الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

على باب الله.. عم مصطفى لكل الغلابة: "لنا رب اسمه الكريم"

عم مصطفى
عم مصطفى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كان كعادته يعلق أسلاك النور، والفوانيس فوق عشته، فالقعدة على النيل تحلى بعد الإفطار وصلاة التراويح، لم يكن يدرى أن لودر الإزالة سيأخذ فى طريقه الزينة، فلا هو على حرم النيل، ولا هو استقطع حتى قيراطًا، كل ما فعله هو أنه حول مقلب قمامة بين «ترعتين» لمنظر جميل.
يقول عم مصطفى: «كنت تاجر محمصات، لكن السوق وقف، والسمك الصغير مالوش عيشة بين الحيتان، ولو عافر يموت غريق، وأنا غرقت فى الديون، لحد ما بطلت وقعدت فى البيت، شهر واتنين وسنة، وديون وخنقة لحد طلوع الروح، هروح فين أنا وثلاثة عيال وأمهم، خرجت فى يوم أتمشى على البحر، وهو لا بحر ولا حاجة ده ترعة، لقيت زبالة لا ليها أول ولا آخر، قلت ما أنضف حتة وأعمل فيها شاى للجماعة اللى بييجوا يتمشوا ويقعدوا هنا، شعلة صغيرة على كام كوباية وباكو شاى على كيلو سكر، بقينا نلاقى عشانا أنا والعيال فعملت عشة، ويا ريتنى ما عملتها، وفضلت أقدم الطلبات دليفرى لا مؤاخذة، لأن العشة بنت اللذين دى جابتلى وجع الدماغ».
ويواصل عم مصطفى: «جانى بتاع الجمعية الزراعية قالى إنت مخالف وهتتزال، قلت له: يا باشا تغرم نفسك لودر ليه ده كلها أربع عصى فى الأرض نشيلهم وخلاص، شرب الشاى ويوم والتانى وقالى روح ادفع فى الضرائب العقارية وهات وصل، دفعت ودفعت هنا وهنا وهنا، لحد ما بقيت أطلع نسبة للمصالح الحكومية على كل كوباية شاى تقريبا، وقالولى أنت كده ورقك تمام، عيش وعيش عيالك يا مصطفى.. الحمد لله الحال مشى وبدأت أسدد الديون اللى عليا والدم جرى فى وش العيال وأمهم، وده ببركة أنى أول ما اشتغلت اشتغلت فى رمضان، وبقيت استبارك بقدومه وأقول للعيال ده شهر الخير والنفحات، وتقريبا أنا حسدت نفسى، أصل المتعوس متعوس ولو علق فانوس».
يبتسم عم مصطفى ويتابع: «وأنا بعلق الزينة لقيت جيش داخل عليا، رتب ودبابير ونجوم ومجنزرات وعربيات شرطة، قلت يمكن هيصوروا.. أصل فيلم «مبروك وبلبل» اتصور زمان جنبنا.. من خيبتى حطيت كراسى وقلت لهم اتفضل يا باشا.. اتفضلوا يا مرحبا تشربوا إيه.. لقيتهم بيقولولى إحنا جايين نزيل العشة، يا باشا كل ده جاى علشان عشة مصطفى اللى بياكل منها عيش.. يا باشا أنا بدفع رسوم ومعايا الإيصالات ورمضان كريم.. رد واحد معاهم قال: «رمضان مبروك أبو العلمين يا راجل»، يا بيه.. يا باشا.. ضابط محترم قالى المهندسة فى العربية كلمها.. رحت ما نطقتش لسه قالتلى قرار جمهورى.. جمهورى إزاى يعنى.. روح اسأل.. أسأل مين بس أنا عارف العمدة بتاع بلدنا طشاش، يا ست هانم أنا مش مستولى على حاجة وماليش دخل غير ده وإحنا فى شهر كريم اللى هتقولوا عليه هنعمله، إحنا عايزين ناكل عيش من حلال، وماليش غير نصبة الشاى دى باب رزق.. ولا أى فايدة من الكلام.. طاخ طيخ شوية «العزاويل والكوبايات» بقوا فى خبر كان».
ويختتم عم مصطفى: «برغم الهم ده.. كل سنة وأنتم طيبين، إحنا طول عمرنا لنا ربنا، بيتقفل باب بيفتح عشرة، والرزق ده بتاعه، بس أنا عايز أقول للرئيس كل سنة وأنت طيب أنت لما قلت فى كلامك التعديات على أملاك الدولة، كنت تقصد عشة مصطفى الغلبان اللى بياكل منها عيش وبيدفع عليها رسوم.. ولا كنت تقصد إيه.. قولّنا حاجة تفرحنا يا ريس قبل العيد».