السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حادث المنيا لن يكون الأخير

اغضب..انفعل.. انتقد.. هاجم.. افعل ما شئت

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تنسيق احترافى بين «الإخوان» و«داعش» لتنفيذ عمليات إرهابية فى مصر برعاية المخابرات القطرية
لن نهزم الإرهاب وندمره إلا بانتفاضة الشعب المصرى بأكمله
ما تحمله الصدور من غضب لا تعبر عنه الكلمة، وما يملأ القلوب من أسى لا تصفه الكلمات، لا أتصور أبدا حجم الحزن الهائل الذى يجثم فى وجدان أسر الضحايا، ولا أتمنى أن يتصوره أحد، وأدعو الله أن يلطف بنا جميعا، فالحادث جلل، والمصاب منا نحن جميعا.
لن يكون حادث المنيا الأخير، هذه حقيقة يجب أن يعلمها كل مصري، لا تتخيلوا أبدا أن المواجهة سيتم حسمها خلال سنوات قليلة، فما حدث خلال ٤ سنوات أهدر جهد عشرات السنين، ٤ سنوات من التعبئة والتجهيز، ٤ سنوات من التمكين والتخطيط، تم تدمير الجاهزية الأمنية، تم محو أى شيء يقف عقبة أمام وجود الإرهابيين، ٤ سنوات فعل «الإخوان» الشياطين خلالها ما يهدم أعتى الدول، لكنهم لم يقرأوا التاريخ جيدا، فهم لا يقرأون ولا يعقلون، زيّن لهم الشيطان أعمالهم، لكنهم لم يستوعبوا قوله تعالى «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين».
نظام بالكامل يهيئ المناخ المثالى لبيئة إرهابية خبيثة، انطلقت تحت رعاية مظلة شرعية، راحت تسكن فى كل مكان، بدعم مالى هائل ودعم لوجيستى بلا حدود، وعندما ثار المصريون، انتفض رعاة الإرهاب فى العالم، توحدوا لإسقاط هذا البلد المنيع، استغلوا الحدود الشاسعة، واستعانوا بالقتلة المارقين لهدم ما تبقى من وحدة الشعب المصري.
نعم هناك أخطاء يجب تداركها، لكنها فى ظل المواجهة تبدو كنقطة ماء فى بحر هائج، لا أدافع هنا عن أجهزة أمنية بعينها، فبالفعل، يعملون ٢٤ ساعة، لا ينامون ولا يهدأون، ولا يستطيع كائن من كان أن يزايد علينا، فربما كنا وسيلة الإعلام الوطنية الوحيدة التى هاجمت وبعنف وبقسوة تراخى الأجهزة عقب حادث تفجير الكنيستين، لكننا فى نفس الوقت ندرك أبعاد المسألة وخطورتها.
ولن أخوض فى تحليلات استهداف الأقباط، فما كتب فيها زاد وكفى، لكن سأتناول فقط الهدف منها وفق رؤية شخصية بحتة، الهدف من استهداف الأقباط هو ترويعهم حتى الانفجار، ودفعهم إلى شعورهم بعدم الأمان فى مصر، ودفعهم إلى اللجوء لدول خارجية طلبا للحماية، وبالتالى وجود تعاطف من شعوب مسيحية تضغط على أنظمتها بضرورة التدخل لحمايتهم، وفى النهاية الوصول للهدف المنتظر، والغاية الأسمى التى ينتظرها الصهاينة وأعداء هذه الأمة.
نعم، أتحدث عن مؤامرة لتركيع مصر، أتحدث عن خطة شيطانية لتفتيت وحدة بلادنا، يقودها ويخطط لها أجهزة مخابرات، ويتصدى لتنفيذها تنظيمات إرهابية، يتم تجنيد أفرادها باسم الإسلام.
المعلومات تؤكد أن هناك تنسيقا يتم بشكل بالغ الاحترافية بين تنظيم الإخوان الإرهابى وتنظيم الدولة الإسلامية «داعش» لتنفيذ عمليات دائمة داخل مصر، ويقود التنسيق جهاز المخابرات القطري، صدق أو لا تصدق، هذا شأنك أنت، ربما تسخر مما أكتبه، ربما تظن أننى أبحث عن مبرر وسبب لتقصير ما، أو إبعاد المسئولية على القائمين على أمور مصر وشعبها، هذا خيارك أنت.
لكن قبل الخوض فى اتهامى والتشكيك فى كلماتي، أجب عن تساؤلاتي، أين تسكن قيادات الجماعات الإرهابية؟ ما الدول التى ترعاهم وتهيئ لهم المعيشة المترفة؟ أى الأنظمة التى تسمح لهم بعقد اجتماعاتهم ولقاءاتهم تحت سمع وبصر العالم أجمع؟
أين محطات مرورهم وتدريبهم وتسهيل انتقالاتهم؟ انظر إلى اعترافات جميع الإرهابيين الذين تم القبض عليهم، ستجد الإجابة واضحة، قطر وتركيا.
أليست قطر وعلى لسان أميرها هى من صرحت وجاهرت بأن حماس هى الممثل الرسمى للشعب الفلسطينى؟ أليس تركيا هى من استضافت التنظيم الدولى للإخوان الإرهابيين؟ أليس «تميم» هو من قال إن الإخوان ليسوا تنظيما إرهابيا؟ بل وهاجم الدول العربية والأجنبية التى أدرجتهم على قوائم التنظيمات الإرهابية؟ من يقوم بتمويل داعش والنصرة وغيرهما من التنظيمات المسلحة الإرهابية؟
ألم تسمع تصريحات الرئيس السودانى عمر البشير حين اتهم مصر صراحة بالعبث فى مقدرات الشعب السودانى؟ ألم تسمع عن زيارة أمير وأميرة قطر للسودان قبل عدة أسابيع؟ ألا تعلم أن مصر تستطيع بالفعل إنهاك وإشعال السودان لو أرادت؟ ألم تسمع تصريح الرئيس السيسي، حين قال، مصر لن تكون ذيلا لأحد؟ هل تابعت موقف إثيوبيا وسد النهضة؟ ألم تتوقف عند المخبول التركى أردوغان؟ وغيرها من الأسئلة.. فجميعها توضح لك حجم ما يحدث ويحاك ضد هذا الوطن.
ما أريد قوله أننا يجب أن ندرك جميعا حجم ما نواجهه من أخطار، اغضب، انتقد، انفعل، كل شيء مباح لك، لكن فى حدود معرفة ما يريده عدوك وعدوي، ولا تنسى أننا نختلف فى وطن قائم بالفعل.
فالشعب الذى يقف يشاهد تفكيك عبوة ناسفة على بعد سنتيمترات، والشعب الذى يندفع إلى متابعة المواجهات، والذى يعيش بمقولة العمر واحد والرب واحد، لا تظن أبدا أنه سيخشى الموت، الشعب المصرى يؤمن بقدره إيمانا بالغا، وينتظر موته بابتسامة الواثق فى رحمة ربه، يعتقد أن مصيره لن يتغير، سيموت على فراشه أو فى طريقه أو فى أى مكان كتبه الله له.
ويقينا، لن تستطيع الأجهزة الأمنية مهما بلغت درجة جاهزيتها واستعدادها مواجهة الإرهاب وحدها، ولنا فى الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا أمثلة، ويقينا أيضا، لن نهزم الإرهاب وندحره إلا بانتفاضة الشعب المصرى بأكمله، فهناك فرض عين على كل مصرى أن يساهم فى المواجهة، لا نطلب منه حمل السلاح، ولا نطلب منه التصدى وجها لوجه، حتى إن كان يقدر عليها وفعلها من قبل، ما نطلبه هو المعلومة إن وجدت، والقرينة إن حدثت، فالسلاح المعلوماتى هو السبيل للقضاء على الإرهاب الأسود، يجب أن يعلم كل إرهابي، وخائن وعميل، أن ٩٠ مليون مصرى يشاهدونه، وأن كل تحرك مرصود، وأنهم مهما بلغوا من مهارة وتخطيط، فسيتم وأد وإجهاض أى عملية يفكرون بها ويخططون لها.