الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

علماء المسلمين.. الفارابي.. المعلم الثاني (3 - 30)

أبو نصر محمد الفارابي
أبو نصر محمد الفارابي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مكانة خاصة حظي بها الفيلسوف المسلم "أبو نصر محمد الفارابي، أبو نصر محمد بن محمد بن أوزلغ بن طرخان الفارابي"، الذي نبغ في الفكر والفلسفة الإسلامية بعد أن اشتهر بإتقان العلوم الحكمية، وكانت له قوة في صناعة الطب.
ولد "الفارابي" عام 260 هـ/874 م في فاراب في اقليم تركستان وتوفي عام 339 هـ/950م، كان أبوه قائد جيش، وكان ببغداد مدة ثم انتقل إلى سوريا وتجول بين البلدان وعاد إلى مدينة دمشق واستقر بها إلى حين وفاته، يعود الفضل إليه في إدخال مفهوم الفراغ إلى علم الفيزياء. تأثر به كل من ابن سينا وابن رشد.
تنقل الفارابي في أنحاء البلاد وفي سوريا، قصد حلب وأقام في بلاط سيف الدولة الحمداني فترة، ثم ذهب إلى دمشق وأقام فيها حتى وفاته عن عمر يناهز الـ80 عامًا ودفن في دمشق، ووضع عدة مصنفات وكان أشهرها كتاب حصر فيه أنواع وأصناف العلوم ويحمل هذا الكتاب اسم "إحصاء العلوم".
سمي الفارابي "المعلم الثاني" نسبة للمعلم الأول أرسطو والإطلاق بسبب اهتمامه بالمنطق لأن الفارابي هو شارح مؤلفات أرسطو المنطقية.
عكف في مسقط رأسة على دراسة طائفة من مواد العلوم والرياضيات والآداب والفلسفة واللغات وعلى الأخص التركية وهي لغته الأصلية بجانب معرفته للغات العربية والفارسية واليونانية.
ثم خرج من بلده حوالي سنة 310 هـ، وهو يومئذ يناهز الخمسين، قاصدًا العراق، حيث أتم دراساته. فيما بدأ فيه في مسقط رأسه وأضاف إليه مواد أخرى كثيرة، فدرس في حرّان الفلسفة والمنطق والطب على الطبيب المنطقي المسيحي يوحنا بن حيلان، ودرس في بغداد الفلسفة والمنطق على أبي بشر متى بن يونس، وهو مسيحي كان حينئذ من أشهر مترجمي الكتب اليونانية ومن أشهر الباحثين في المنطق، ودرس في بغداد كذلك العلوم اللسانية العربية على ابن السراج، وأتيح له فيها أيضًا دراسة الموسيقى وإتمام دراساته في اللغات والطب والعلوم والرياضيات.
ولا غرابة أن يتتلمذ في هذه السن المتقدمة، فقد كان دأب العلماء في هذه العصور، يطلبون العلم من المهد إلى اللحد، كان الفارابي مولعًا بالأسفار في طلب العلم ونشره والإحاطة بشئون الجماعات، فانتقل من العراق إلى الشام حوالي سنة 330 هـ حيث اتصل بسيف الدولة بن حمدان الذي عرف له فضله، وأكرم وفادته، وعاش في كنفه منقطعًا إلى التعليم والتأليف، وكان في أثناء إقامته بالشام يتنقل بين مدنها وخاصة بين حلب "عاصمة الحمدانيين" ودمشق التي كانت في حوزتهم تارة وتخرج أخرى، وقد سافر مرة من الشام إلى مصر، وكان ذلك على الراجح سنة 338 هـ ثم رجع منها إلى دمشق حيث توفي سنة 339 هـ.
وقد آثر الفارابي حياة الزهد والتقشف فلم يتزوج، ولم يقتن مالًا، ولم يشأ أن يتناول من سيف الدولة إلا أربعة دراهم في اليوم - كما يذكر كثير من الرواة - ينفقها فيما احتاج إليه من ضروري العيش، وقد اكتفى بذلك قناعة منه، وكان في استطاعته وهو الأثير عند الملك الجواد سيف الدولة بن حمدان أن يكتنز الذهب والفضة ويقتني الضياع، ويروى أنه قد بلغ به التقشف أنه كان يسهر الليل للمطالعة والتصنيف مستضيئًا بقنديل الحارس، لأنه لم يكن يملك قنديلا خاصًا، وأنه قد بقي على ذلك أمدًا طويلا.
وكان يؤثر العزلة والوحدة ليخلو إلى التأمل والتفكير، وكان طول مدة إقامته بدمشق، كما يقول ابن خلكان في "وفيات الأعيان" يقضي معظم أوقاته في البساتين وعلى شواطئ الأنهار، فلا يكون إلا عند مشتبك رياض، حيث يؤلف بحوثه ويقصد إليه تلاميذه ومساعدوه.
وقد آثر الفارابي حياة الزهد والتقشف فلم يتزوج، ولم يقتن مالًا، ولم يشأ أن يتناول من سيف الدولة إلى أربعة دراهم في اليوم - كما يذكر كثير من الرواة - ينفقها فيما احتاج إليه من ضروري العيش، وقد اكتفى بذلك قناعة منه، وكان في استطاعته وهو الأثير عند الملك الجواد سيف الدولة بن حمدان أن يكتنز الذهب والفضة ويقتني الضياع، ويروى أنه قد بلغ به التقشف أنه كان يسهر الليل للمطالعة والتصنيف مستضيئًا بقنديل الحارس، لأنه لم يكن يملك قنديلا خاصًا، وأنه قد بقي على ذلك أمدًا طويلا.
وكان يؤثر العزلة والوحدة ليخلو إلى التأمل والتفكير، وكان طول مدة إقامته بدمشق، كما يقول ابن خلكان في "وفيات الأعيان" يقضي معظم أوقاته في البساتين وعلى شواطئ الأنهار، فلا يكون إلا عند مشتبك رياض، حيث يؤلف بحوثه ويقصد إليه تلاميذه ومساعدوه.
من أشهر كتبه: كتاب "الموسيقى الكبير"، "آراء أهل المدينة الفاضلة"، "الجمع بين رأي الحكيمين — حاول فيه التوفيق بين أفلاطون وأرسطو"، "التوطئة في المنطق"، "السياسة المدنية"، "احصاء العلوم والتعريف بأغراضها"، "جوامع السياسة"، "فصوص الحكمة".