحقيقات، وقال: إنه كان علي خلافات مع أسرته المكونة من والديه وشقيقه وشقيقته الصغرى منذ فترة طويلة، لاعتقاده بأنهم قاموا بعمل سحر له وأعمال، مما جعله يشاهد بعض الخيالات والأشكال المخيفة، كما أنه فى بعض الأوقات وأثناء نومه يشعر بوجود شخص يلامس جسده ويسحبه من قدمه، كل هذا جعله يعيش فى حالة من الرعب والفزع وكثرت المشكلات بينه وبين أفراد أسرته.
وأضاف "أنه قبل الواقعة بحوالي ثلاثة أشهر، قام بشراء سكين وكان دائما يحتفظ به داخل أكمام ملابسه للدفاع عن نفسه ضد أى اعتداء، ويوم الواقعة وبعد الإفطار بدقائق كان يؤدي الصلاة فى غرفته، فدخل عليه شقيقه "رضا" لجلب بعض المستلزمات وأثناء فتحة باب الغرفة خبط المتهم فى رأسه مما أصابه بالغضب وبعد انتهاءه من صلاته وقعت مشادة كلامية بينه وبين شقيقه تطورت الأمر إلى مشاجرة فأخرج المتهم السكين من ملابسه وطعنه طعنتين فى الكتف والصدر، فتدخلت والدته "نورا محيي الدين" لفض المشاجرة بينهما فقام بطعنها عدة طعنات بمنطقة الصدر وحاول والده التدخل فتعدى عليه وتمكن الجيران من تخليصه.
كان المقدم محمد ربيع رئيس مباحث قسم شرطة إمبابة قد تلقى بلاغًا من الأهالي بقيام شاب بقتل شقيقه ووالدته، على الفور انتقل ضباط المباحث إلى مكان الواقعة، وتبين وجود جثة رضا.ر.ا، 31 عامًا، موظف، ومصاب بطعنات في أماكن متفرقة بجسده، وجثة نورا.م.ا، 67 عامًا، ربة منزل، مصابة بعدة طعنات في أماكن متفرقه من جسدها، وبعمل التحريات وسماع أقوال شهود العيان.
تبين قيام نجل المجنى عليها بالتعدى على والدته وشقيقه بسلاح أبيض وأصابهما بعدة طعنات حتى سقطوا جثث هامدة غارقين في دمائهم، وتمكنت القوات من القبض على المتهم محيي الدين.ر، 31 عامًا، عاطل، ومصاب بجرح في الرأس، وبمواجهته اعترف بالواقعة.
وبسؤال رمضان والد المتهم قال: إن نجله المتهم كان يعاني من حالة اكتئاب، ودخل إلى غرفتة لأداء صلاة المغرب بعد تناول الإفطار ودخل شقيقه للغرفة لأخذ بعض متعلقاته فنشبت بينهما مشادة كلامية تطورت إلى مشاجرة على أثرها قام المتهم بالتعدى بالسلاح على شقيقة ووالدته بعدة طعنات حتى أسقطهما جثة هامدة.
تحرر المحضر اللازم بالواقعة، وتم العرض على النيابة العامة لمباشرة التحقيق، والتى أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق.