السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

"البوابة نيوز" تنشر وثائق سرية من الخارجية القطرية

الخارجية القطرية
الخارجية القطرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يوما بعد يوم تتكشف أبعاد التدخلات القطرية فى المنطقة العربية، وتورط النظام القطرى فى دعم وتمويل التنظيمات المسلحة فى ليبيا، وقد ذكرت الوثائق السرية المسربة كيف أن السفارة القطرية بالعاصمة الليبية طرابلس، كانت ترسل أولا بأول معلومات إلى الدوحة، عن الترتيبات الأمنية التى تقوم بها السلطات الليبية لحماية حدودها الجنوبية، ووقف أعمال تهريب السلاح ووصولها للجماعات الإسلامية المسلحة.
وقد حصلت «البوابة» على وثائق سرية تثبت تورط السفارة القطرية بالعاصمة الليبية طرابلس فى تسريب معلومات إلى وزارة الخارجية القطرية بالدوحة، خاصة بإغلاق الحكومة الليبية الحدود الجنوبية المشتركة مع دول الجزائر والنيجر وتشاد والسودان، بسبب تدهور الأوضاع فى الجنوب الذى أعلن عنه منطقة عمليات عسكرية مغلقة، حيث ازدهرت حينها فى الجنوب الليبى كل أشكال التهريب من سلاح وبشر ومخدرات.
ويصف التقرير السري، الذى كتبه القائم بالأعمال فى السفارة القطرية، ليبيا بأنها من أكثر دول العبور اختراقا لحدودها، ومياهها الإقليمية وأن منطقة الحدود تشهد مواجهات مسلحة بين العناصر المسلحة التى تمارس تهريب السلاح والهجرة غير الشرعية، ويطرح التقرير تساؤلات حول قدرة الأجهزة الأمنية والعسكرية الليبية التى لم تتشكل بعد فى حماية وتنظيم حدودها وتنظيم دوريات وحراسة للحدود مترامية الأطراف.
وينقل التقرير آراء مراقبين، بأن قرار الإغلاق له أسباب أخرى، وتحديدا فيما يتعلق بما يحدث فى مالي، حيث يشار إلى أن الأسلحة التى وصلت للجماعات الإسلامية هناك مصدرها ليبيا، حيث يركز المجتمع الدولى على آليات التدخل العسكرى هناك، مما يجعل الحدود الليبية أكثر استباحة - حسبما يتوقع المراقبون - بسبب دخول المقاتلين الذين يصنفون بأنهم إرهابيون لأراضيها، مما يزيد حالات الإرباك، والانفلات الأمنى، ويختتم التقرير بالإشارة إلى أن التكهنات التى تشير إلى أن المرحلة المقبلة فى جنوب ليبيا ستشهد مواجهات بين الأمر العسكرى والعصابات التى تقوم بتهريب البشر.
وفى الوقت الذى تنفق فيه قطر الأموال الطائلة على شركات الدعاية والعلاقات العامة العالمية، لتبييض صورتها أمام العالم، فإن التقارير المنشورة فى الصحافة الغربية كشفت الكثير عن الدور القطرى فى تمويل ودعم الحركات الإسلامية المسلحة حول العالم، وبالأخص فى ليبيا، حيث إن صحيفة الديلى تليجراف البريطانية كانت قد نشرت تقريرا يتهم قطر بأنها الراعى الرئيسى للعنف فى الشرق الأوسط، بعنوان «قطر الممول الرئيسى للمتطرفين الإسلاميين»، وذكر التقرير أن التمويل القطرى للجماعات «المتطرفة» فى المنطقة هو الذى أدى إلى صعود المتطرفين الإسلاميين.
وأشار التقرير الذى أعده مراسلا الصحيفة ديفيد بلير وريتشارد سبنسر إلى أنه رغم الجهود البريطانية لتحرير ليبيا من طغيان الزعيم الراحل معمر القذافى، فإن هدف بريطانيا نحو وجود دولة ليبية صديقة ومستقرة قد تم إحباطه تماما، وتابع التقرير «تدخلت دولة خليجية تمتلك سلسلة محلات «هاروودز» وهى قطر التى أرسلت طائرات شحن محملة بأسلحة إلى الائتلاف الإسلامى الذى يعرف نفسه بفجر ليبيا.
وذكرت الصحيفة أن المسئولين الغربيين تعقبوا رحلات الأسلحة القطرية أثناء هبوطها فى مدينة مصراتة على بعد ١٠٠ كيلو متر شرق طرابلس، حيث يقع معقل الميليشيات الإسلامية.
ونقلت الصحيفة عن مسئول غربى رفيع المستوى لم تذكر اسمه أنه رغم سقوط العاصمة والإطاحة بالحكومة الليبية، ولكن قطر لا تزال ترسل أسلحة إلى مطار مصراتة مباشرة، فالدولة التى تشترى عقارات فى لندن هى نفسها تعمل ضد المصالح البريطانية فى ليبيا، من خلال تسليح أصدقائها الجهاديين الذين حاولوا قتل أحد سفرائنا، وهى الدولة التى تريد تدمير المجتمع الغربى بكل سرور.
وأوضحت الصحيفة أن «الحقيقة الصادمة هى أن قلة قليلة فى منطقة الشرق الأوسط سيشعرون بالصدمة من معرفة تلك المعلومات» إذ إن حقيقة أن قطر تدعم الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة معروفة للدبلوماسيين والخبراء، ولفت التقرير إلى أن وزارة الخزانة الأمريكية صنفت رجل الأعمال والأكاديمى القطرى عبدالرحمن النعيمي، بأنه «إرهابى عالمي» حيث اتهمته الولايات المتحدة بإرسال حوالى ٣٦٦ ألف جنيه استرلينى لشخص وصفته بأنه «ممثل تنظيم القاعد فى سوريا» والذى يـُدعى أبوخالد السوري، وتم اتهام النعيمى أيضا من قبل الخزانة الأمريكية لتحويله نحو ٢ مليون دولار شهريا لتنظيم القاعدة بالعراق، و٢٥٠ ألف دولار لحركة الشباب الصومالية، إلا أن النعيمى أنكر جميع تلك التهم قائلا إنها ظهرت بسبب انتقاده للسياسة الأمريكية».
ونوهت الصحيفة إلى أن قطر أرسلت الأسلحة والأموال للمتمردين الإسلاميين فى سوريا، لاسيما «أحرار الشام» و«الجيش السورى الحر» وبرغم أن وزير الخارجية القطرى خالد العطية، كان قد أشاد بأحرار الشام على أنها جماعة سورية خالصة، فإن الصحيفة أكدت أنها حولت انتفاضة سوريا ضد الأسد إلى انتفاضة إسلامية، حيث حاربت جنبا إلى جنب مع جبهة النصرة، التابعة للقاعدة فى المعارك بسوريا، وبدلا من أن تقاتل ضد داعش ساعدت الإرهابيين فى السيطرة على مدينة الرقة، التى تعتبر حاليا عاصمة لدولة الخلافة، التى أعلنها داعش.
ونشرت وكالة «يو بى آي» الأمريكية وصحيفة النيويورك تايمز، فى ديسمبر ٢٠١٢، ذكرت فيه عن مسئولين أمريكان، أن إدارة الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، وافقت سريا على توريد قطر السلاح إلى ليبيا، لكنها أعربت عن قلقها بشأن احتمال وقوع الأسلحة فى أيدى المقاتلين الإسلاميين المتطرفين.
إلا أن النيويورك تايمز ذكرت أنه لم تظهر حتى الآن أى أدلة على وجود روابط بين توريد الأسلحة من قطر إلى الثوار الليبيين والاعتداء على القنصلية الأمريكية فى بنغازي، والذى قتل فيه السفير الأمريكى كريستوفر ستيفنز، وقال مسئول سابق بوزارة الدفاع الأمريكية إن الإدارة قصرت فى الرقابة على توريدات الأسلحة، وبعد قليل بات البيت الأبيض يتلقى تقارير حول وقوع الأسلحة فى أيدى الإسلاميين، مما أثار مخاوف واشنطن، ولم تكن إدارة أوباما قادرة على تحديد إلى أين ذهبت الأسلحة الموردة إلى ليبيا؟.
وفى وثيقة مرسلة بين سفير دولة قطر فى باريس رقم ٤٠٦ بتاريخ ٢٢ إبريل ٢٠١١ م، والتى تتضمن نتائج لقاء الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى مع رئيس المجلس الانتقالى الليبي، وكشفت سماح قطر للجنود الفرنسيين فى التدخل بالشأن الليبي، بقولها: «ذكرت مصادر دبلوماسية فرنسية أن هؤلاء الضباط هم فى الحقيقة مستشارون عسكريون تابعون للمبعوث الفرنسى الخاص إلى بنغازي، أنطوان سيفان، وليس للحلف الأطلسي».
كما كشفت هذه الوثائق، تدخل الدوحة فى السماح بتسليح الشعب الليبي، كما سعت لضم تنظيم القاعدة الإرهابى ضم القوى المتصارعة فى ليبيا وقتها، «إن الجانب الليبى بات يدرك أهمية تسليح الثوار، حيث سعى مصطفى عبدالجليل إلى تطمين الفرنسيين حيال وجود القاعدة داخل صفوف الثوار، لكنه بالمقابل أعرب عن إمكانية الاستعانة بالدول العربية والإسلامية لتسليح الثوار وإرسال قوات فى حال استمرت الدول الغربية فى الامتناع عن هذه المسالة».
الخزانة الأمريكية صنفت القطرى عبدالرحمن النعيمى كـ«إرهابى عالمي» وزارة الخارجية القطرية تسرب معلومات للدوحة حول الترتيبات الأمنية فى جنوب ليبيا قطر ترسل أسلحة إلى مطار مصراتة مباشرة.. وسعت لضم تنظيم القاعدة إلى القوى المتصارعة فى ليبيا.